الحلقة الرابعة من فلسطين والقدس في الأدب العربي والعالمي.. من إعداد حسن المرتضى
المحور الثاني : أبرز الشعراء والكتاب والفنانين العرب في مواجهة الاحتلال الصهيوني وتطبيع حكامهم مع الكيان الغاصب المحتل.
الشعر العربي المعاصر والقدس.
حظيت القدس باهتمام الشعراء العرب، في أقطار الوطن العربي كله، حتى في المهجر، فنظم الشعراء أبهى القصائد في التغني بها ومنهم : الشاعر القروي رشيد سليم الخوري، الأخطل الصغير ،جميل العقاد، صلاح عبدالصبور ،ويؤكد الشاعر العراقي عبدالوهاب البياتي، يقول الشاعر زكي قنصل، مالك الرفاعي، سومر عبد اللطيف يوسف، عمر أبو ريشة، وهناك شعراء عرب كتبوا، في المنفى، قصائد شاعت كقصائد مظفر النواب، أحمد دحبور خليل مطران، عبد الرحيم محمود الأمير، بدويِّ الجبل ، إبراهيم نصرالله، هارون هاشم، سليمان العيسى،
أمين شنار، راشد حسين، أحمد ابراهيم الحلاحلة، لطفي الياسيني، شادي المناصرة، شريفة السيد، أحمد مطر، عبد العزيز جويدة، يوسف العظم، تميم البرغوثي الشاعر الفلسطيني حيث يقول: “في القدس توراة وكهل جاء من منهاتن العليا/ في القدس شرطي من الأحباش يغلق شارعا في السوق/ رشاش على مستوطن لم يبلغ العشرين/ قبعة تحيي حائط المبكى/ في القدس متراس من الاسمنت/ في القدس دب الجند منتعلين فوق الغيم”.
ومن الأعمال المؤثرة قصيدة الأخوين رحباني، التي غنتها فيروز، وفيها: عيوننا ترحل إليك كل يوم/ تدور في أروقة المعابد/ تعانق الكنائس القديمة/ وتمسح الحزن عن المساجد، وقصيدة نزار: أما الشاعر نزار قباني فكتب: بكيت حتى جفت الدموع/ صليّت حتى ذابت الشموع / ركعت حتى ملني الركوع / سألت عن محمد فيك، وعن يسوع/ يا قدس يا مدينة تفوح أنبياء/ يا أقصر الدروب بين الأرض والسماء
وأعمال مرسيل خليفة من كلمات محمود درويش وسميح القاسم وغيرهما..
وفي قصيدة مطولة للشاعر نزار قباني عنوانها : ” منشورات فدائية على جدران إسرائيل” فيقول: ما بيننا وبينكم لا ينتهي بعام/ لا ينتهي بخمسة أو عشرة ولا بألف عام / طويلة معارك التحرير كالصيام/ ونحن باقون على صدوركم/ كالنقش في الرخام/ باقون في شفاه من نحبهم / باقون في مخارج الكلام / نأتي بكوفياتنا البيضاء والسوداء/ نرسم فوق جلدكم إشارة الفداء/ من رحم الأيام نأتي كانبثاق الماء/ من خيمة الذل التي يعلكها الهواء/ من وجع الحسين نأتي من أسى فاطمة الزهراء/ من أحد نأتي ومن بدر ومن أحزان كربلاء/نأتي لكي نصحح التاريخ والأشياء/ ونطمس الحروف في الشوارع العبرية الأسماء.
