الخبر وما وراء الخبر

ثرواتنا المنهوبة.

15

بقلم// أميرة السلطان.

كانت اليمن ومازالت محط أطماع الكثير من الدول وعلى مر التاريخ، تحكي لنا كتب التاريخ والمؤرخون أن أي دولة كانت تمتلك القوة والسيطرة مرت على أرض اليمن بغية احتلالها مرورًا بالأحباش إلى البرتغاليين ثم الأسبان والبريطانيين والأتراك وأخيرا الاستعمار الأمريكي.

ويعود تكالب كل تلك الممالك والدول والامبراطوريات إلى ما يمتلكه اليمن من موقع استراتيجي متمثل في باب المندب؛ كونه ممراً تجارياً آمناً يتيح لكل السفن والبواخر المرور عبره دون عوائق مهما كان حجم تلك البواخر ومهما كان ماتحمله على متنها وامتلاكه لشريط ساحلي طويل وجزر.

ومع ظهور النفط والغاز على أراضيها سال لعاب كل المستعمرين وقوى الاستكبار العالمي، فعمدوا إلى عملائهم في اليمن ونهبوا ثروات هذا الشعب الذي يصنف ضمن دول العالم الثالث وهوامير النفط من آل الأحمر ومن معهم يتنعمون ويعيشون في رغد العيش، بينما المواطن اليمني يبحث عن قوت يومه بصعوبة تامة.

وعلى الرغم من امتلاك تلك الهوامير كل تلك الأموال الطائلة إلا أن دول الاستكبار هي المستفيد الأكبر من النفط والغاز كونها كانت تعطيهم الفتات لا أكثر، وفي ظل أزمة الطاقة العالمية والتي باتت تعاني منها كل دول العالم لم تألوا أمريكا جهدًا في أن تبحث لها عن منفذٍ أخر يتم من خلاله تغطية ما تحتاجه من نفطٍ وغاز ! فاتجهت أنظار الإدارة الأمريكية إلى اليمن ويتضح ذلك من خلال زيارة وفد أمريكي لمدينة بلحاف النفطية.

وللأسف هاهو اليمن اليوم ما زال يعيش حالة النهب لثرواته النفطية والغازية حيث بلغ ماتم نهبه من العام 2018 إلى يوليو2022، 130مليون و41 ألف و500برميل بقيمة بلغت 9مليار و490مليون 639 ألف و415دولار.

أرقام صادمة ومهولة والشعب يعاني ولسنوات من انقطاع للرواتب وحصار ودمار في كل شبر في هذا الوطن، مبالغ كانت قادرة على صرف رواتب جميع الموظفين في الشمال والجنوب دون استثناء، أموال ليست بالقليلة خاصة واليمن يعيش أكبر أزمة إنسانية في العالم وبتوصيف الأمم المتحدة نفسها.

تُنهب ثروات اليمن ومرتزقته صامتون لايحركون ساكنًا !! يتم إيداع هذه الأموال في البنك الأهلي السعودي”وعلى عينك يا تاجر” دون أن يُصدر المرتزقة أي بيان إدانة أو حتى مجرد التعبير عن أي سخط من هذه الجريمة!

إلى متى سيظل النهب للنفط والغاز اليمني واللذان هما ثروة لكل فرد داخل جغرافية الجمهورية اليمنية؟
متى سيتوقف لصوص الثروات والذين يقتاتون من أشلاء الضحايا ودماء الأبرياء وقوت المساكين عن هذه الممارسات؟

إن ماتقوم به أمريكا في المحافظات المحتلة من خلال النهب والسلب جريمة يجب أن يفهمها الشارع اليمني، يجب على هذا الشعب أن يدرك ما الذي يجب عليه فعله تجاه ما يتم سرقته من نفط وغاز كونهما حق من حقوقه، يجب علينا كشعب يمني أن نعيّ حقيقة التواجد الأمريكي في اليمن وخطورته ، وما هذه الحرب إلا لأجل سرقة ونهب وسلب هذا الشعب ومايمتلكه من ثروات.

ولدول الاستكبار نقول:سيأتي اليوم الذي تعود فيه الحقوق لأصحابها ولو بعد حين.

#اتحاد_كاتبات_اليمن