اليمن في ظل أهل البيت
بقلم / ام وهيب المتوكل
حري بنا – نحن المسلمين – أن نعود إلى تاريخ أعلامنا وهداتنا من أهل بيت النبي (صلى الله عليه وعلى آله وسلم) لنتأمل : كيف كان حملهم لمسؤولية الأمة؟
كيف كانوا على مستوى عالٍ من الهمة العالية والصبر ، والثبات والعطاء.
وما واجهوه من طغيان المستبدين في سبيل المستضعفين من الأمة من جهة وما كابدوه من تخاذل الأمة عن حقها في اتجاه ثانٍ.
فما بين يوم كربلاء واستشهاد الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب في العاشر من محرم سنة 61 هجرية وبين يوم الكناسة واستشهاد إلامام زيد بن علي بن الحسين في الخامس والعشرين محرم من سنة 122 هجرية ، عاشت الأمة مرحلة عسيرة فيها الجور والتضليل ،فما وقع في كربلاء كان قد أسس لظلم الأمة وقهرها على امتداد التاريخ.
كل ذلك .. يزيدنا عزماً إلى عزمنا ،وصبراً إلى صبرنا ،واستعداداً للعطاء فلهذه المناسبات أثر عظيم على المستويات النفسية والفكرية والعملية .
فما يربطنا بأعلام الهدى : أنبياء الله أولاً.
ثم أعلام الهدى من عترة الرسول صلوات الله عليه وعلى آله وسلم .. هو ذلك الخط .. خط الهداية الممتد عبر الأزمان لكل أمة ولكل جيل حتى نهاية التكليف وانقضاء الحياة ،ما يربطنا بهم هو الشيء الكثير والمهم جداً لا مجرد ذكريات فرح أو حزن ، أو أحاديث عن مولد أحدهم أو استشهاد آخر.
ما يربط شعب الإيمان والحكمة بأهل البيت هو أعظم الروابط بعد ارتباطنا بالله سبحانه وتعالى بل هو جزء من ارتباطنا بالله سبحانه وتعالى ،يربطنا بهم الاقتداء والاتباع والاهتداء والتمسك ،هم لنا القدوة والقادة هم لنا النور الذي نستضىء به في ظلمات الجهل والباطل والطغيان ،وقد تجلىٰ في عصرنا هذا أيضاً بشكل كبير سوءُ الأثر التخريبي ، وما نعاني منه اليوم في أمتنا الإسلامية في شتى مناطقها من النشاط التكفيري الذي يرعاه النظام السعودي وتحت المظلة الأمريكية والتوجيه الأمريكي وهندسة السياسة الأمريكية ،وبما يخدم إسرائيل ويفيد إسرائيل ويحمي إسرائيل.
فما يقوم به النظام السعودي بشكل مباشر وعبر أدواته في العالم الإسلامي في مناطق متعددة من العالم الإسلامي ماهو إلا امتداد في مضمونه وممارسته وشكله وأصله وفصله وفرعه للحركة النفاقية في عصر الإسلام كله في تاريخ الأمة الإسلامية بكلها.
وهكذا هو الطغيان والظلم والجور ، وهكذا كان للظلم والطغيان امتداده في واقع أمتنا من تاريخها الغابر إلى حاضرها المعاصر ،في المقابل كان أيضاً هناك امتداد ،امتدادُ لصوت الحق ، امتداد للقائمين بالعدل عبر التاريخ وسيبقى هذا الامتداد إلى قيام الساعة.
وقد شاهدنا الاحداث تلوى الأحداث و لمسنا بأنه لم يحمل ، هذا الصوت صوت الحرية صوت العزة صوت الكرامة ، سوى- نجم من نجوم آل بيت المصطفى – وإبن يمن الإيمان والحكمة وقائد المسيرة القرآنية – من ينطلق على هذا الأساس بالروحية التي كان يحملها الإمام زيد وكل أعلام العترة الطاهرة (عليهم السلام) ونحن نقتبس من ذلك النور وسائرين في ذلك الطريق , طريق الجهاد والاستشهاد في هذه المسيرة التي كانت ولا زالت وستظل تقدم قوافل الشهداء من شبابها الأعزاء ورجالها الأبطال في ميادين الجهاد تنطلق من هذه المبادئ الراسخة من مدرسة آل البيت مدرسة الإسلام من مدرسة القرآن من روحية الأنبياء تقتبس وتأخذ بنورهم تستضيء وتستبصر , ومن عزيمتهم تأخذ وتنطلق وتندفع على ذلك الأساس ؛ لأن هذا هو الطريق الصحيح ؛ هو الصراط المستقيم طريق العزة طريق الكرامة.
الإمام زيد عليه السلام.. قدم الكثير الكثير من يقرأ التاريخ يعرف ذلك من يقرأ التراث الإسلامي يعرف ذلك
ويدرك بأنه لن ، تهزم أمة تنهج نهج رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم
ولن تفنى أمة دستورها القرآن الكريم
ولن تموت وتذل وتهان أمة قائدها حفيد رسول الله
ولن يمحو تاريخ شعب هو يمن الإيمان وعمود الحضارة ومنبع التاريخ العريق.
شعبنا اليمني الثأر العظيم شعب البصيرة والجهاد والصبر والتضحية والفداء سوف يستمر على خط ؛ ثورة الإمام زيد (ع) في مواجهة الطغاة والمستكبرين ، لأنه شعب له إرث ثوري ضارب في أعماق التاريخ….
ثورية قرآنية المنطلق إنسانية الدافع عراقية الموطن ..
يمانية البقاء والإستمرار
_ ثورة الإمام زيد _