الخبر وما وراء الخبر

قصة العُــدْوَان.. عامٌ من حرب إبَادَة شامله وصمت عالمي مخزٍ

163

بقلم / نجم الدين الرفاعي


 

إنه السقوطُ الإنْـسَــاني وموتُ الضمير الأُمَــمي وعصرُ المادية التي كمّمت أفواه المنظمات الأُمَــمية وأسقطت أقنعة الحرية وحقوق الإنْـسَــان وجعلت من الإعْــلَام آلة موت هائلة حين جانب الحقيقة وتحول إلَى مزور بامتياز للواقع الذي يندى له جبين البشرية..

عامٌ من العُــدْوَان الأُمَــمي بقناع شياطين نجد على الشعب الـيَـمَـني.

حربُ إبَادَة شاملة لم ينجُ منها الحجر ولا الشجر ولا حتى الحيوانات، ناهيك عن المجازر البشعة التي ارتكبها طيران أخرقُ بحق المدنيين فِي منازلهم ومصانعهم ومزارعهم وطرقاتهم ومدارسهم، حتى مراعي حيواناتهم وأسْـوَاقهم لم تنجُ من القصف..

حصارٌ شاملٌ لأَكْثَـر من 25 مليون إنْـسَــان وجدوا أنفسهم وتحت مبررات كاذبة وشعارات خادعة مذهبية أَوْ سياسية أَوْ إنْـسَــانية هدفاً لآلات الموت التي صبّت حقد ممالك النفط وإماراتها ومن يحركهم حمماً لا تفرق بين شيخ أَوْ امرأة أَوْ طفل وسط صمت عالمي لم يشهد له التأريخ مثيلاً وكأن العالم قد أصدر حكمه على شعب بأكمله وأباح دمه وأرضه مناقضاً لكل شعارات الحرية وحقوق الإنْـسَــان التي اتضح أنها مجرد أقنعة بيد الجلاد يستخدمها كلما احتاجها لتحقيق مصالحه.

مئات المليارات من الدولارات ينفقها شياطين نجد وحكام طفرات النفط بسفه لم يشهد له التأريخ مثيلاً؛ لشراء الضمير الإنْـسَــاني للحكام والمنظمات الأُمَــمية والحقوقية ووسائل الإعْــلَام وإبرام صفقات الموت وجمع أحدث الأسلحة وأفتك المعدات الحربية لقتل شعبنا وتدمير بنيته التحتية واستهداف كُلّ مقومات البقاء وأَسْبَاب الحياة ورغم ذلك..

آل سعود يهلكون الحرث والنسل ويجفّفون أَسْبَاب الحياة فِي وطن هو مهد الحياة وموطن اول إنْـسَــان عمر الأَرْض وكل مكان طالته أيدي غدرهم الآثمة.. وتأبى الـيَـمَـن إلَّا ان تظلَّ نبعاً للحياة عصية على الفناء.. كُلّ شيء طاله القصف.. بهمجية وبربرية فاقت كُلّ الجرائم التي عجز الشيطان نفسه عن تخيل بشاعتها..

رغم ان الموت على بُعد صاروخ تلقيه طائرة تختصر العربدة والنرجسية والكبر السعودي.. أو شظية متعصب كان الفكر الوهابي هو البارود الذي يفخخ العقول فيحيلها إلَى سيارات مدججة بأَسْبَاب الفناء أَوْ أحزمة ناسفه تقطف الأَرْوَاح باسم الله والله منهم بريء.. إلا ان النفس لم تعش لحظة ما قبل النهاية.. فالشعور باللامبالاة وعدم الخوف من لحظة تنطفئ خلالها شعلة الحياة هو المسيطر علينا لإيماننا المطلق بعدالة نضالنا وحقنا فِي الدفاع عن أنفسنا ووطننا من المعتدي الذي أعد العُدة وألب الأَحْــزَاب بغية اجتثاث هذا الوطن من جذوره أرضاً وإنْـسَــاناً.. إلى جانب عوزنا للحياة الذي أوصلنا إليه آل سعود عبر عقود من الحرب الخفية على هذا الشعب والتي سرقت سعادته وجفّفت ابتسامته وأحالت حياتَه إلَى ركض لا يتوقف ولا يقضي لك حاجة ولا يوصلك إلَى وجهه.. لهذا زهدنا بالموت ولم تعد تعني لنا الحياة شيئاً طالما وهذا الشقيق المتربص باقي يقوض علينا أَسْبَابها ويجمع مرتزقة العالم للعبث بأرضنا وسلامنا.

عامٌ على أبشع وأسفه عُــدْوَان استخدم كُلّ الأسلحة المحرمة والذكية وكل الات الموت ولم يحقق لهذا العُــدْوَان سوى الخيبات والهزائم.. وعجز جعله غير قادر على تحقيق أي مكاسب على الأَرْض غير قتل الأَبْريَاء والعزل فِي منازلهم وأعراسهم وتجمعاتهم تخبط يتضح كُلّ يوم أَكْثَـر كاشفا عن حجم المأزق الذي يعيشه آل سعود وحلفهم الظالم

البشر يقاومون غير آبهين بآلات الموت التي ترصد كلما على الأَرْض لتختار جريمة جديدة وهدف آخر فِي الغالب ليس سوى لمواطن بريئ..

المنازل المدمرة والأسْـوَاق ومحطات النفط وناقلات البضائع والجسور والمدارس تشهد على همجية هذا المعتدي وحقد الحاكمين فِي الرياض وعملائه على هذا الوطن الضارب جذوره فِي عمق التأريخ ولا يفلح الساحر حيث اتى

بشائر النصر تلوح فِي الأفق وهزيمة المعتدي قاب قوسين تلك سنة الله مهما دمروا ومها حاولوا تسويق انتصارات وهمية فِي وسائل إعْــلَامهم

برررد وقلوبنا دافئة.

قصفٌ هستيري لكل مقومات الحياة وأَرْوَاحنا مطمئنة.

حصارٌ خانقٌ وعجلة الحياة مستمرة.

تحشيدٌ للمرتزقة من كُلّ دول العالم وثقتنا بالنصر تزداد قوةً.

حاضر مدمَّر ومستقبل لا زال مليئاً بالتحديات لكننا مؤمنون ان الغد سيكون لنا.

الموت لا يفزع من ينتظره فِي كُلّ لحظة.

والحرب لا تخيفُ من كان الحق معه.

لا شيء يمكنه كسر المكسور ولا خنق المخنوق ولا تضييق الحياة على من ضاقت به دروب الحياة.

 

همسة لحلف آل سعود

أنتم تقاتلون طواحين الهواء وتتحدون إرَادَة السماء.. لقد اخترتم المغامرة فِي الوقت الخاطئ والعبث مع الشعب الذي لم يقهره غازٍ من قبلُ.. فاختاروا نهايةً تليق بظلمكم وعبثكم وتعصبكم ومكركم وسوئكم..

فالسلامُ على أحلامنا التي تصنع فِي ساحات الوغى صموداً وانتصاراتٍ.

السلامُ على المرابطين فِي ميادين الشرف للذود عن الأَرْض وعن العرض.

السلامُ على العيون الساهرة فِي الآكام والشوارع والأزقة لتهنئ عيوننا بلذة المنام وطيب المقام..

نقبّل أقدامكم يا مَن نذرتم أَرْوَاحَكم الغالية رخيصةً لأجل الوطن ولا نامت أعين الخونة والغزاة والمفسدين فِي الأَرْض.