الخبر وما وراء الخبر

مؤامرة ديسمبر… السقوط إلى مزبلة التاريخ

12

تقرير|| امين النهمي

تأتي الذكرى الخامسة لوأد مؤامرة ديسمبر الكبرى التي أشعلها الخائن عفاش في نهاية عام 2017 م، تنفيذاً لأجندة العدوان الصهيو أمريكي السعودي الإماراتي، بغرض استهداف الشعبَ اليمنيّ وتمزيق لحمته الوطنية ، وإدخاله في دوامة الصراع والاقتتال والتناحر فيما بينه البين، وإشغاله عن مواجهة العدوان وخطرَه الكبيرَ، ومحاولة إعادة اليمن لزمن الوصاية والارتهان والعمالة الذي قضت عليه ثورة الــ21 من سبتمبر المجيدة.

توقيت خبيث

كما أن توقيت تلك المؤامرة الخبيثة التي اختارها الخائن “عفاش” بعناية تامة لتفجير الوضع، شكّل نقطة تحول هامة في المسار السياسي والعسكري، وذلك بعد الهزائم المدوية والخسائر الفادحة التي تكبدها العدوان ومرتزقته في مختلف الجبهات، وبعد فشل العدوان في تحقيق أي انتصار ميداني، جاءت مؤامرة الخيانة بالتزامن مع ذكرى المولد النبوي الشريف، بهدف تفجير الوضع الأمني بالعاصمة صنعاء، للحيلولة دون إقامة الفعالية المركزية الخاصة بمولد الرسول الأعظم، والتمهيد لإعلان الانقلاب على الشراكة الوطنية، والمتاجرة بدماء الشهداء وتضحيات أبناء الشعب اليمني، لحساب مصالح نفعية رخيصة، كشف عنها الخائن “عفاش” في خطابه الفتنوي الذي دعا من خلاله إلى إشعال الحرب الأهلية بين اليمنيين، والذي تضمن اعترافا صريحا بالتنسيق القائم بين عفاش ودول العدوان الصهو أمريكي السعودي الإماراتي، بعد أن أوهمته بأن انقلابه على أنصار الله سيمكنه من العودة إلى سدة الحكم.

خطوات مسبقة

ويرى مراقبون أن فتنة ديسمبر التي شهدتها العاصمة صنعاءُ وعددٌ من المحافظات قبل أعوام، لم تكن مجرد حادث طارئ، بل كانت نتيجةَ سلسلةٍ من الخطوات والترتيبات التي ظل الخائن عفاش يُعِدُّها منذ فترة مبكرة من العدوان، حَيثُ كانت مواقفُ “عفاش” والكيفية التي حاول بها إظهارَ وقوفه ضد العدوان، تكشِفُ بشكلٍ جلي عن احتفاظه بأجندةٍ خَاصَّةٍ ربما كانَ أول ظهور واضح لها في فعالية الذكرى الأولى للعدوان، والتي حاول استغلالَها لشَــقِّ الصَّــفِّ باحتفال خاصٍّ، كان الغرضُ منه هو إرسالَ رسالة لتحالف العدوان بامتلاك قاعدة جماهيرية يمكن لها إحداثِ انقلابٍ كبير ضد “أنصار الله” بشكل خاص، على أن جماهيرَ المؤتمر التي حضرت آنذاك كان دافعُها هو التعبيرَ الصادق عن الوقوف ضد العدوان ولم تكن تعي ما يدورُ في ذهن عفاش من ترتيباتٍ توالت منذ ذلك الوقت من خلال تواصلات سرية مع “تحالف العدوان” ومحاولات حثيثة ومتكرّرة لشَقِّ الصَّــفِّ الداخلي، انتهت إلى تفجير الوضع في ديسمبر 2017م.

