الخبر وما وراء الخبر

المقاطعة الاقتصادية سلاح استيراتيجي

16

بقلم// ريهام البهشلي

تتعدد الحروب بتعدد أساليبها ، وتتعدد المعارك بتعدد ساحتها ، ففي معركة الاحتلال والتركيع والإذلال ، ونهب الخيرات ، تأتي الحرب الاقتصادية في مقدمة الصراع عن طريق الحصار وإدخال المنتجات المضرة والهادمة للبلد المقصود ضربه اقتصاديًا في معركة الحضارة ، لابد أن تتجه الشعوب لمواجهة هذه الحرب الشرسة التي بات العدو يراهن عليها أكثر من الحرب العسكرية نفسها ، لأنه يدرك مدى أهمية الاقتصاد لأي بلد من بلدان العالم.

فلا بد أن يتجه الشعب وجميع الشعوب لسلاح المقاطعة الاقتصادية لبضائع أمريكا وإسرائيل كأولوية ، وهذا لن يتحقق في الساحة إلا عندما نحمل العداء الشديد لأمريكا وإسرائيل ، وبضرورة غرس هذا العداء في نفوسنا ، وأن نسعى لتربية أولادنا على أن يحملوا عدواة شديدة راسخة لأعداء اللّٰه ، وهي عداوة إيجابية في الإسلام.

وفي الواقع هي الوسيلة الأكثر ردعًا للأعداء إذا ما كان هناك جدية ووعي وتحمل للمسؤولية في مواجهة الخطر الإسرائيلي الذي تغلغل في المنقطة بشكل رهيب أمام ران حُكّام الشعوب المهرولة للتطبيع وبيع القضية بأرخص الأثمان ، ولكن الحل والمخرج والموقف يكون دائمًا من عند الشعوب نفسها ، لتبادر هي وتحتج وتُندد ضد أي اتفاقيات اقتصادية مع إسرائيل وأمريكا.

في مقابل السعي للمقاطعة الاقتصادية فإننا مُلزمون إلى أن نطور من اقتصادنا ونرتقي لأجل أن نكون بمستوى المواجهة والحرب الاقتصادية من منطلق قول اللّٰه تعالى:_ ﴿وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللهِ وَعَدُوَّكُمْ﴾.

فهي من منظور آخر استجابة دينية للّه في مواجهة كيد اليهود والنصارى الذين هم في المقابل يحرصون على مقاطعتنا بكل أشكال المقاطعة ، ناهيك عن سعيهم بأن نكون عبارة عن سوقٍ استهلاكية لمنتجاتهم التي تدر عليهم أرباحاً ضخمة ، حيث أن شركاتهم العملاقة تصُب أموال أرباحها من أموال المسلمين الذين لا يعون أهمية هذا السلاح الاستيراتيجي بالفعل.

فمشروع المقاطعة الاقتصادية ليس بالأمر الصعب ويسهل للجميع أن يكونوا هم المبادرين والناصحين ، وأن نخلق وعياً كبيرًا في الساحة الإسلامية ، عن مدى خطورة الاستمرار في شراء البضائع ، التي في النهاية تكون سبباً في قتل المسلمين ، ومشاركةً في جرائمهم الجماعية ، وكذلك أضرارها الصحية التي نراها ونلمسها في واقعنا الصحي المتدهور وفي سنٍ مبكر ؛ نتيجة تلك السموم التي يصنعوها للمسلمين بغلافها الجذاب ومحتواها ألا مفيد.

إذًا نستطيع بسلاح المقاطعة أن نجعل أمريكا تنهار ولنتهار جميع شركاتها ، يجب أن لاتكون لدينا نظرة المستحيل ، فلو كان الأمر مستحيلًا لما واجهة أمريكا وربيبتها إسرائيل شعارات البراءة والمقاطعة ، يجب أن تعلم الشعوب أن أمريكا والغرب الكافر يقفون على أقدامهم بأموال المسلمين ، نحن غنيون عنهم بما أغنانا اللّٰه من فضله من ثروات وإمكانيات وموقع استيراتيجي وغيره نحتاج فقط لاستثمارها ، ولابد من التخلص من حالة الكسل والوهن واللامبالاة التي كانت سبب شقائنا اليوم ، وللّٰه تصير الأمور.

#اتحاد_كاتبات_اليمن