الخبر وما وراء الخبر

من يبرر لقتل الأبرياء وتهديم الآثار فهو يبرر لداعش

782

بقلم / أحمد السعيدي


 

حوثياً كنت أو موتمرياً أو حتى إصلاحيا واشتراكياً وسلفياً وناصريا وبعثياً وتبليغياً ومناطقياً ، لا يهم في الوقت الحاضر الأهم ما موقفك كإنسان لا علاقة له بالسياسة والحزبية من جرائم العدوان السعودي في حق ” المدنيين ” هل تؤيد استهداف ” الأبرياء ” ومنازلهم ومؤسساتهم الحكومية والخدمية ومواقعهم الأثرية ومنشئاتهم الرياضية ومصانعهم ومزارعهم وكل ما يتعلق ببنيتهم التحتية إذا كانت إجابتك بلا فأنت يمني حرً تملك قرارك وتتحكم في صورة شخصيتك أمام الآخرين لا يملي عليك أحد ما تفعل أو تقول ولا ترضى تقديم مشروع جماعتك على مصلحة الوطن وحياة ” الأبرياء ”
رفضك للعدوان يثبت أنك غيور على دماء “الأطفال” و” النساء” التي تسفك ليلاً ونهارا عبر طائرات العدوان التي تمزق أشلاءهم مدفونين تحت الأنقاض دون ذنب صنعوه أو جرم اقترفوه ، رفضك للعدوان أخي اليمني لا يدل على أنك حوثي أو عفاشي كما يقال -وان كانوا أبناء بلدك رغم الاختلاف- الضحايا اليوم هم “المدنيون ” و”الأبرياء ” الذين لا علاقة لهم بالسياسة وتحليلاتها والساسة ونفوذهم ولم يخوضوا حرباً من قبل إلا مع المعيشة الصعبة والفقر والمرض والجهل،
،براءتك من جرائم العدوان في حق ” الآمنين” من أبناء وطنك لا يعني ولائك لإيران كما أوهموك وسخروا إعلامهم ليضللوك بل يعني جوهر قلبك الحي النابض وإحساسك الآدمي وحزنك وتأثرك العميق على “أبرياء” تقتل غدراً و “أسر ” مشردة و”أطفال” يتامى و” نساء ” أرامل و ” آباء ” ثكالى وطرق مدمرة ومدارس مهدمة ومستشفيات مستهدفة وآثار مطموسة ومشاريع خدمية معيشية محاصرة وغذاء ودواء في مرمى النيران ،أخي اليمني أثلج صدري بإدانتك للعدوان ولكل ما ذكرته من أوجاع وبراءتك من أفعاله وحاول بعدها أن تقنعني بأي انتماء تريد أو حزب أو طائفة وانتقد ما شئت مما يحدث في الداخل، فقط قل أنا لست مع العدوان الذي يستهدف ” المواطنين الأبرياء ” ومقدراتهم ومعايشهم, فاليمنيون الأحرار اليوم رغم الاختلاف في السابق متوحدون على قول كلمة الحق في وجه هذا العدوان الذي يدعي انه يحارب جماعة معتدية فقط وينقذ الشعب من شرها ليصبح وطنياً اليوم كالمستجير من الرمضاء بحر النار
وأما إن كانت إجابتك بنعم أؤيد العدوان فقد تخليت عن وطنك وخذلت آلاف ” الأبرياء ” الذين سقطوا وخنت دماءهم الزكية ووقفت صفاً واحداً مع داعش وأصبحت أمام الشعب داعشياً مؤيداً ومبرراً لأفعالهم فمن يبرر للتحالف التضحية بعشرات ” المدنيين ” للوصول إلى هدف عسكري معين فهو يبرر لداعش وأحزمته الناسفة وسياراته المفخخة الأمر ذاتهً فداعش يوصي أتباعه بتفجير أحزمتهم وسياراتهم في مكان معين أو لهدف معين غير مبالين بعدد “المدنيين” الذين تطالهم شظايا الموت والذي يفوق عددهم عدد المستهدف بأضعاف مضاعفة أما العدوان فيمارس نفس الأسلوب عندما يرسل صاروخاً عملاقاً يدمر حياً بأكمله مبرراً ذلك بتواجد قيادات حوثية أو عربات عسكرية أو حتى مسلحين عاديين غير مبالين بالمساكن التي تتهدم فوق رؤوس ساكنيها وهذا كله ناهيك عن الغارات الخاطئة والغارات المتعمد منها حصار المواطن باستهداف أسباب العيش، وهذا هو عامل مشترك بين داعش وتحالف العدوان مما يوحي ان المدرسة واحدة وليس هذا فحسب بل يستنتج المواطن اليمني من خلال ما يراه اليوم من حملة داعشية ممنهجة لتدمير المواقع الأثرية والقباب التاريخية في الجنوب والتي تتزامن مع استهداف طيران العدوان للمواقع التاريخية والأثرية في أكثر من منطقة ومدينة كوكبان آخرها أيها المؤيد لجرائم العدوان في حق “المدنيين” ومكتسبات الوطن تأييدك هذا لا يعني في نضرنا كيمنيين أحرار إلا على ثلاثة خيارات ، الأول انك أسير حزب أو جماعة أو طائفة لا ترى إلا ما يرى قاداتك ولا تسمع إلا ما يريدونك سماعة ولا تتلكم إلا بما يملي عليك أنصارك لتصبح عبداً عندهم مفروض عليك رأيهم ولا شخصية لك ولا تستطيع قول كلمة الحق مع علمك بها ليسألك الله عن كل ” بريء ” و ” مدني ” قتل غدراً وأنت شاركت في قتله بسكوتك عن الجهر بذلك الظلم لترضي أسيادك
الثاني حقدك الدفين على هذا الوطن وبعض قياداته ورجاله الذي تظن أنهم ظلموك ووقفوا حجر عثرة أمام مشروعك الشخصي أو الحزبي المرسوم وهذا ليس مبرراً يجعلك تحقد على وطن بأكمله يعيش فيه “البسطاء ” و “الجوعى ” و”المرضى” وغيرهم ممن لا يملك حلماً سوى العيش في أمان وستر لتصبح كائناً بدون هوية أو انتماء أو حتى إنسانية والثالث عدم قدرتك على إغلاق حنفية الأموال القذرة التي جعلت منك مرتزقاً عميلاً وآلة عند أسيادك لا تملك مصير نفسك لتنتهي مدتك عند انتهاء العدوان أو إيجاد غيرك من المرتزقة فيتم رميك في مزبلة التاريخ فلا أسيادك يقبلوك ولا وطنك يحتضنك ولا شعبك يرحب بك وحتى أهلك وجيرانك سيرونك خائناً ولا ثقة فيك, وستعيش وحيداً يعايرك الكثيرون ولا يسمعك أو يصدقك أحد لأنك بعت نفسك ورضيت لوطنك الظلم لذلك أدعوك أخي اليمني إلى مراجعة حسابك لتحديد موقفك من جرائم العدوان في حق ” الأبرياء ” ومكتسبات الوطن فما زالت هناك فرصة ستبحث عنها غداً كثيراً فمصير العدوان إلى توقف وفي الختام ما دفعني للحديث عن هذا الموضوع ليس انتماءً معيناً أو استعداء لأحد أو مصلحة مشبوهة بل شعوراً إنسانياً ووطنياً بمن ذكرتهم بين الأقواس في السطور السابقة وبراءة من المجرمين وأخيراً الحمد لله رب العالمين ولا عدوان إلا على الظالمين،،،

*نقلا عن الثورة نت