الخبر وما وراء الخبر

وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة

14

بقلم / زيد الشُريف

بالعزيمة الجهادية والإرادة الإيمانية الفولاذية والقوة النفسية والمعنوية والمسؤولية الإنسانية والأخلاقية والوطنية تمكنت القوات المسلحة اليمنية من تطوير قدراتها العسكرية على كل المستويات البرية والبحرية والجوية، ولم يقتصر الأمر على تطوير القدرات بل وصل إلى مستوى لم يكن يتوقعه الأعداء، حيث تمكنت وحدة التصنيع العسكري للجيش اليمني من صناعة منظومات عسكرية صاروخية باليستية ومجنحة تعمل بالوقود الصلب وتصل إلى مديات بعيدة، وتصنع منظومات عسكرية جوية دفاعية وهجومية وطائرات مسيرة، وتصنع أسلحة بحرية ضمت الألغام البحرية والزوارق الحربية والصواريخ البحرية وغير ذلك الكثير، وعلى الرغم من حجم التحديات والاستهداف والظروف الصعبة الاستثنائية والهجمة العسكرية والأمنية العدوانية الخارجية التي تقودها الولايات المتحدة الأمريكية وينفذها النظامان السعودي والإماراتي ومعهما عشرات الدول ورغم الحصار الاقتصادي الذي صنع ظروفاً اقتصادية صعبة جداً خلال أكثر من سبع سنوات متتالية لم تتوقف المعارك فيها أسبوعاً واحداً استطاعت القوات المسلحة اليمنية أن تواجه التحديات وتقهر المستحيلات وتتغلب على كل المعوقات وتخلق واقعاً عسكرياً دفاعياً وهجومياً قوياً، وتمتلك مخزوناً عسكرياً استراتيجياً ضخماً من حيث الإمكانات والقدرات، وتبني جيشاً قوياً على كل المستويات وتصنع الانتصارات في الميادين الجهادية العسكرية في مختلف الجبهات، وتلحق بالأعداء هزائم متتالية وكبيرة وتكبدهم خسائر فادحة بعون الله تعالى.

آية قرآنية تم ترجمتها إلى مواقف عملية هذا بالفعل ما يمكن قوله بالنسبة للقوات المسلحة اليمنية وما وصلت اليه من قوة عسكرية هائلة من حيث العدة والعتاد، هذه الآية قول الله سبحانه وتعالى {وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا ٱسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍۢ وَمِن رِّبَاطِ ٱلْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِۦ عَدُوَّ ٱللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَءَاخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ ٱللَّهُ يَعْلَمُهُمْ}، إعداد واستعداد وبناء وتطوير وتصنيع وتحشيد، فرأينا وسمعنا ورأى الجميع وسمع هذه الآية المباركة تُتلى قولاً وتطبق عملاً وترتلها القوات المسلحة اليمنية في ميادين الجهاد والكفاح والصمود والمقاومة في مواجهة تحالف العدوان الأمريكي السعودي في مختلف الجبهات العسكرية، ورأينا وسمعنا آية قرآنية تعمل في الواقع وتصنع الانتصارات والإنجازات ترتلها منظومات عسكرية صاروخية وبرية وبحرية وجوية تبتكرها وتصنعها أياد وحدة التصنيع العسكري للقوات المسلحة اليمنية وتدك المعتدين وتنتصر لمظلومية الشعب اليمني، وتدافع عن حرية اليمن وكرامة شعبه واستقلال وطنه وترهب أعداء الله وأعداء شعب الإيمان والحكمة.

ما شاهدناه وشاهده العالم من حولنا الأصدقاء والأعداء خلال الأيام الماضية في العروض العسكرية للقوات المسلحة اليمنية في العاصمة اليمنية صنعاء وفي محافظة الحديدة وفي بقية المناطق العسكرية التابعة لوزارة دفاع صنعاء التي تمثل الجمهورية اليمنية بسيادتها وجغرافيتها ومجتمعها وهويتها، تلك العروض العسكرية الضخمة بما تضمنته من قوة بشرية وعسكرية هي تؤكد وتثبت لكل الطواغيت والمستكبرين في هذا العالم أن تركيع الشعب اليمني واحتلال أرضه وفرض الوصاية الخارجية عليه ونهب ثرواته من المستحيلات التي لا يمكن تحقيقها، فمن استطاع بعون الله وفضله أن يبني جيشاً بهذا الكم الهائل ويصنع ترسانة عسكرية بهذا المستوى المتطور في ظروف أمنية وعسكرية واقتصادية صعبة وفي فترة زمنية وجيزة هو قادر بمعية الله تعالى هزيمة الغزاة المعتدين وإفشال وتحطيم كل أحلامهم الاستعمارية، ولم يعد هناك شك في هذا، فهناك من الدروس والعبر والتجارب التي خاضها الأعداء ما يكفي للوصول إلى حالة اليقين بأن استعمار اليمن حلم لا يمكن أن يتحقق.

تحطمت كل رهانات الأعداء وفشلت كل مخططاتهم وتلاشت أحلامهم وهُزمت إمكانياتهم العسكرية والمادية، ولم تصل مؤامراتهم إلى النتيجة التي كانوا يطمحون إلى الوصول إليها وهي تدمير المؤسسة العسكرية اليمنية والقضاء على الجيش اليمني، ورغم كل ما فعلته دول تحالف العدوان من استهداف للمؤسسة العسكرية إلا أن الجيش اليمني استعان بالله تعالى وتصدى للغزاة المعتدين وعمل على بناء نفسه وتطوير قدراته وخاض غمار المعركة على كل الأصعدة الهجوم والدفاع والبناء والتصنيع والتدريب والتأهيل والتطوير، ولأنه يتمتع ببصيرة عالية وتقوده قيادة حكيمة وشجاعة ويثق بالله تعالى ويستعين به استطاع أن يصنع المعجزات والمتغيرات والمعادلات والإنجازات ويكوّن جيشاً يمنياً قوياً على كل المستويات رغم الظروف والتحديات التي كان ابرزها العدوان العسكري والأمني والحصار الاقتصادي، وبعد مرور اكثر من سبع سنوات من العدوان والحصار والصراع الشامل والمعارك الضارية ظهر الجيش اليمني في العيد الثامن لثورة الحادي والعشرين من سبتمبر أمام العالم من بين الركام وهو في حالة عسكرية ومعنوية وتسليحية قوية لا نظير لها على مستوى المنطقة العربية من حيث الترسانة العسكرية التسليحية يمنية الصنع في مختلف المجالات العسكرية البرية والبحرية والجوية، فظهر قوياً بكل ما للكلمة من معنى من حيث العدد والعدة وفي ظرف زمني قياسي قصير جداً وفي مرحلة زمنية استثنائية من حيث الصراع والاستهداف والحرب والحصار، فأذهل الجميع بهذا العنفوان الذي كسر وحطم كل التحديات بفضل الله تعالى لأنه استجاب لله القائل {وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا ٱسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍۢ وَمِن رِّبَاطِ ٱلْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِۦ عَدُوَّ ٱللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَءَاخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ ٱللَّهُ يَعْلَمُهُمْ} استجابة عملية.