الخبر وما وراء الخبر

الشهداء.. وثقافة الجهاد والإستشهاد

55

بقلم// محمد أحمد البخيتي

آيا أيها الاقلام قفي, ويا أيها الحروف كفي, فهنالك بحارآ لن تدركينها, وهنالك صفات لن تنالينها, فلا حكاياتهم تروى, ولا مواقف شجاعتهم تحكى , ولا قصص بطولاتهم وإيمانهم وإقدامهم وتفانيهم تكتب, فهم الاوفياء في ميادين الوفاء وهم الشرفاء في ميادين الشرف, وهم الشجعان الأنقياء الاتقياء من أثبتت شجاعتهم ميادين الوغى, وأوضحت تقواهم خواتم ايامهم, وبينت نقاءهم إنتقاءهم من بين الرجال وإصطفاءهم لآعظم المكانات شهداء لله شواهدآ على الحق , شاهدين على جرم المجرمين وظلم الظالمين وعداوة المعتدين.

بدماءهم إنتصر الحق ودحر الظالمين ,وبمواقفهم وبطولاتهم لانت الصعوبات أمام المجاهدين والابطال الميامين, وتغيرت احوال المجاهدين من حالة الإستضعاف الى حال التمكين, وبتضحياتهم أعزنا الله فلهم الرحمة والخلود تخليدآ لإسمائهم وتقديسآ لمقامهم وإرساء لمكانتهم, فبذكراهم تخلد ذكرياتهم ليبقوا هم الذكرى التي تٌرسخ في أذهان الاجيال ثقافة الجهاد والإستشهاد.

كثقافة إرتويناها من الدين ومن قصص من مضوا على نفس طريقهم ونالوا خاتمة كخاتمتهم الحسنة صادقين كرماء, جادوا بإرواحهم إيمانآ بقضيتهم المحقة والعادلة ونصرةً للمستضعفين وإمتثالآ لإوامر الله وتعاليم الدين , ممن بلغوا بإيمانهم مرحلة اليقين ,وبإحسانهم أبلغ صفات المحسنين, تاركين كل ما خلفهم من أموالاً وأزواجاً وبنين طمعاً بما عند رب العالمين, كجزاء لما أثمرتة دمائهم لمن خلفهم من إستتباباً للأمن وإقامةً وإرساءً للعدل ودحراً للظلم ونصرةً للدين و إنتصاراً للمستضعفين..

وتجسيداً ليقين الشهداء بوعود رب العالمين , فاستحقوا بذلك ضيافة ارحم الراحمين ومجاورة الانبياء والصالحين في حياةً يستحقونها بديلاً عن الحياة التي كانوا يعيشونها والتي أثروا إرضاء خالقهم على بقاءهم فيها قال تعالى﴿ وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ﴾ .

لذلك تجد كل مساعي الاعداء من أباطرة الظلم والمجرمين لإبعاد الامة العربية وعامة المسلمين عن الشهداء وثقافة الجهاد والإستشهاد ,كثقافة تؤرقهم وتقض مضاجعهم ,وتمثل أكبر خطورة عليهم, لإنهم يرونها السبب الوحيد الذي يدفع المسلمين لمواجهتهم والتي تسبب الإنكسارات والهزائم لقواتهم, كونها القوة الوحيدة التي لايملكونها والتي تثبت هشاشة عدتهم وعتادهم, وتقف عائقآ امام تحقيق مطامعهم ,وتنفيذ اجندتهم, لذلك ستبقى ذكريات الشهداء هي الذكرى التي تغيضهم ,وستبقى ثقافة الجهاد والإستشهاد رغم محاولتهم تشويهها ,وحرفها عن إتجاهها الصحيح عبر مخرجات حركات إستشراقهم وتيارات التطرف التي انتجتها مخابراتهم ,هي الصخرة الصلبة والحجر العثرة امام مخططاتهم ومساعيهم.