الخبر وما وراء الخبر

عندما تكونُ الإساءةُ حُجّة!

12

بقلم// منار الشامي.

لم يغِب على صفحةِ التاريخ اسمُ محمد ولن يغيب ، إنّ المُعجزة الكُبرى في الكمالِ الإنساني دومًا ما تُسلّطُ الضوء ناحيته بشكلٍ مُبهر يعجزُ الإنسانُ عن وصفهِ بسطحيته .

لقد مرّ على التاريخ العشراتُ من المستشرقين الغربيين والّذين اندرجوا في أبحاثهم حول شخصية أسطورة العرب “محمّد” ، وإلى أن وصل بعضهم إلى الدرجةِ الرفيعة في دخولِ الإسلام وهذا مما لا شكّ فيه حتمًا ما يُبيّنُ مدى القصورِ الكبير الذي نُعانيه نحن المسلمين في التعرّفِ على شخصيةِ الرسول الأكرم .

يقول ” فلورانديه ” و” جورج مارسيه ” في كتابهما ” العالم الشرقي ” _ بعد أن تحدّثا عن أخلاقِ محمد والهالةُ الإنسانية الّتي كان يُعرفُ بها في تلك البيئة الجاهلية _ ما نصه : وهو إذ جمع عصبة واحدة تحت راية ذلك المثل الرفيع قد صنع قوة قُدّر لها فيما بعد أن تهزّ أركان العالم القديم!
ويقول “لورد هدلي” : فكرت وابتهلت أربعين عامًا لكي أصل إلى الحقيقة ، لابد أن أعترف إن زيارتي للشرق المسلم ملأتني احترامًا للدين المحمدي السلس ، الذي يجعل المرء يعبد الله طوال الحياة ، لا في أيام الأحد فقط ، وإني لأشكر الله أن هداني للإسلام الذي أصبح حقيقة راسخة في فؤادي ، وجعلني التقي بسعادة وطمأنينة لم ألتقِ بها من قبل ، لقد كنت في سرداب مظلم ، ثم أخرجني الإسلام إلى فسيح من الأرض تضيئه شمسٌ من النهار !
بدوره يقول شاعر فرنسا المعروف “لمارتين” : إن كل ما في حياة محمد يدل على أنه لم يكن يُضمر خداعًا أو يعيش على باطل .. إنهُ هادٍ الإنسان إلى العقل ، ومؤسس دين لا فردية فيه .
أمّا الكاتب الروسي الشهير “تولستوي” فقال : يكفي محمّد أنهُ خلّص أمة ذليلة دموية من مخالب شياطين العادات الذميمة ، وفتح لهم طريق الرُقي والتقدم ، وأن شريعة محمد ستسود العالم لانسجامها مع العقل والحكمة .

ما لا يسعنا ذكرهُ من مقولات المستشرقين ومواقف المؤمنين الصادقين كالشهيد الإيطالي “إدوارد آنيلي” تدلُّ على أن الأساس الأوّل لردعِ الإساءات المُتكررة بحقّ الرسول صلوات اللّٰه عليه وآله هي المعرفة فلا يقين دون معرفة ولا معرفة دون انتماءٍ يُذكّرنا بنوعيّة مسؤولياتنا وأهميتها في صددِ الاستمرار العملي في دين الإسلام الذي جاء به محمّد صلوات اللّٰه عليه وآله .

إنّ إساءة ما يُسمى بالمتحدث باسم حزب الحاكم الهندي لم تكن فقط إهانةً من عبدةِ بقر وجهلاء أشقياء إنّها حجةٌ علينا في أن لا نقف مكتوفي الأيدي أمام الهجمةِ الشرسة التي تتجهُ صوبنا ، بل إنها من تزرعُ في داخلنا بذرات المسؤوليّة التي تجعلنا مُتحرّكين في نشرِ الدين الإسلامي ومُتعاطين مع أهميّة التعريف الحقيقي بالرسول الأكرم بدءًا من تعرّفنا نحن حدّ اليقين ونشر ذلك للعالم .

موتُ محمّد صلى اللّٰه عليه وآله لم يكن نهاية الإسلام ، بل إنهُ بداية الإسلام التي تُحتمُ علينا نشرهُ في أرجاءِ المعمورة حتى يأتي اللّٰه بأمرهِ ويحقّ الحقّ وترسو شعائرُ هذا الدين في الملأ ، وهذا ما يُنبهنا أن من يُسيئون إلى الرسول ليسوا فقط المُذنبين طالما نحنُ راكدين عن نشرِ دين اللّٰه فنحنُ أيضًا نُسيءُ إلى الرسول وإلى اللّٰه وإلى الدين!

#اتحاد_كاتبات_اليمن