الخبر وما وراء الخبر

أمين عام مجلس محلي محافظة ذمار شايف العنسي لـ”الثورة”: 15 ألف نازح من مختلف محافظات الجمهورية في ذمار.

277

تعيش محافظة ذمار كغيرها من محافظات الجمهورية وضعا مأساويا وكارثيا صعبا في ظل استمرار العدوان على بلادنا، ومع ارتفاع البطالة في صفوف الشباب والرجال ، وعدم السماح للمشتقات النفطية بالدخول من المنافذ البرية والبحرية التي يحتاجها المزارعون، خاصة وأن محافظة ذمار منطقة زراعية إضافة إلى نقص في الأدوية والعلاجات لمرضى الغسيل الكلوي ومرضى السكر والكبد والقلب وغيرها، مما يهدد حياة أبناء المحافظة بانتشار الأمراض والأوبئة الذي يستدعي الجهات والمنظمات الدولية تقديم الدعم والمساعدات وفك الحصار.
ولمزيد من التوضيح حول هذا الموضوع التقت “الثورة” الأخ مجاهد شايف العنسي الأمين العام للمجلس المحلي لمحافظة ذمار.. فكانت الحصيلة التالية:

بداية نريد أن تحدثونا عن الوضع الحالي للمحافظة في ظل العدوان السعودي على بلادنا؟
– إن ما تمر به بلادنا هذه الأيام من عدوان وحصار من قبل قوات التحالف بقيادة أمريكا والسعودية على شعبنا إنما يدل دلالة على حقدهم الدفين والمزمن بهدف تجويع الشعب اليمني وإذلاله، ولكننا سوف نصبر وسندافع بكل ما أوتينا من قوة لدحر هذا العدوان.
وبالنسبة لمحافظة ذمار فإنها كغيرها من المحافظات تضررت كثيرا من العدوان، حيث استهدف العدوان كل المنشآت والبنى التحتية من مصانع ومزارع وغيرها التي يقتات المواطنون منها ويوفرون احتياجاتهم اليومية، كذلك تم استهداف المصانع والمزارع قبل الطيران السعودي الغاشم والتي كانت تشغل الكثير من الأيدي العاملة، وقد توقفت بل انتهت وانتشرت بسبب ضرب المصانع والمزارع والمنشآت الحيوية والخدمية، بالإضافة إلى ارتفاع نسبة البطالة، ولا نعلم ماذا يريد العدوان من ضرب المصانع والمزارع، إلى تدمير كل شيء وجد في هذه الأرض الطيبة أهلها، وقد أصبحت محافظة ذمار في وضع حرج نظرا لانتشار الأمراض والأوبئة ونقص علاجات غسيل الكلى والكبد والسكر وغيرها، وهذا بفعل الحصار على بلادنا حتى لا تصلنا العلاجات والأدوية.. ومن هنا نوجه نداءً عاجلا للأمم المتحدة والمنظمات الإغاثية لسرعة توفير الأدوية والمشتقات النفطية بعد نفاد المخزون الدوائي والمخزون النفطي بسبب الحصار الجائر الذي يفرضه تحالف العدوان الأمريكي السعودي.
وتشهد المحافظة نقص في العلاجات والمستلزمات الطبية والمشتقات النفطية جراء الحصار لمنع وصولها الأدوية، وهذا بالفعل سوف يصيب المراكز الصحية والمستشفيات بالتوقف الكلي عن تقديم الخدمات إلى جانب انتشار الأمراض والأوبئة جراء انعدام العلاجات، إضافة إلى قيام العدوان بقصف المستشفيات والمراكز الصحية، وهذا سوف يؤدي إلى انعدام الخدمات الطبية بشكل كلي للمواطنين وتوقف المراكز الصحية من تقديم خدماتها مما ينذر بكارثة صحية لا سمح الله.
15 ألف نازح
كيف تعاملتم مع النازحين المتضررين من العدوان؟
– تم التعامل مع النازحين من خلال تشكيل لجنة لدعم إغاثة النازحين وتم مخاطبة جميع المنظمات الإغاثية لدعم النازحين، وقد وصل دعم من بعض المنظمات، ولكنها لا تفي بالغرض، صحيح أن محافظة ذمار تعاني حالة معيشية صعبة في ظل العدوان والحصار الجائر، وضاعف ذلك ارتفاع أعداد النازحين حتى وصل إجمالي النازحين إلى المحافظة حوالي 15 ألف نازح من مختلف محافظات الجمهورية ممن هربوا من جحيم العدوان فوجدوا في محافظة ذمار ملاذاً آمناً، ومع ذلك فكثير منهم يعانون أوضاعا معيشية وإنسانية صعبة، حيث