وكان مظفر النواب صاحب قصيدة “القدس عروس عروبتكم” أحد الشعراء المعارضين الذين كلفتهم الكلمة أحكاما سجنية بلغت الإعدام فالمؤبد. كما منع من دخول جميع الدول العربية بعد صدور قصيدته اللاذعة التي هجا فيها الحكام العرب بسبب تخاذلهم في نصرة القدس: “القدس عروس عروبتكم/ فلماذا أدخلتم كل زناة الليل إلى حجرتها؟/ وسحبتم كل خناجركم/ وتنافختم شرفا وصرختم فيها أن تسكت صونا للعرض/ فما أشرفكم”
فلسطين في الشعر المصري: إبراهيم عيسى وأحمد زكي أبو شادي، وأحمد هيكل، وأمل دنقل، وجليلة رضا، وحامد طاهر، وحسن فتح الباب، وسعد ظلام، وشوقي هيكل، وصابر عبد الدايم، وعامر بحيري، وعبد الرحمن الشرقاوي، وعبد العليم عيسى، وعبد العليم القباني، وعبد المنعم يوسف عواد، وعبده بدوي، وعفيفي محمود، وعلى الجارم، وعلي محمود طه، وفاروق جويدة، وقاسم مظهر، وكامل أمين، ومحمد الأسمر، ومحمد التهامي، ومحمد حوطر، ومحمد عبد الغني حسن، ومحمد علي عبد العال، ومحمد كامل إمام، ومحمد مصطفى الماحي، ومحمود أبو الوفا، ومحمود حسن إسماعيل، ومحمود الخفيف، ومحمود غنيم، ومحمود محمد صادق، ومحمد محمد صادق، ومصطفى بهجت بدوي، وهاشم الرفاعي، والورداني ناصف، ويوسف خليف أحمد محرم.
ينقسم موقف الشعر المصري من قضية السلام إلى قسمين –فالذين أيدوا السلام مثل الشعراء عباس الديب وأحمد فهمي خطاب وإبراهيم عيسى وعامر مجدي وأحمد مخيمر كانوا شعراء انبطاح وبلاط.
أما الفريق الثاني الذي رفض السلام مثل الشعراء الحساني حسن عبد الله، ومصطفى بهجت بدوي، ومحمد علي عبد العال، وأمل دنقل، وصابر عبد الدايم، وهؤلاء انطلقوا من أن هذا السلام ذل واستسلام ومؤشر لضياع الحقوق العربية، ثم ضرورة الأخذ بالثأر لأبنائهم الشهداء.
الشعر العراقي وفلسطين
من أهمهم الجواهري وأحمد مطر ومظفر النواب والبياتي ونازك الملائكة والسياب
فلسطين الدامية للشاعر العراقي محمد الجواهري
فاضت جروحُ فِلَسْطينٍ مذكرةً جرحًا بأنْدَلُسٍ للآن ما التأما
وما يقصِّر عن حزن به جدة حزن تجدده الذكرى إذا قَدُما
يا أُمةً غرها الإِقبالُ ناسيةً أن الزمانَ طوى من قبلها أمما
ماشت عواطفَها في الحكم فارتطمت مثلَ الزجاجِ بحد الصخرة ارتطما
وأسرعت في خطاها فوق طاقتها فأصبحت وهي تشكو الأيْنَ والسأما
وغرَّها رونقٌ الزهراء مكبرة أن الليالي عليها تخلع الظُّلَما
كانت كحالمةٍ حتى اذا انتبهتْ عضّتْ نواجذَها من حرقةٍ ندما
سيُلحقون فلسطينًا بأندلسٍ ويَعْطفون عليها البيتَ والحرما
ويسلبونَك بغدادًا وجلقةً ويتركونِك لا لحمًا ولا وضما
جزاء ما اصطنعت كفاك من نعمٍ بيضاء عند أناسٍ تجحد النعما
يا أمةً لخصوم ضدها احتكمت كيف ارتضيتِ خصيمًا ظالمًا حكما
بالمِدفع استشهدي إن كنت ناطقةً أو رُمْتِ أن تسمعي من يشتكي الصمما
وبالمظالمِ رُدي عنك مظلمةً أو لا فأحقر ما في الكون مَنْ ظُلِما
سلي الحوادثَ والتأريخَ هل عرفا حقا ورأيًا بغير القوةِ احتُرما
لا تطلُبي من يد الجبار مرحمةً ضعي على هامةٍ جبارةٍ قدما
إلى آخر القصيدة.