الخبر وما وراء الخبر

الصيادون اليمنيون والعدوان والقرصنة الإريترية

13

بقلم// عبدالفتاح علي البنوس

عمل العدوان منذ لحظاته الأولى على استهداف شريحة الصيادين من خلال استهداف قوارب الصيد التابعة لهم والذي أسفر عن سقوط العديد من الشهداء والجرحى أثناء بحثهم عن الرزق الذي يوفر لهم لقمة العيش التي تلبي السقف الأدنى لمطالب أسرهم وذويهم ، كما عملوا على الاستهداف الممنهج للبنية التحتية التي يستخدمها الصيادون خلال عملية الاصطياد والتسويق ، علاوة على الاستهداف المباشر للثروة السمكية والبيئة البحرية اليمنية من خلال انتهاكهم للسيادة اليمنية على المياه الإقليمية اليمنية ومصائد الأسماك اليمنية الممتدة من البحر الأحمر وصولا إلى خليج عدن والبحر العربي ، والقيام بالاصطياد بصورة مخالفة للقوانين واللوائح الدولية ، والقيام بالاستنزاف الجائر للثروة السمكية عبر استخدام أساليب وطرق الاصطياد غير المشروعة ، بما في ذلك عمليات الجرف لصغار الأسماك ، واستخدام الألغام والمتفجرات البحرية لضمان الحصول على كميات كبيرة من الأسماك ، يتم نقلها إلى المصانع العائمة على متن سفن عملاقة والتي يتم فيها تصنيع وتعبئة وتصدير مختلف أنواع أسماك التونة اليمنية على مرأى ومسمع العالم أجمع .

ولم يكتف العدوان وأدواته القذرة بذلك فحسب ، فذهبوا للتمادي إلى حد الإضرار بالبيئة البحرية اليمنية من خلال تحويلهم للمياه اليمنية إلى مكب للنفايات ومخلفات السفن التابعة لهم في عدوان سافر يستهدف الثروة السمكية والأحياء البحرية اليمنية في البحر الأحمر وخليج عدن والبحر العربي دونما اكتراث منهم للتداعيات والآثار الكارثية التي تترتب على ذلك ، ولأن المصائب لا تأتي فرادى ، فإن الصيادين اليمنيين باتوا عرضة للاحتجاز والمهانة والإذلال والاستغلال من خلال أعمال القرصنة التي تقوم بها السلطات الإريترية التي نشطت بشكل ملحوظ في اختطاف الصيادين اليمنيين واحتجازهم بصورة تعسفية لفترات طويلة وإجبارهم خلالها على القيام بأعمال شاقة في ظل ظروف معيشية وصحية صعبة ومريرة ، علاوة على قيام السلطات الإريترية بمصادرة قوارب الصيد التابعة لهم في انتهاك سافر للقوانين والمواثيق الدولية ذات الصلة .

والأمر الذي يثير الاستغراب هنا هو الموقف السلبي الذي تبديه حكومة الرياض الفندقية التي تتشدق بالشرعية المزعومة تجاه الانتهاكات الإريترية التي تطال الصيادين اليمنيين ، ولا غرابة فعلا ، فهذه الشرعية المزعومة هي من شرعنت للعدوان والحصار على بلادنا وأبناء شعبنا، ولا يهمها ما يتعرض له الصيادون من استهداف مباشر من قبل طائرات وزوارق وبوارج العدوان ، وما يتعرضون له من احتجاز وقرصنة وإذلال وتعسف من قبل السلطات الإرتيرية ، فهي تبحث عن مصالحها ، ودورها يقتصر على تنفيذ ما يطلبه منها المحتل السعودي والإماراتي في نطاق سيطرة وهيمنة ونفوذ كل منهما في المحافظات اليمنية المحتلة.

قبل أيام وصل إلى ميناء الخوبة السمكي بمديرية اللحية -محافظة الحديدة، 50 صيادا كانوا محتجزين في معتقلات وسجون السلطات الإريترية ، بعد فترة احتجاز دامت قرابة الخمسين يوما ، تعرضوا خلالها لأبشع صور الإذلال والمهانة والاستغلال القذر في أعمال ومهام شاقة مقابل وجبة طعام واحدة في اليوم، وكالعادة قامت السلطات المختصة باستقبال الصيادين العائدين ومنحهم مساعدة مالية رمزية وتأمين عودتهم إلى أسرهم وذويهم ، في الوقت الذي لا يزال العديد من الصيادين اليمنيين قيد الاحتجاز لدى السلطات السعودية والإماراتية من جهة ، لاستخدامهم ضمن عمليات تبادل الأسرى ، ولدى السلطات الإريترية من جهة أخرى دون أي مبرر يشرعن لها القيام بذلك ، وخصوصا أنهم يمارسون صيد الأسماك داخل المياه الإقليمية اليمنية ولا يحق للسعودية والإمارات وإريتريا أو أي دولة في العالم منعهم من ذلك .

بالمختصر المفيد، انتهاكات العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي بحق الصيادين اليمنيين مرصودة وهي محط إدانة واستنكار القيادة الثورية والسياسية والحكومة الوطنية في صنعاء ، وأتمنى أن تتحرك الدبلوماسية اليمنية الوطنية لدى المجتمع الدولي للوقوف أمام الإنتهاكات التي تمارسها السلطات الإريترية بحق الصيادين اليمنيين والتي لم يعد من المقبول السكوت عليها ، وغض الطرف عنها ، فالمعاناة التي يكابدها الصيادون في سجون السلطات الإريترية مريرة جدا ، ومعاناة أهاليهم وذويهم أكثر مرارة، وآن الأوان أن تتوقف هذه المعاناة، واتخاذ موقف رسمي تجاه النظام الإريتري المنتهك للسيادة اليمنية .

قلت قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ووالدينا ووالديكم وعاشق النبي يصلي عليه وآله .