يعيش منهم في أماكن لا تصلح للاستخدام الآدمي خصوصا في ظل عدم قدرة الجمعيات الاغاثية والخيرية المحلية على التعامل مع الأزمة وانعدام وصول المُساعدات الحكومية أو الدولية للنازحين فناقوس الخطر يدق مع اقتراب وقوع كارثة إنسانية عقب ارتفاع أعداد النازحين المتدفقين إلى محافظة ذمار جراء العدوان السعودي الغاشم والحروب الداخلية التي تديرها مليشيات المرتزقة والعدوان والإرهابيين والتي جعلت الناس في تلك المحافظات يعيشون وضعاً مأساوياً خصوصا لدى كبار السن والأطفال والنساء وأصحاب الأمراض المزمنة.. ويلاحظ أن النازحين يقطنون في مفترق الطرق وجانبي الطرق مستخدمين وسائل تقليدية في بناء مساكن باستخدام الطوب وغطاء من المشمعات لإيوائهم.. إن كثيراً من النازحين لا يمتلكون المال لاستئجار منزل بسبب ظروفهم المعيشية العصبة، وكثير منهم تتدهور أوضاعهم المعيشية خصوصا وأنه لا توجد أماكن تم اعتمادها كمخيمات لإيواء النازحين، وهي فرصة لدعوة المنظمات الخيرية لدعم النازحين وزيادة الدعم، فالدعم الذي يقدم لا يفي بالغرض من ناحية إيجاد أماكن إيوائية للنازحين.
الوضع الإنساني في المحافظة لا يبشر بخير، فقد حذر المراقبون من اقتراب وقوع كارثة إنسانية غاية في الصعوبة إذا ما استمر تدفق أعداد النازحين للمحافظة في ظل عدم وجود أي دعم للجان والمنظمات الإغاثية المحلية العاملة في الميدان من قبل الدولة والجهات المانحة خصوصاً وأن الكثير من تلك المنظمات والجمعيات الخيرية لم تقم بواجبها في إغاثة النازحين وبالنظر إلى الوضع المتابع للأسر النازحة يتطلب الأمر توجيه المنظمات الدولية العاملة في هذا المجال لمساعدة الأسر النازحة حتى تغطي مختلف مديريات المحافظة، مع العلم أنه لا توجد في محافظة ذمار مخيمات للنازحين يصلون إليها.. وأدعو جميع المنظمات التي تعمل في مجال الإغاثة الإنسانية لدعم الأسر النازحة حتى لا يحظوا بأية رعاية إنسانية نظرا لظروفهم المعيشية الصعبة.. خصوصا وأن نسبة النازحين في تزايد مستمر نظرا للوضع الراهن الذي يمر به بلادنا جراء العدوان السعودي الغاشم.
ترسيخ الأمن والاستقرار
ماذا عن الوضع الأمني في المحافظة والتنسيق مع اللجنة الثورية العليا؟
– المجالس المحلية في المحافظة تعمل حاليا مع اللجنة الثورية في ترسيخ الأمن والاستقرار، حيث يعتبران صمام أمان الشعب اليمني إلى جانب الجيش واللجان الشعبية في ظل الوضع الراهن وما تمر به بلادنا جراء العدوان السعودي الظالم، ومن هنا أدعو الأخوة أمناء عموم المجالس المحلية بالمحافظة إلى أن يفعلوا دورهم في ظل هذا الوقت بالتعاون مع اللجنة الثورية للحفاظ على مؤسسات الدولة وعلى السكينة العامة للمواطنين والحفاظ على الأمن والاستقرار، لأن البلاد تحتاجهم في هذا الوضع الصعب، وأن يكون لهم دور فاعل وحضور في الساحة وإذا لم يتحركوا اليوم فمتى سيتحركون ويجب أن يكون لهم دور في حل القضايا ومتابعة مشاكل مناطقهم ودعمها بأي شيء بالتعاون مع اللجنة الثورية.
ما هي حجم الخسائر التي لحقت بالمحافظة جراء العدوان الأمريكي السعودي؟
