النظام السعودي “أداة أمريكا الطيعة”
بقلم / أحمد يحيى الديلمي
بات راسخاً في وعي الشعب اليمني أن أمريكا هي من تشن العدوان على اليمن باستخدام ادواتها في المنطقة وفي طليعتها النظام السعودي الذي لا يخرج عن كونه مجرد أداة قذرة بيد أمريكا تستخدمه كأداة لتنفيذ مخططها ” الشرق الاوسط الجديد” الرامي الى نشر الفوضى الخلاقة وتفتيت المنطقة وتجزئتها الى دويلات وقتل الشعوب العربية ، وتقوم بتزويده بأسلحة تصل بمستواها الفتّاك حّد المحرمة دولياً لتنفيذ ذلك المخطط ، ولعل هذا ما أكد السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي في خطاب سابق له حين قال “بأن النظام السعودي وغيره من الانظمة هي مجرد ادوات في يد الامريكي ويد الاسرائيلي هم خدم هم عبيد هم ادوات قذره هم عملاء يشتغلون لمصلحة اولئك” ، ومؤكداً في خطاب اخر أن أمريكا وإسرائيل تهندس تخريب المنطقة مستفيدة من ادواتها في المنطقة.
والاكثر من ذلك أن المتأمل بعمق للأحداث والمستجدات الحالية في المنطقة ، يلحظ جيداً أن هناك تطور استراتيجي في ادارة أمريكا لتنفيذ مخططاتها التأمريه ونشر الفوضى الخلاقة في المنطقة ، حيث لا تكتفي بتنفيذ مخططاتها التأمريه بـ” الشرق الاوسط الجديد” فحسب الذي سبق وإن اعلنت عن صراحة وزيرة الخارجية الأسبق “كوندوليزا رايس” ، بل يتعدى ذلك الى استثمار تلك المخططات وتحقيق عوائد مالية ضخمة من خلال بيع اسلحتها الفتاكة لأدواتها المناط بها تنفيذ تلك المخططات بتلك الاسلحة ، وهي بذلك تضرب عصفورين بحجر ولا تتحمل اي تكاليف لتنفيذ تلك المخططات.
ويأتي العُـدوان الغاشم على اليمن ضمن ذلك المخطط ، فبأسلحة أمريكية تستخدمها السعودية ، ثمة مجازر وحشية ترتكب بصورة مستمرة ضد أبناء الشعب اليمني ضمن عدوان أمريكي سعودي يأتي في سياق مخطط “الشرق الأوسط الجديد” والذي يندرج من اهدافة تمزيق اليمن وتقسيمة الى دويلات ونشر الفوضى والاقتتال فيه ، فمنذ أواخر مارس/ آذار 2015 ، يقود النظام السعودي بمساندة امريكية إسرائيلية مباشرة ، عدوان همجي وغاشم بأسلحة أمريكية ، ويرتكب ابشع المجازر الوحشية بحق المدنيين ادت الى سقوط ما يقارب 6 آلاف شهيد ونحو 28 ألف جريح ، وفقا للأمم المتحدة ، حيث قتل وجرح عشرات الآلاف من المواطنين اليمنيين جلهّم من النساء والأطفال عبر تلك الأسلحة الأمريكية والصهيونية التي تصّدر للنظام السعودي المجرم ، الذي لايزال حتى اللحظة يرتكب ابشع الجرائم ويسعى بكل همجية إلى تدمير اليمن بالكامل.
والمتابعُ للسياسة الأمريكية فيما يخص صفقات السلاح المصدّرة لدول العالم ، يتجلى بوضوح تام امتناعَ أمريكا بيع الأسلحة النوعية والفتاكة لأيَّة دولة من دول منطقة الشرق الأوسط باستثناءِ ربيبتها “إسْرائيْل ، أو الانظمة العربية ” النظام السعودي كأنموذج” التي تستخدمها كأدوات لتنفيذ مخططها ، وتقوم بتزويدها بأسلحة تصل بمستواها الفتاك حد المحرمة دولياً.
