مولد الرحمة المهداة خير البشرية…(3)
بقلم// علي الموشكي
* مبادء وقيم إيمانية إقتداءً برسول الله صلوات الله عليه وعلى آله :
ويقول السيد القائد يحفظه الله :
إن الإيمان برسول الله “صلى الله عليه وعلى آله وسلم” هو العنوان الأول، وينبغي أن يرتقي إيماننا به إلى المستوى المطلوب، الذي ثمرته الاهتداء، والتأسي والاقتداء، وأن يكون إيماناً صادقاً، واعياً، مبنياً على معرفةٍ به، وتعظيم منزلته عند الله، وثقةٍ تامةٍ به، وأن نحبه ونتولاه بالمستوى الذي ينبغي بالاعتبار الإيماني، كما قال تعالى: {النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ}[الأحزاب: من الآية6].
إن إيمان الإقرار وحده لا يكفي لتحقيق ذلك؛ ولذلك يخاطب الله المنتمين للإيمان في القرآن بأن يؤمنوا الإيمان المطلوب بالمستوى اللازم برسوله “صلوات الله عليه وعلى آله”، كما قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ}[الحديد: الآية28]، وكما قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنْزَلَ مِنْ قَبْلُ}[النساء: من الآية136].
أمَّا العنوان الثاني فهو قوله تعالى: {وَعَزَّرُوهُ}، بما يعنيه ذلك من تعظيمٍ للنبي “صلى الله عليه وعلى آله”، واحترام مكانته ومقامه، ومنزلته العالية جداً، وتوقيره من واقع الإيمان بعظمته في كماله، وإيمانه، ومؤهلاته، ودرجته عند الله، إلى غير ذلك من الاعتبارات التي بينها القرآن الكريم، ورسم من خلالها كيفية علاقة المؤمنين برسول الله، والتزام الآداب المعبرة عن التعظيم، وهذا مهمٌ جداً في تعظيم ما جاء به من عند الله، واحترام توجيهاته، والتأثر به، والاقتداء والتأسي به، والاعتزاز بمنهجه، وتقديس تعليماته.
أمَّا العنوان الثالث فهو قوله تعالى: {وَنَصَرُوهُ}، وهو يتحقق بنصر قضيته، التي من أجلها جاهد وصبر وضحى، ولأجلها عانى، وهي رسالة الله وهديه ودينه الحق، وبكل الوسائل المشروعة، وعلى كل المستويات، نصروه فجاهدوا في سبيل الله بأنفسهم وأموالهم، وبالتصدي لكل محاولات الأعداء، الرامية إلى طمس معالم رسالته، أو تزييف منهجه وتعاليمه والافتراء عليه، نصروه بحمل راية الحق، والوقوف في وجه الطاغوت والاستكبار، نصروه في مواجهة من يعادونه، ويعادون رسالته ودعوته، ويحاربونها بكل الوسائل والأساليب، نصروه وكان لهم موقفٌ واضح من المسيئين إليه، المعادين له، نصروه وهو أعظم مجاهدٍ في سبيل الله تعالى، وناصرٍ للحق والمستضعفين، وأعظم من صبر وضحى وثبت في أصعب الظروف، وفي مواجهة أكبر التحديات.
أمَّا العنوان الرابع فهو قوله تعالى: {وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ}، يعني: القرآن الكريم، فهو: النور الهادي، الذي يضيء لنا الحياة، ونستنير به فيكشف كل الظلمات، ويقدم لنا الحق خالصاً من كل شائبة ضلال، {لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ}[فصلت: من الآية42].
وهو النور الذي يستوعب من العلم والمعارف ما يفوق كل تصورٍ وخيال، كما قال الله تعالى: {قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا}[الكهف: الآية109].
وهو أيضاً المعجزة الخالدة، في بلاغته، وحكمته، وهديه، ونوره، وسعة معارفه، واستيعابه لكل مجالات الحياة، وما يحتاجه الإنسان من الهداية، إلى المستوى الذي قال الله عنه: {قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا}[الإسراء: الآية88].
وهو النور الكفيل بأن يرتقي بالمسلمين إلى أعلى درجات الوعي والبصيرة، والعلاقة به إيمانياً هي علاقة إتِّباع بكل ما تعنيه الكلمة، كما كان النبي “صلى الله عليه وآله” متَّبعاً، وعلَّمه الله أن يقول: {إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ}[الأنعام: من الآية50].
واتبعوه كمنهجٍ لمسيرة حياتهم، واتبعوه في مواقفهم، واتبعوه في توجهاتهم.
وبهذه العناوين الأربعة التي قدَّمت لنا الصلة الإيمانية، والارتباط الصحيح بالرسول “صلى الله عليه وعلى آله وسلم”، وبالقرآن الكريم، تتحقق النتيجة العظيمة المهمة، وهي قوله تعالى: {أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}، هم الذين يظفرون ويفوزون بأعظم النتائج، وأكبر المكاسب، وأسمى الأهداف، وأعظم الغايات: ففي الدنيا: يحظون برعايةٍ عظيمةٍ من الله تعالى في أنفسهم، وفي حياتهم ومواقفهم، فالله يحبهم، ويعزهم، ويعينهم، ويوفِّقهم، ويهديهم، ويؤيِّدهم بنصره، ويمنحهم النجاح… إلى غير ذلك من رعايته الواسعة، والحياة الطيِّبة.
وفي الآخرة: يأمنون يوم الفزع الأكبر، ويفوزون بالجنة ورضوان الله تعالى، ويصلون إلى السعادة الأبدية، ويحظون بالنجاة من عذاب الله، وهذا هو الفوز العظيم).
وينور الأمة بنور قرأني لا يعرفة ولا يستصيغة ولا يذوب شوقاً ولهفه بكل تعطش للهدى الا من عرفوا قيمة أعلام الهدى(عليهم السلام) ، ومن يحملون الفطرة الإيمانية السليمة التي لم تتدنس بالباطل هؤلاء هم أبناء اليمن الشرفاء أحفاد أنصار رسول الله (صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله) ، من نصرو رسول الله (اللهم صلي وسلم عليه وعلى آله) ، من عرفهم وذكرهم الله في كل إنتصار وميزهم عن بقية الفئات التي تحركت ولها مأرب مادية أو معنوية وإظلالية نفاقية وميزهم الله وذكرهم في أكثر من موقف ووضحهم التاريخ وعراهم على مدى التاريخ ، بسبب إنحرافهم وظلالهم ، فلا يوجد في التاريخ اليوم ذكراً لهم نهائية الا تحت دائرة الشرك والنفاق والإلتحاق بزمرة الكفر والشرك .
ينهي قائد الثورة يحفظه الله السيد / عبد الملك بدر الدين الحوثي (سلام ربي عليه) ، خطابة التاريخي العظيم بنقاط عملية مبدئية وراسخة وأهداف إستراتيجة تلبية لتوجيهات الله ، وإعادة إنبعاث النور الإلهي للأمة من جديد لإخراجهم من الظلمات الى النور ، والباطل الى الحق ، ومن لا إنسانية الى إنسانية ، ومن الشرك والكفر والظلال الى التوحيد والإيمان والنور ، ويعد هذا الحدث الأكبر في المرحلة الحالية من التأييد والفضل الإلهي الذي من الله به على أبناء الشعب اليمني ..يتبع.