لماذا تشن حرب إعلامية شعواء تجاه المراكز الصيفية؟
من الطبيعي أن نسمع ونشاهد كل هذا الغضب والرعب من المدارس الصيفية؛ كونها تهدف إلى انتشال الشباب من أساليب الظلال والضياع، لاسيما وانهم يريدون جيل هابط جيل ضائع وجاهل، فالنشاط التعليمي للأعداء كبير؛ لأنهم يريدون للأمة أن تضل السبيل، ويستهدفونها فكرياً وثقافياً، حيث يسعى أعداء الأمة إلى محاربة المدارس الصيفية فهذه المدارس تفشل مخططاتهم الهادفة إلى ضياع الشباب وجعلهم مغيبين عن الواقع ومفصولين عن دينهم الإسلامي.
الأعداء يركِّزون بشكلٍ كبير على الجيل الناشئ والشباب:
لقد استنهضت المراكز الصيفية أولياء الطاغوت، وأيقظت مضاجعهم، وارعبت راحة بالهم، لاسيما وأن أعداء الأمَّة “أمريكا وإسرائيل” وأذيالهم يبذلون ملايين الدولارات بهدف تخدير عقول الأجيال والاستحواذ عليها بما يخدم الطاغوت وأهدافه الظلامية.
وبدون أدنى شك، فإن الأعداء يركِّزون بشكلٍ كبير على الجيل الناشئ والشباب، فهم يرون فيهم حاضر الأُمَّــة ومستقبلها، ودعامة قوتها، ولذلك فهم يركِّزون عليهم التركيز الكبير؛ بغية تضليلهم وإفسادهم والتأثير السلبي عليهم؛ حتى لا يتجهوا الاتّجاه الصحيح، الذي يجعل منهم أُمَّـة مستقلة تنطلق على أساس صحيح، وتخلِّص من التبعية لأعدائها، فتنطلق على أساس هدي الله سبحانه وتعالى.
وانتشرت في هذا العصر العديد من الوسائل التي يشتغل من خلالها الأعداء، فنحن في عصر القنوات الفضائية، والإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، التي يأتي فيها الكثير والكثير من الحملات الدعائية التضليلية تحت عناوين تتعلق بالعقائد، والمواقف، والتوجّـهات، والسياسات، ويشن الأعداء حملات هائلة تهدف إلى التضليل، بوسائلهم التضليلية المخادعة، التي يستهدفون بها الأُمَّــة بكلها، كباراً وصغاراً، رجالاً ونساءً، سواءً في العناوين السياسية، أَو العناوين العقائدية… الخ،
صراع بين الثقافة المغلوطة وعودة الهوية الايمانية:
لا تقتصر الحرب ضد المراكز الصيفية على العدو الواضح المتمثل في “أمريكا وإسرائيل”، ولكن تصل إلى ما يندرج تحت لوائهم من الوهابية والأعراب والمرتزقة وغيرهم…الخ، فأولئك يستندون في حربهم القذرة على فلسفات خبيثة دنيئة، ترتبط تارة بالوضع السياسي والانتماءات الحزبية والمذهبية والمناطقية، وترتبط تارة أخرى على لقمة العيش والوضع الاقتصادي الصعب، مستخدمين أساليب متنوعة ما بين الاستهزاء والرسائل المُبطنة الخبيثة، فينشرون السم الخبيث بداعي الدين والمصلحة الوطنية، وبالتالي سنجد المستهزئين والساخرين من المراكز الصيفية، وسنسمع الأصوات الشاذة هنا وهناك التي تحاول شيطنة المدارس الصيفية التي تعلم الشباب علوم القرآن والعلوم المختلفة بما تفيد هؤلاء الشباب.
إن ما يحدث هو صراع بين الثقافة المغلوطة وعودة الهوية الايمانية التي مسخت واندثرت بفعل الأفكار الضالة، ولذلك يخشى أولياء الطاغوت من أصحاب الفكر الوهابي الداعشي من أن تنتشر تعاليم الدين الإسلامي الأصيل الذي يفضح أفكارهم الوهابية الداعشية، ويوجه بوصله العداء لأمريكا وإسرائيل، فهم يخشون إذا حدث ذلك فلن يكون لهم أي حضور في المستقبل ذلك لأن الوهابية الداعشية وتعليمها هي الوظيفية الوحيدة التي يتقنها هؤلاء، فكانت المدارس الصيفية وكأنها صواريخ بالستية مسدده إلى أفكارهم العفنة التي مسخت الهوية الايمانية الأصيلة.
ولذلك نشاهد ونسمع الحرب الإعلامية الشعواء تجاه المراكز الصيفية، ولا حول ولا قوه الا بالله العلي العظيم؟
أعداء الأمة يبدون تخوفهم من المراكز الصيفية:
عكست الحملة الدعائية ضد المراكز الصيفية خوف أعداء الأمَّة من أن تعمل هذه المراكز الصيفية على ضرب أشكال الظلال والوعي المزيف الذي صنعوه خلال الفترات الماضية بين أوساط الشباب، وهي تلك الأشكال السلبية التي تسلب أبناء الأمَّة روح المبادرة وتكرس الحالة الانهزامية في نفوسهم، وكذلك الخوف من تحصين جيل الشباب من الأفكار الوهابية والتكفيرية، وأن تزرع المراكز الصيفية في نفوسهم جانب المسؤولية في الدين الإسلامي والقرآن الكريم وما يقدمه من توجيهات قرآنية لعل أبرزها الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، والجهاد في سبيل الله دفاعاً عن الدين والأرض والشعب، لاسيما وأن هذه التوجيهات القرآنية تُعد بالغة الخطورة على أعداء الأمَّة، إذ إن جانب المسؤولية في الجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يعني إلزامية واستمرارية الصراع الحتمي مع الأعداء ومواجهة الاستبداد ومشاريعهم الشيطانية التي تستهدف الامة.
والجهاد في سبيل الله يرتبط به تحقيق الاستقلال للأمَّة وخروجها من بوتقة التبعّية للأعداء وهو ما يراه الأعداء خطراً على مطامعهم فسارعوا إلى اتخاذ نهج محاربة المفاهيم الجهادية القرآنية التي تمثل خطورة عليهم ودعموا في نفس الوقت الأفكار الجهادية من وجهة النظر “الداعشية” التي تشوه الدين الإسلامي الأصيل وتحقق أهداف أمريكا وإسرائيل وعملائهم من دويلات الخليج من خلال الجماعات التكفيرية الداعشية التي هم صانعوها وترفع شعار الجهاد وفق الإسلام الأمريكي.