انطلاق المؤتمر الوطني الأول لتطوير المناهج وتنويع مسارات التعليم
انطلقت اليوم الأربعاء بصنعاء، فعاليات المؤتمر الوطني الأول لتطوير المناهج وتنويع مسارات التعليم، تنظمه على مدى خمسة أيام وزارة التربية والتعليم.
وخلال الافتتاح، بارك الرئيس مهدي المشاط رئيس المجلس السياسي الأعلى، انعقاد هذا المؤتمر، والذي يأتي بعد ثمان سنوات من العدوان الأمريكي السعودي الغاشم على الشعب اليمني الذي كان من أبرز أهدافه تدمير العملية التعليمية واستهداف المدارس وقطع مرتبات المعلمين.
وأشار في الكلمة التي ألقاها نيابة عنه عضو المجلس السياسي الأعلى أحمد الرهوي، إلى أن الشعب اليمني قدم خلال ثمانية أعوام من العدوان، أنصع الأمثلة في التعاون والتكاتف بين الشعب والدولة، فواصل المعلمون والمعلمات دورهم في التعليم، وقام المواطنون بدورهم المساند ليثبتوا للجميع أن التعليم مسؤولية مشتركة ما بين الدولة والمواطن.
وقال الرئيس المشاط: “نحرص بالخروج بمنهج تعليمي متطور وتكون أهدافه التي يرتبط به الطالب اليمني أهداف كبيرة وجامعة، مؤكدا على ربط العلوم والمناهج بما يخدم سوق العمل”.
وأكد على أنه لا تطور ولا تقدم إلا إذا كان الاهتمام بالعلم من أولى الأولويات، مشددا على أن الأعداء يركزون على استهداف الجيل الناشئ، وجزء من هذه الحرب يركز على تغيير المناهج بما يتناسب معهم.
وشدد على أهمية ربط العلوم والمعارف والتخصصات مع احتياجات التنمية والعمل، والعمل على تطوير المناهج لتواكب التطورات العلمية في الجوانب العملية، وكذا مواكبة التطور في العلوم الإنسانية.
من جهته قال رئيس الوزراء عبدالعزيز بن حبتور: “لا يمكن أن نسمح لدول العدوان أن تنهب ثرواتنا النفطية والغازية”، مؤكدا أن الدولة هنا في صنعاء واليمنيون يعولون على صاحب القرار السياسي في عاصمة كل اليمنيين.
ولفت رئيس حكومة الإنقاذ إلى أن هناك 14 مليار دولار من عائدات النفط تم توريدها إلى البنك الأهلي السعودي ولم يقدموا المرتزقة سوى مليار ونصف.
بدوره، أكد وزير التربية والتعليم، رئيس المؤتمر يحيى بدرالدين الحوثي، على أهمية التعليم كركيزة رئيسية لتقدم الشعوب وازدهارها، الأمر الذي يحتم مواكبة الثورة العلمية وتطورات الأنظمة التعليمية لضمان اللحاق بركب الحضارة.
وأشار إلى جهود الوزارة للارتقاء بالعملية التعليمية بدءا من إصلاح وصناعة النظم التعليمية والتربوية، حيث سيتم خلال المؤتمر الوقوف على عدد من الدراسات والبحوث التشخيصية والتحليلية لخبراء مناهج وأكاديميي مركز البحوث والتطوير التربوي، وجامعة صنعاء ومختصي التوجيه ومشاركين آخرين، بالإضافة إلى رؤى للمناهج التعليمية وفق المعايير العلمية والمنهجية للتطوير بغية الخروج بوثيقة وطنية مقترحة لتطوير المناهج وتنويع مسارات التعليم في ضوء التجارب الدولية الناجحة.
واستعرض وزير التربية، الصعاب والتحديات المتراكمة من الماضي كسعة الكادر الوظيفي واحتياجاته وتصحيح كشوفاته واختلالات الكتب الدراسية وتقادمها بالإضافة إلى إشكاليات البنية التحتية ومنها المباني التي دمر العدوان العديد منها، فضلا عن الحاجة إلى بناء مدارس جديدة لتغطية النمو السكاني والتوسع العمراني، إلى جانب احتياجات العملية التعليمية من أجهزة ووسائل وتطوير مستمر في ظل انقطاع رواتب الكادر التربوي.
وثمن صمود التربويين وثباتهم والذي بفضله وبمساندة القيادة الثورية والمجلس السياسي الأعلى وتضافر جهود المجتمع استمرت العملية التعليمية رغم التحديات والصعاب الجمة التي أفرزها استمرار العدوان على مدى سنواته الثمان.
وتطرق وزير التربية إلى أهمية ربط التعليم باقتصاد المعرفة لضمان الإعداد المتكامل للأجيال الذين يعول عليهم بناء الغد المشرق والدفع بعجلة التنمية والنهوض بالوطن.
ولفت إلى حالة الجمود التي يعانيها التعليم واعتماده على الحفظ والتلقين بدلا من الإبداع والابتكار، فضلا عن افتقاره لمواكبة متغيرات ومستجدات العلوم الأساسية والنفسية والاجتماعية والتربوية.
وفيما أكد مفتى الديار اليمنية العلامة شمس الدين شرف الدين في كلمة له أن تطوير المناهج العلمية مسألة مهمة ومن الواجب الشرعي، مشيراً إلى المسؤولية الكبيرة التي تتحملها القيادة في النهوض بالعملية التعليمية وهو ما يحتم تضافر جهود الجميع كون التعليم مسؤولية وطنية.
وحث العلامة شرف الدين على أهمية حشد كل الجهود والطاقات لتطوير العملية التعليمية، لافتاً إلى الشروط والمعايير التي يجب توافرها في المنهج الدراسي والمعلم الذي يعد القدوة لأجيال المستقبل فضلا عن الخطط الاستراتيجية.
وعقب الافتتاح استعرض المشاركون في المؤتمر خمس دراسات تقويمية، قدم الأولى باحث شعبة اللغة العربية بمركز البحوث والتطوير التربوي الدكتور خالد الحوصلي بعنوان (كتب اللغة العربية وسبل تطويرها).
وقدم الدراسة الثانية رئيس قسم الرياضيات بالإدارة العامة للمناهج يوسف جبار بعنوان (منهاج الرياضيات لمراحل التعليم العام في اليمن بين الواقع والطموح).
فيما قدم الدراسة الثالثة رئيس دائرة القياس والتقويم بمركز البحوث الدكتور أحمد الشامي بعنوان (كتب العلوم لمراحل التعليم العام).
وتناولت الدراسة الرابعة مناهج اللغة الإنجليزية للصفوف (7ـ 12) في ضوء الاتجاهات الحديثة، قدمها باحث أول دائرة الترجمة بمركز البحوث الدكتور محمد الحوصلي.
واشتملت الخامسة على تصور مقترح لتنويع مسارات التعليم الثانوي في ضوء التجارب الرائدة لبعض الدول، قدمها رئيس شعبة التخطيط بمركز البحوث الدكتور يوسف الريمي.