الإحتلال الصهيوني يلجئ إلى سلاح “الوساطة” لتهدئة نيران الغضب الفلسطينية
لم يعد العدو الصهيوني قادراً على خوض أي عمليات عدوان على الشعب الفلسطيني، دون المراهنة على سلاح الوساطات العربية.
وبعد مضي ما يقارب من 72 ساعة على هجوم قوات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة ، بدأ قادات الاحتلال يستشعرون الخطر جراء الرد العنيف والمتواصل من قبل المقاومة الفلسطينية ” حركة الجهاد الإسلامي ـ سرايا القدس، حيث أعلن رئيس وزراء الاحتلال لابيد، اليوم الأحد، أن العملية العسكرية انتهت بعد أن حققت أهدافها ولا فائدة من استمرارها.
يأتي هذا التصريح بعد تخوفات ساقها رؤساء البلديات لرئيس وزراء الاحتلال مفادها أن استمرار العملية يمكن أن يسبب ضررًا أكثر من نفعه.
تناقض رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي لابيد جاء ليكشف التخبط الإسرائيلي في اتخاذ القرار باستمرارية العدوان على غزة ، ففي أقل من 15 ساعة فقط تغيرت لهجة لابيد وذاب وعيده وتهديدة تحت وطأة صواريخ المقاومة التي تم إطلاقها بكثافة على أكثر من مستوطنة إسرائيلية، أثارت الرعب في صفوف الصهاينة ودفعت معظمهم إلى الملاجئ تحت الأرض، فيما أظهرت لقطات لحظات هروب جنود الاحتلال أثناء القصف وقبله مع دوي صفارات الإنذار.
في اقل من يوم كان رئيس وزراء الاحتلال لابيد قد أكد بأن ما أسماها بالعملية العسكرية في قطاع غزة مستمرة، مدعيًا أنهم لا يخافون صواريخ المقاومة، فيما أكدت القناة 13 العبرية أن الكيان الصهيوني يجري اتصالات مع مصر من أجل التوصل إلى اتفاق لإعلان وقف إطلاق النار بعد ظهر اليوم الأحد.
التحركات الإسرائيلية نحو التهدئة، والتواصل مع مصر دفع بالأخيرة إلى إجراء مفاوضات حثيثة بين القاهرة وقيادتي حركتي الجهاد الإسلامي وحماس من ناحية وقيادة الاحتلال في تل أبيب من ناحية أخرى.
ومع تصاعد القصف المركز على المدنيين في قطاع غزة وارتفاع حصيلة الشهداء بما فيهم الأطفال، خرجت قيادة سرايا القدس اليوم بتصريح ناري توعدت فيها بجعل غلاف غزة (المستوطنات الإسرائيلية جنوبي فلسطين المحتلة) منطقة غير قابلة للحياة، حيث أكد الناطق باسم السرايا أبو حمزة عبر حسابة في تليجرام بأن قدراتهم الصاروخية جزء يسير مما يمتلكونه وأنهم سيجعلون غلاف غزة غبر قابل للحياة.
وأضاف “أبو حمزة”: “إننا في سرايا القدس نجدد فخرنا واعتزازنا بكل قطرة دم سالت من أبناء شعبنا الفلسطيني، الذي يخوض معنا غمار هذه المعركة البطولية -بكل عزة وشرف ووفاء- رفقة قادة ومقاتلي السرايا الشجعان بالميدان، حيث جاءت تصريحاته بعد تنفيذ عملية مشتركة مع ألوية الناصر صلاح الدين التي جرى من خلالها استهداف بلدات إسرائيلية جنوبي فلسطين المحتلة.
تهديدات المقاومة الفلسطينية باستهداف تل أبيب لم تكن عبثية، وهي تأكيد أن مشروع الرد سيكون على قدر الاعتداء الإسرائيلي، اليوم استهدفت صواريخ المقاومة المطار الرئيسي للكيان الصهيوني ” بن غوريون” لتتعطل الحركة في المطار، حيث تم إنزال عددًا من المسافرين على مدرج المطار بعد استهدافه، كما تم تحويل مسار الإقلاع والهبوط في مطار تل أبيب إلى المنطقة الشمالية.
هدنة محددة .. مطالب واضحة
أما فيما يخص قبول الهدنة المصرية فقد أعلن رئيس الدائرة السياسية لحركة الجهاد محمد الهندي أنه من المبكر الحديث عن موعد محدد لوقف إطلاق النار، رغم وجود اتصالات مكثفة مع الوسطاء خاصة مصر، مشيرًا إلى أن هناك وفد مصري وصل غزة، كما شدد الهندي على ضرورة أن تكون مطالب المقاومة واضحة ومحددة في الإعلان المصري قبل التوصل لتحديد ساعة وقف النار.
وبحسب وسائل إعلامية فقد فشلت الجهود المصرية في التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق نار بين الكيان الصهيوني وحركة الجهاد الإسلامي ما استدعى تأجيل الإعلان عنه، فيما عبر الاحتلال عن موافقته على الهدنة؛ إلا أنهم ينتظرون الرد الفلسطيني.
وكانت وزارة الصحة الفلسطينية في آخر تصريح لها اليوم الأحد قد أكدت أن عدد الشهداء الذين سقطوا تحت قصف العدو الإسرائيلي ارتفع إلى 41 شهيدا بينهم 15 طفلا وإصابة 311بجروح مختلفة.