عوامل تَميُز ثورة21 من سبتمبر(3)
بقلم// خـديجــة النعـــمي.
في ظل ضرورة ثورية الظروف المزرية التي كان تمر بها اليمن فرضت قيام ثورة شاملة ومثلت العامل الأبرز لنشوء هذه الثورة وقد نجحت نجاحاً باهراً أذهل كل مراقب للشأن اليمني، وعلى الرغم من أن العدوان سعى بشكل أو بأخر لعدم تحقيق أهداف ثورتنا المجيدة بالشكل المطلوب إلا أن هذه الثورة تميزت بمميزات ساعدت على نجاحها وانتشار شرارتها بين مختلف الأطياف والتيارات والتوجهات السياسية اليمنية ووصلت السفينة المبحرة لبر الأمان مع قائدها العلم ومُستَقِلوها.
من أبرز هذه المميزات :
أولاً: ثورة لها إنتماء إيماني
فهي ثورة لها قيم ومبادئ سامية تعلمتها من نهج آئمة أهل البيت_ عليهم السلام _ بدأً بالإمام الحسين عليه السلام وإنتهاءً بالسيد الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي _ سلام الله عليه.
بالتالي لها إرث تاريخي متجذر وعظيم، وجدير بالمطالعة والتمحيص والتدقيق ليتضح لنا عِظم هذه الثورة، ذلك ساعد على خروجها بتلك اللوحة الفنية التي استحقت التقدير والثناء وسعت للم الجميع ووحدة الصف والتنازل وإحترام كل الأحزاب الشريفة والتعايش معهم ولم تخرج لتنصِب المشانق كما فعل الآخرون في ثوراتٍ سابقة.
ثانياً: إنها ثورة شعبية من عمق المعاناة والجراح خرجت لتقول كلمتها عل الأبرز في ذلك أنها
_ثورة شعبية:
فهي ثورة شاركت كل الفئات المجتمعية بها من صنعاء إلى حجة ومن حجة إلى تعز فمأرب والجنوب الشرق والغرب الجميع انتهجوا نهج الثورة للحفاظ على بلدهم وحمايته من براثن الوصاية الأجنبية الأميركية.
_ثورة المطالب الشعبية:
فقد سعت جاهدتاً لتلبية الطموح الشعبي الذي كان يسعى نحو البناء والإتجاه نحو النهوض الاقتصادي والسياسي والإجتماعي والأمني والتربوي وما إلى ذلك من المجالات المتعددة ولتحقيق ذلك قامت هذه الثورة وشهدنا الكثير من التطور في هذه المجالات وما عرض لهم الأمن إلا غيض من فيض ماحققته ثورة سبتمبر.
_ثورة تسامح وإخاء وشراكة:
فهي لم تفتح سجناً ولم تعذب أحد ولم تعمل على الاقصاء او التنحية لمن بقوا ولم يغادروا وظائفهم ، بل ثورة سعت لبناء قدرات الشعب، وتنمية مهارات من كانوا بمفاصل الدولة والبناء على ماهو موجود لتصحيح الأوضاع والاتجاه بها نحو الأفضل ،ثم إنها الثورة التي خرجت بإتفاق السلم والشراكة لتنهض باليمن مع الجميع وبمشاركة الجميع ولتكن الثورة النموذجية والأرقى على الإطلاق،ثورة قرآنية دعت الجميع إلى كلمة سواء وترك الأجنبي ومخططاته الرامية لجر البلد لأتون الوصاية والاستعباد.
_ثورة بتمويل وحماية شعبية:
ذلك ساهم في الحفاظ على نزاهة الثورة حيث وتمويلها شعبي عن طريق رفد القبائل بالقوافل الشعبية عند الدخول للعاصمة والمخيمات الثورية،بالتالي لم تتلقى أوامر من الخارج ولم تسمح بيد وصاية عليها،ناهيك عن الحمايةوالتأميين للثورة من قبل الثوار أنفسهم، ذلك عندما شكلت اللجان الشعبية لحماية الثورة من المتسلّقين على ظهرها لا سيما من الحكومة وقمعها آنذاك.
_ثورة تصحيحة شاملة تحلت بالمصداقية:
شملت تصحيح مسار ثورة 26سبتمبر والتي انحرفت ولم تحقق شيء من أهدافها بل جلبت الوصاية للبلد، ولم تتمكن من بناء ذلك الجيش القوي الذي كان أحد أبرز أهدافها؛ بل بنت جيش استعراض عسكري وقابل للتفكيك في أي وقت كونه يخضع لولاءات أشخاص ينتهي بمجرد انتهائهم،ثم إنها الثورة التي شملت كل الجوانب الاقتصادية والسياسية والإجتماعية والفكرية والثقافية والتربوية وكافة المجالات التي تساعد على بناء اليمن ارضاً وإنساناً،
وقد كانت مصداقيتها عالية في كل عنوان من عناوينها التي رفعتها،فقد مثلت قضايا الشعب والأمة وبقية القضية الفلسطينية على رأس القائمة وصاروخ قدس بأجياله الثلاثة يُثبت ذلك مع غنية عن الإثباتات.
_ثورة أصيلة اتسمت بتخطيط دقيق أدى ذلك لتناغم شعبي مع توجيهات القيادة الحكيمة
فقد كانت ثورة تعبر عن إرادة الشعب اليمني وللوصول لتلك الإرادة كان لابد من تخطيط دقيق تمر عبره مراحل التصعيد الثوري وذلك ماحصل بالفعل حيث وقد بقيت مؤسسات الدولة بعيدة عن النهب أو السلب كما كان يحصل في الثورات الأخرى ولم يحصل إعتداء على أحد من قِبل الثوار، كل ذلك بفضل القيادة الحكيمة التي قادت الثورة بكل روية وهدوء وبخطوات حكيمة أدت لبقاء الثوار دون تفريق والبقاء بصف واحد وبالتالي تحقق الانتصار الكبير والمشهود.
وبذلك فقد مثلت ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر ثورة نموذجية وضعت الإنسان اليمني وحياته في أولوياتها وحافظت على كل ما يمت لذلك بصلة، وما شهدناه من تنظيم أمني لافت خلال مراحل الثورة لم يأتي عبثاً بل نتيجة لجهود بذلت في الاتجاهات المختلفة ونتيجة لعيون سهرت لحماية الوطن من المتربصين به وبثورته ومانحن به اليوم إلا ثمرة من ثمار ثورة سبتمبر المجيدة،فسلام سبتمبر،وسلام أيها اليمن المجيد،يمن ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر.
#اتحاد_كاتبات_اليمن.