تمكين إلهي

وأوضح المراقبون أنه مع بداية المؤامرة لم يحسب الخائن عفاش حساب الله الذي يرصد كل شئ وبيده عاقبة الأمور، وماهي إلا ثلاثة أيام حتى قتل رأس الشر و انطفأت فتنتهم وانتصر الشعب اليمني على أخطر مؤامرة للعدوان، لافتين إلى أن قوى العدوان دخلت في غيبوبة ولم تصدق سرعة أنصار الله القياسية في إسقاط مؤامرة عفاش رغم تحضيراتهم وترتيباتهم لها منذ بداية العدوان على مراحل، حيث ظهر ذلك في إعلامهم فلم يتحدثوا ويفيقوا من الصدمة إلا بعد مرور أسبوع من مقتل عفاش وخابت أمانيهم وفشلت مؤامراتهم ورهاناتهم بإرادة الله وعونه وتوفيقه، لأن أنصار الله ومعهم كل الشرفاء تعاملوا معه بصدق وإخلاص وحرص وتعالوا عن جراحهم فأبى إلا أن يغدر بهم مرة أخرى، فكان مصيره عبرة لكل ظالم وخائن ومجرم، “فاعتبروا يا أولى الألباب”

الخيانة لا تورث سوى العار

ومع حلول الذكرى الخامسة لمؤامرة الخيانة هناك الكثير من الدروس والعبر التي يمكن استخلاصها من فتنة الخيانة، منها أن من يركن إلى قوى العدوان والباطل لن يحقق شيئا من أهدافه التي رسمها، وسيتخلون عنه مهما كان مخلصا معهم، إضافة إلى ذلك على الخونة والمرتزقة أن يعوا أن مالم يتحقق للعدوان في الجبهات لن يتحقق بزعزعة الجبهة الداخلية، وأن الخيانة لا تورث سوى الخزي والعار والسقوط في مزبلة التاريخ.

وعي الشعب

إلى ذلك من العبر المهمة لهذه المؤامرة، أن دعوة الخيانة العفاشية لم تلق مكانها والتفاعل معها وسرعان ما تم إخمادها بعون الله وفضله وتمكينه، وبفضل قيادته الحكيمة، ووعي الشعب اليمني بمختلف فئاته وتوجهاته الذي عرف حقيقة خيانة عفاش ومشروعه التآمري، وانقلابه على القضية العادلة للشعب، وانقلابه على الشراكة، وارتباطه مع قوى العدوان، متناسيا التضحيات الجسيمة التي قدمها رجال الله في سبيل الله والدفاع عن الأرض والعرض والكرامة، ولذا فإن من يحاول أن يجنّد أبناء الشعب اليمني مع الباطل ولتنفيذ مصالحه الشخصية لن ينجح فالشعب اليمني اليوم أكثر وعياً وحصانة، وستكون له نهاية مخزية.

حكمة القائد

كذلك من الدروس التي يمكن استخلاصها من مؤامرة الخيانة، عظمة وحنكة وحكمة وأخلاقه القرآنية وروح التسامح لدى قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، وحرصه الكبير في التعامل مع المؤامرة المكشوفة مسبقا، والحرص على تدارك الموقف، وإقامة الحجة على الخائن عفاش واتباعه، والذي ناشد فيه عفاش في خطابين متتاليين بالتراجع عن توجهه، والعمل على انهاء الفتنة، وارسل له الوساطات تلو الوسطات لإقامة الحجة أمام الله والشعب، إلا أن عفاش نظر إلى ذلك الموقف بأنه ضعف، وقام بتفجير الوضع، وكانت له تلك النهاية المخزية بعد 48 ساعة فقط.

كما كان لقرار العفو التاريخي الذي أصدره الشهيد الرئيس صالح الصماد بشأن أحداث فتنة الثاني من ديسمبر 2017م، رقم (132) في الـ21 من ديسمبر 2017م عن المشاركين في الفتنة أثره الكبير، في تطبيع الأوضاع وتعزيز قوة وصلابة الجبهة الداخلية وافشال مخططات العدوان الرامية لاختراق الجبهة الداخلية وزعزعة الأمن والاستقرار، والذي توج ذلك القرار بإجراءات تنفيذية على الواقع.

ختاما

وفي الوقت الذي نشيد فيه بدور ومواقف القيادات الوطنية في حزب المؤتمر الشعبي العام، التي رفضت وتبرأت من خيانة عفاش، ولم تتجاوب مع تلك المؤامرة، فإننا نطالبها بتطهير المؤتمر من الخونة الذين لا يزالون يعملون لصالح قوى العدوان، وعلى رأسهم الخائن المرتزق أحمد عفاش، والذي مازالت قيادة المؤتمر متمسكة به كنائب لرئيس المؤتمر، وهذا يمثل نقطة سوداء في صفحة المؤتمر “ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ ”.

*المصدر/ موقع 21 سبتمبر.