الخبر وما وراء الخبر

الشرطة.. من سوط عذاب إلى بوابة لخدمة المواطن والحفاظ على حقوقه

8

تقرير/ يحيى سهيل

حققت وزارة الداخلية بعد ثورة 21 سبتمبر، بفضل الله، فارق كبير وتحول ملموس في تعزيز الأمن، والأمان الذي يعيشه كل المواطنين في المحافظات الحرة، وغيرة النظرة السابقة لرجل الأمن، والذي كان يعرف عنه أنه سوط مسلط على المواطن البسيط، وأداة بيد المتنفذين، ولكن اليوم وبفضل الله وثورة 21 سبتمبر تمكنت وزارة الداخلية ووحداتها الأمنية المختلفة خلال السنوات الماضية وفي ظل أشرس وأخطر عدوان أن تبسط الأمن والاستقرار، وأن تعزز الثقة بينها وبين المواطن.

خدمة المواطن

يلمس كافة المواطنين في المحافظات الحرة التحول الكبير بعد ثورة 21 سبتمبر الخالدة، الذي حققته وزارة الداخلية، فقبل الثورة لم يأمن المواطن على ابسط الأشياء حتى من الأمن نفسه فإذا حضر فهو أول من يستضعف المواطن ويأخذ ماله، أما اليوم يعيش المواطن نعمة الأمن والأمان بكل ما تعنيه الكلمة، ونشاهد رجال الشرطة حاضرون بإخلاص كلا في مجال عمله، فثورة 21 سبتمبر هدفت إلى جعل الأجهزة الأمنية من أجهزة قمعية كما كانت سابقا إلى أجهزة خادمة للشعب، فقد اصبح رجال الشرطة بعد الثورة الركيزة الأساسية لحماية الشعب من استهداف الأعداء داخليا، والحامون لحقوق الناس بعد أن كانوا حماة اللصوص والناهبين والنافذين، لا يتحركون سوى بالمال، فاليوم يعيش المواطن اليمني في المناطق الحرة مطمأن في أمن وأمان، بفضل الله وعيون رجال الأمن الساهرة في سبيل تأمين المواطنين.

إجراءات عقابية بحق المخالفين

في صنعاء والمحافظات الحرة لا تمر الجريمة ساعات ألا والمتهم في قبضة رجال الأمن، عكس ما كان معمول به قبل ثورة 21 سبتمبر إذ لم نسمع عن أي إنجازات أمنية، وكان المجرمون ينفذون أعمالهم الإجرامية والتخريبية بحماية من الأمن نفسه.

بل نشهد اليوم أن وزارة الداخلية تتخذ إجراءات عقابية بحق الضباط والصف والأفراد من منتسبيها المخالفين، حيث يؤكد الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية العميد عبدالخالق العجري أن مركز الشكاوى والبلاغات بوزارة الداخلية، استقبل 5 آلاف و494 شكوى من المواطنين، أنجز منها 4 آلاف و371 شكوى بفضل الله، فيما بلغ عدد الشكاوى الكيدية 106 شكاوى، وتم توجيه 147 إنذار وتوقيف 120 ضابطا وفردا، وفصل 6 بشكل نهائي.

أما ما يتعلق بعمل المجلس التأديبي، أشار العميد العجري إلى أن المجلس اتخذ إجراءات عقابية بحق المخالفين من منتسبي الداخلية، حيث أقر بتوقيف 111 عن العمل ونقل 27 وتوجيه إنذار لـ 18، وتغيير 27 وفصل واستبعاد 7 من ضباط وأفراد وزارة الداخلية.

وحذر الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية، جميع رجال الأمن في مختلف الإدارات والقطاعات والمصالح من القيام بأي تجاوزات او انتهاكات بحق المواطنين.. مشيرا إلى أن توجيهات السيد القائد يحفظه الله، وتوجيهات فخامة رئيس الجمهورية وتوجيهات قيادة وزارة الداخلية ممثلة بمعالي الأخ وزير الداخلية اللواء عبدالكريم أمير الدين الحوثي تقضي بأن يعاقب كل من تسول له نفسه المساس بأمن المواطن من رجال الداخلية أو مخالفة القانون أو استخدام النفوذ.

ويجدد مركز الشكاوى والبلاغات دعوته لجميع المواطنين، لسرعة الإبلاغ عن أي تجاوزات أو مخالفات للأنظمة والقوانين التي قد يتعرضون لها من منتسبي وزارة الداخلية، وذلك بالاتصال على الرقم المجاني (189).

الأمن قبل ثورة 21 سبتمبر

شهدت اليمن على فترات متتالية قبيل ثورة 21 سبتمبر الكثير من الجرائم التي أفقدت المواطن ثقته بالأمن، نتيجة تخاذل الأجهزة الأمنية حينها بل أثبتت الدلائل والبراهيم تورط قيادات أمنية مع الجماعات التكفيرية والتخريبية، ووصل الأمر إلى تهريبهم من السجن المركزي بصنعاء، فضلا عن اقتحام مقر وزارة الدفاع ومستشفى العرضي وغيرها من الجرائم التي شوهت بالمؤسسة الأمنية.

وصل الحال حينها إلى عدم ثقة المواطن بمقدرة الأمن على حماية أرضيته أو منزلة أو حتى سيارته ووصلت البلاغات إلى ألفين و552 بلاغ لأملاك منهوبة أتت ثورة 21 سبتمبر وأفرجت عنها بالكامل وتم تعويض أكثر من 471 شخصا أعادت لهم أراضيهم ومنازلهم وسياراتهم, وبعد الثورة تم الكشف عن العديد من الخلايا الإرهابية والعصابات الإجرامية والقبض عليها قبل حدوث الجريمة, أو بعد ساعات من حدوثها.

ففي فترة ما يسميها البعض ” يكفينا الأمن والأمان”, وصلت عمليات الاغتيال والإخفاء القسري إلى 8 آلاف و132 عملية, منها ما يزيد عن ألف و364 عملية اغتيال بين عامي 2011 و 2014م, وهذه الأرقام من إحصائية أمنية ما بين العام 1990 حتى 2014م.

الشرطة في وجه العابثين بأمن الوطن

رغم كل المخططات الإجرامية التي يسعى العدوان ومرتزقته الى تنفيذها لزعزعة الأمن والاستقرار وهز ثقة المواطن بوزارة الداخلية، وخلق انفلات أمني، فقد تمكنت الشرطة خلال السنوات الماضية من إفشال كل مؤامرات الأعداء ومخططاته الدموية، فهي الصخرة الصماء التي كسرت كل الأيادي العميلة.

الشرطة والمواطنين

بوعي وبصيرة رجال الأمن وقيادة وزارة الداخلية, ومن خلال الانتصارات العظيمة والكبيرة التي تحققها الشرطة يوما بعد أخر, من منطلق الثقافة القرآنية والقانون، استطاعت بفضل الله ان تغرس الثقة في نفوس المواطنين الثقة حقوقهم وممتلكاتهم في مأمن، ويجسد ذلك تلك التضحيات الكبيرة التي قدمها منتسبو وزارة الداخلية في سبيل الحفاظ على أمن وسلامة المواطنين.