اخرجوا حزب الله من قريتكم إنهم أُناس يتطهرون
بقلم / حنان محمد السعيد
لم يكن مستغرباً أن تقود السعودية، على حزب الله اللبناني، نفس الحملة الشرسة التي قادتها على إيران بعد إعدامها للشيخ نمر النمر، وكما تبعتها باقي دول مجلس التعاون الخليجي في الأولى، تبعتها في الثانية، وهم يمارسون أقصى وأقسى ما يملكون من وسائل ضغط وعقاب جماعي، ولا يمانعون في إسقاط الدولة اللبنانية، بكل المصالح التي حرصت دول الخليج على جعلها متشابكة مع لبنان وغيرها من دول المنطقة، حتى إذا خرجت تلك الدول عن طاعتها، ضربتها في مقتل!
وليس غريباً أن تقود حكومات وظيفتها التي تحفظ بقاءها هي حماية أمن وسلامة إسرائيل، معركة إعلامية واقتصادية وسياسية وحتى عسكرية على كل مقاومة عربية أو إسلامية مازالت تعيش على مبادئها، وتعرف عدوها الذي أخرج إخوانها من أرضهم ويعيث في الأرض قتلا وفساداً وترهيباً، والمسألة بدأت منذ زمن وليست جديدة، فكم من تهم وجرائم الصقت بحركات المقاومة الإسلامية في فلسطين، ولم يكن حزب الله وأمينه العام الشيخ حسن نصر الله بمعزل عن ذلك.
وبالرغم من تاريخ الرجل المشرف، والذي لا ينكره إلا حاقد، وبالرغم من أنه وحزب الله شوكة في حلق إسرائيل، وأنهم وبفضل الله تمكنوا من دحر العدو في الجنوب اللبناني، وظلوا مرابطين على حماية الأرض، ولم يبِع الرجل القضية أو يتوقف لحظة عن دعم الحق ونصرة المظلوم، إذا سمعته يتحدث دون أن ترى زيه المميز، فلا يمكن أن تلمس في كلماته أثر من طائفية أو تحيز لغير الحق، فهو مع الفلسطينيين وأغلبهم من السنة كما هو مع اليمنيين الذين يتعرضون للإبادة بغض النظر عن طائفتهم.
ولا يحتاج الأمر للكثير من التوضيح، فبينما إسرائيل تعمل بكل ما أوتيت من قوة على أن تحمي كراسي المطبعين، تتكلف الوقت والجهد والمال لتنفذ عملية اغتيال لأحد أبطال المقاومة من حماس أو حزب الله، وكلما تمكنت من أحد عناصر المقاومة، أقامت الاحتفالات وانتشت بالنصر وتبادل الصهاينة التهاني.
وما نراه من حرب على أهل الحق ليس جديدا أبداً، فقط تطورت أدواته، وأصبحت أكثر خبثاَ وخسة، الخائن يريد الجميع خونة، والفاسد يريد الجميع فسدة، والسارق، والقاتل، والكافر، “وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً” ودوا لو تخونون كما خانوا، وحتى أنبياء الله الذين اصطفاهم الله وطهرهم وبعثهم بالحق، قوتلوا ونفوا من الأرض، وليس أعجب من قوم لوط الذي أرادوا أن يطردوه وآله من البلاد لأنهم “يتطهرون”!!
ولم تكن إسرائيل لتتمكن من تصنيف المقاومة الإسلامية، عند الشعوب العربية كمنظمات إرهابية، ولا في أفضل أحلامها، ولكنها بيد عملائها استطاعت أن تفعل أكثر من ذلك!
فليس أخطر من عدو لك من بني جنسك، ينطق بلسانك، يزين لك الباطل ويلوي الحقائق، ويملأ سمعك وبصرك بالأكاذيب، هؤلاء يعمقون في كل ساعة الشرخ الطائفي بين الأمة الاسلامية، ويشعلون نارًا يعلم الله وحده من وماذا ستأكل.
لا تُخرجوا حزب الله من قريتكم لأنهم مقاومون، ولا تنفصلوا عنه وتفقدوه الدعم الشعبي من أجل مالهم المسموم، فهو يجود بالأرواح بلا مقابل عن إيمان وعقيدة راسخة، بينما هم يأخذون مقابل مضاعف لكل ما يدفعوه.