وما يؤكد ذلك ما أعلنت عنه شركةُ «لوكهيد الأمريكية» عن توريد أكثر من 22 ألفَ قنبلة ذكية متفاوتة المستويات التدميرية للسعودية بقيمة 11 مليار دولار، وهذا ما اثار استغراب العديد من المراقبين من عقد هكذا صفقات ؛ كونها تندرِج ضمن قائمة الأسلحة التي رفضت أمريكا بيعها في السنوات الأخيرة الماضية للعديد من الدول الصديقة لها باستثناء “إسرائيل”، فما الذي دفع أمريكا لبيعها للسعودية ، وخصوصاً في مثل هذا التوقيت إلا إذا كانت الامر يعنيها بالدرجة الأساس ، بالإضافة الى التقرير الذي نشرته منظمة «أيدكس» الأمريكية في أواخر عام 2015 اوضحت فيه حجم الصفقات التي أجرتها أمريكا مع السعودية ، والتي وصل إجمالي تلك الصفقات بما قيمته 117 مليار دولار، وأكدت أن بعض تلك الصفقات تمت بشكل سري ولم يتم الإعلانُ عنها؛ نظراً لما تحتويه هذه الصفقات من أسلحة غير تقليدية ترتقي لتصنيف الأسلحة المحرّمة دولياً كصفقة بيع صواريخ جو- أرض (JSOW C Block III) التي تزن حوالي 1000 رطل وتنفجر كنظائرها من القنابل النيترونية وفق السلسلة الانشطارية، علما بأن هذا النوع من الصواريخ والقنابل قد تم إدراجه ضمن قائمة الأسلحة المحرمة دولياً لانتمائها لعائلة قنابل الدمار الشامل.
وفعلاً ودون ادنى شك ، فالسبب الرئيس الذي دفع أمريكا لبيع تلك الاسلحة الفتاكة للنظام السعودي هو أن النظام السعودي ليس سوء اداة قذرة بيد الأمريكان لتنفيذ مخططاتهم التدميرية في المنطقة ” الشرق الاوسط الجديد” ، ويأتي العُـدوان الغاشم على اليمن ضمن ذلك المخطط ، وهذا ليس كلاماً انشائياً قد يلقى مجالاً للشك في ذهنك عزيزي القارئ ، بل هذا ما أكدة العديد من الكتّاب والباحثين الأمريكيين وكذا الصحف الأمريكية ، فوفقاً لما نقلة موقع «راي اليوم» كتب الباحث الاميركي «وليام هارتينق»William Hartung مقالة نشرت على موقع «Lobelog» بتاريخ 25 فبراير / شباط ، والذي اشار فيها الى أن السياسة الاميركية تدعم عملية عسكرة السياسة السعودية ، اذ اشار الى ورقة اعدتها مؤسسة “Security Assistance Monitor” والتي كشفت بان صادرات الاسلحة الاميركية الى السعودية قد ازدادت بنسبة 96% مقابل فترة رئاسة بوش الابن ، وأنه في عام 2014 فقط ، تلقى اكثر من 2,500 جندي سعودي التدريب في الولايات المتحدة الاميركية.
وفي سياق العُـدوان الغاشم على اليمن ، يجزم القول بأن أمريكا تقتل الشعب اليمني وتشارك بشكل أو بأخر في المجازر الوحشية بحق المدنيين ، لا سيما بعد ما نشرته مجلة «الاير فورس تايمز» الأمريكية المتخصصة بالشؤون الحربية في مقال على موقعها الالكتروني قالت فيه أن الطائرات الحربية المستخدمة من قبل السعودية وحلفائها في ضرب اليمن تعتمد بشكل كامل على ناقلات أمريكية لتزويدها بالوقود ، وأشارت على لسان «تيموثي شميث» المتحدث الرسمي في القيادة المركزية للقوات الجوية الامريكية إن الولايات المتحدة الامريكية زودت تلك الطائرات بأكثر من 26,5914,200 باوند من الوقود منذ بدء الحملة العسكرية , تتضمن 3,720 عملية استقبال و 709 طلعة جوية.
وبذلك فإن أمريكا ليست فقط شريكةً ومسئولةٌ عن كل ما يقترفه تحالف العُـدوان بحق المدنيين الـيمـنيين من مجازر وحشية وجرائم الإبادة الجماعية ، بل هي التي تقتل الشعب الـيمني مع سبقٍ للإصرار والتعمُّد، وتعّد رأسَ حربة هذا العُـدوان والمخططة له الذي يتم بإشراف أمريكي مباشر ودعم متواصل ومشاركة أمريكية فعلية ، وأن مسألة بيع وتصدير الأسلحة للسعودية ليست سوء دليل بسيط يأتي ضمن ادلة دامغة ستكشفها الايام القادمة بأن أمريكا تقتل الشعب الـيمني وما النظام السعودي الا اداة قذرة بيد أمريكا تستخدمها في عُـدوان أمريكي غاشم على الـيـمن وارتكاب المجازر الوحشية بحق شعبة.