الخبر وما وراء الخبر

دول الخليج الأعرابية وأهدافها في اليمن

88

بقلم / الحسن بن علي


يتجاوز دور الدول الخليجية النفطية الأعرابية الطغيانية، وعلى رأسها المملكة السعودية الوهابية، في إثارة النـزاعات الطائفية (المذهبية) والمناطقية والعنصرية واستعمالها لتحقيق أهدافها وإخفاء حقيقة الصراع الديني والطبقي بين الثائرين الكادحين أصحاب العدل والحرية والإيمان والثورة على الظلم والطغيان من جهة والمستكبرين الطغاة أعداء السيادة الوطنية والحرية والتقدم من جهة أخرى في الوطن العربي، حيث فاق الجهاد ضد الطغيان والفساد والخطاب الوهابي التكفيري في اليمن والخليج، نظيره في أية منطقة أخرى من العالم، وذلك لأسباب عديدة منها: الموقع الاستراتيجي والنفط وإسرائيل، والأمثلة أكثر من أن تعد وتحصى، لقد ثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن حكام الخليج وفي مقدمتهم المملكة السعودية الوهابية، يتبعون في سياستهم التمزيقية وإثارة النـزاعات الطائفية والمناطقية والمذهبية خطى الدول الاستعمارية، ويسيرون وفق المخططات التي ترسمها لهم، فقد دعم البريطانيون، بعدالحرب العالمية الأولى، تأسيس دولة مستقلة في جنوب وطننا اليمني، بل و(آشورية) شمال العراق، وأخرى (درزية) في لبنان، وكرسوا، وما زالوا، الطاغية الرجعي الوهابي المجرم الدولي (عمر البشير) في السودان، كما نجحوا في تحقيق انفصال جنوبه عن شماله، لغة وديناً وتواصلاً جغرافياً، ونشروا التكفير والإرهاب والقتل والدمار في (اليمن) و (سوريا) و (مصر) و (لبنان) و (العراق) … الخ، بواسطة أدواتهم الإرهابية المسلحة وفي مقدمتها (التجمع اليمني للإصلاح) والجناح السعودي الوهابي في (حزب الرشاد السلفي) … إلخ، وأدواتهم المسلحة (القاعدة) و (داعش)، ولم تسلم من ذلك حتى (نيجيريا)، حيث جرى ويجري نشر العنف المسلح الوهابي فيها، عن طريق العصابات التكفيرية الإرهابية المسماة (بوكو حرام) وما زال الحبل على الجرار.
وها هي دول الخليج الريعية الأعرابية بقيادة (المملكة السعودية) الوهابية، ومعها أيضاً دويلات الخليج المِسْخ، والمجرم وطاغية السودان (الإخواني “البشير”) المطلوب للعدالة الدولية ومرتزقة آخرين من الحكام العرب وحثالات الإفرنج (شركة الماء الأسود) المسماة (بلاك ووتر)، مثلاً، وغيرهم، تقود منذ مطلع عام 2015م حرباً عدوانية شاملة ضد اليمن واليمنيين، بقصد تحقيق الأطماع التوسعية السعودية في الأراضي اليمنية وإعادة الرجعية السعودية الوهابية أذنابها من الخونة والمرتزقة إلى السلطة وبسط هيمنة هذه القوى على اليمن ولو أدى ذلك إلى الإبادة الجماعية للشعب الثائر وتدمير الوطن اليمني بأكمله على رؤوس اليمنيين واليمنيات كافة.
على أن أخطر ما تهدف إليه الحرب العدوانية السعودية الخليجية على اليمن هو استكمال وتكريس احتلال (مأرب) بعد المحافظات الجنوبية وفصل محافظة (حضرموت) ومنطقة (الجوف) اليمنيتين وإلحاقهما بالسعودية، كما حدث بالنسبة لاحتلال أراضي (نجران وجيزان وعسير) وغيرها وضمها منذ عام 1934ك إلى مملكة الطغيان والعبودية والفساد.