– العدوان الأمريكي السعودي لم يترك أي شيء إلا ودمره تدميرا كاملا، كل شيء على أرض وطننا الغالي فمثلا مركز رصد ودراسة الزلازل والبراكين بالمحافظة لم يسلم من الضربة الجوية من قبل طيران السعودي الذي أدى إلى تدميره بالكامل، ماذا عمل لهم المركز والذي يعتبر الوحيد في الشرق الأوسط، حيث يعمل على رصد وتنفيذ الدراسات الزلزالية من خلال شبكات حديثة للرصد الزلزالي والإبلاغ عنها تفاديا لحدوث أي خسائر كبيرة إضافة إلى دراسة المخاطر البركانية المحتملة من خلال شبكة الرصد الحديثة والمنتشرة في مختلف أنحاء الجمهورية والتي تعمل على وضع تصاميم ومعايير للتخفيف من الخسائرالبشرية والاقتصادية للمشاريع الإنشائية الاستراتيجية، وتقدر اجمالي الخسائر التي ألحقت بالمركز أكثر من ثلاثة ملايين دولار، إضافة إلى استهداف الطيران السعودي الغاشم على كل شيء في المحافظة سواء مباني حكومية مثل مبنى شركة النفط والمجمع الحكومي ومركز الشرطة وغيرها والمصانع والمزارع والبيوت، كل شيء دمر، وهذا يدل دلالة على حقدهم لمقدرات شعبنا اليمني عامة ومحافظة ذمار خاصة.
إن ما يرتكبه النظام السعودي من مجازر يومية على مدى عام كامل على الآمنين من الأطفال والنساء والشيوخ في ظل سكوت وتخاذل دولي وأممي على الجرائم التي يرتكبها الطيران السعودي بحق اليمنيين، شجعته على ارتكاب المزيد من الجرائم والاستمرار في فرض الحصار الشامل على الشعب اليمني.. ومن هنا أقول أنه بقدر ما يستمر العدوان الغاشم على اليمن في تجاهله لدماء اليمنيين واستهتاره بأرواحهم واسترخاصه لكرامتهم بقدر ما يستمر العدوان الغاشم على اليمن في تجاهله لدماء اليمنيين واستهتاره بأرواحهم واسترخاصه لكرامتهم بقدر ما يوحد كلمة الشعب اليمني لمواجهة آلة البطش والعدوان لا سيما وهو لم يستثن أحدا في اليمن لا جغرافيا ولا اجتماعيا ولا حتى سياسيا.
النشاط الزراعي
إذا ما تحدثنا عن أزمة المشتقات النفطية بسبب الحصار، ولخصوصية المحافظة في الجانب الزراعي.. كيف تجاوزتم هذه المشكلة مع المزارعين؟ وهل لا زالت هذه المشكلة؟
– النشاط الزراعي في المحافظة متضرر من أزمة المشتقات النفطية بفعل الحصار الجائر، ولكنا بفضل الجهود الخيرة سواء عبر شركة النفط بالمحافظة أو عبر اللجنة الثورية العليا تم توفير وتوزيع المشتقات النفطية للمزارعين، وهذا بعد إيجاد الحلول وفق لجان مراقبة وتوزيع المواد النفطية لمحطات الوقود.
ضربات موجعة
من موقعك كمسؤول في السلطة المحلية، كيف ترى الصمود في أوساط المجتمع؟
– إن الضربات الموجعة التي وجهها الجيش واللجان الشعبية في جميع الجبهات للعدوان وأدواته والانتصارات التي أحرزوها خصوصا داخل العمق السعودي وفي مارب وتعز جعلتهم يفقدون السيطرة على أعصابهم ويرتكبون تلك المجازر المروعة بحق المدنيين والبنى التحتية للقطاعين العام والخاص ولكن ذلك لم يؤثر على مستوى صمود الناس كل في مجاله، بل زادهم إصراراً على الثبات.. والنصر قادم بإذن الله تعالى، وأن الشعب اليمني سينتصر على تحالف العدوان بثباته وصموده وشموخه وعزة أبنائه وإدراكه ووعيه بأن هذه هي معركة شرف واستقلال وأن الحل القريب والقادم هو بانتصار الشعب اليمني في الجبهات.
دعوة للمنظمات
– وفي الختام أدعو المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية الدولية إلى القيام بواجبها في إيقاف العدوان ورفع الحصار الجائر المفروض على الشعب اليمني وأطالب المنظمات الدولية ومنظمات حقوق الإنسان ومجلس الأمن إلى ضرورة اضطلاعها بمسؤوليتها ووضع حد للعدوان السعودي وحلفائه غير المبرر على اليمن الذي ارتكب بحق الشعب اليمني أبشع المجازر بحق الأبرياء والنساء والأطفال.. وأناشد المنظمات الدولية ومنظمات حقوق الإنسان وعلى رأسها منظمة العفو الدولية بتحمل مسئوليتها القانونية والأخلاقية والضغط باتجاه فتح تحقيق دولي في جرائم الإبادة الجماعية والمجازر التي يرتكبها العدوان السعودي بحق أبناء الشعب اليمني وسط صمت دولي وعربي مريب.

*رشاد الجمالي