أبو أصبع يكشف في ” ساعة للتاريخ ” تفاصيل لقاء عاصف علم فيه الحمدي بخطة اغتياله قبيل أسبوع واحد من الجريمة.
تقرير|| إبراهيم الوادعي
كشف رئيس اللجنة المركزية للحرب الاشتراكي اليمني عن تفاصيل مثيرة حول مقتل الرئيس اليمني إبراهيم الحمدي والذي اغتيل في 11 أكتوبر من العام 77م وبقيت الكثير من تفاصيل ذلك اليوم غامضة ومثار تساؤل اليمنيين ، وفي برنامج ساعة للتاريخ اكد أبو اصبع ان الخائن علي عبدالله صالح هو من باشر بإطلاق الرصاص على الرئيس إبراهيم الحمدي ، وانه تواجد لغرض تنفيذ العملية قبلها بفترة .
وقال أبو اصبع إن صالح الهديان اقتحم الغرفة التي كان يتواجد فيها ابراهيم الحمدي وصالح والغشمي في منزل الأخير كمابات معروفا، واومى لصالح بإنهاء النقاش الذي كان دائراً لان موقف الرئيس السابق احمد الغشمي باتجاه الاستجابة لطلب النفي الذي طرحه الحمدي، فيما بقي عفاش متصلبا معللا ذلك بخوفه من قدرة إبراهيم الحمدي على تأليب الشارع حتى وغن كان في الخارج .
ويورد أبو أصبع تفاصيل زيارة قام بها الى منزل الرئيس إبراهيم الحمدي قبيل أسبوع من عملية الاغتيال لتحذيره من مخطط الاغتيال الذي نما الى علمهم في الحزب الديمقراطي عبر ضابط في الامن الوطني .
وقال في شهادته للتاريخ : جاء لنا في الحزب الديمقراطي في تلك الأيام معلومات، كان الحزب الديمقراطي قويا هناك جدا ، وكان عبدالوارث عبدالكريم الذي تكلمنا عنه هو ضابط أمن وطني كان يحصل على كل المعلومات رغم انه متخفي وطارئ ، فجاءت لنا
معلومات قبل الاغتيال بأسبوع أن صالح الهديان يخطط لقتل واغتيال إبراهيم الحمدي ، كانت المعلومات مفصلة ، صالح الهديان مشرف على خطة سينفذها أحمد حسين الغشمي لقتله ، وهي تقوم على” واحد اثنين ثلاثة” ، كان التركيز على أحمد الغشمي وعلي صالح هو المنفذ ، رحت أنا لإبراهيم الحمدي بواسطه الأخ محمد سري شايع ، كان مدير الكلية الحربية، أوصلني عند أبراهيم على أساس أن المسألة مستعجلة جداً وأدى لنا وعد بعد الظهر ، وصلنا إلى بيته بدأت أخزن أنا ومحمد سري شايع وهو جاء كان تاعب ، كان مريض جداً ، وعنده نزلة برد شديد ، قال لي ما باسلم عليك لا اعديك ، والله شاهد وهو لابس فوطه و”جرم” داخلي أبيض و “حولي” فوقه ، وردي الله شاهد أننا أذكره حتى الآن يعني اتمثله تماماً قدامي ، فجلس إبراهيم الحمدي ، قلي ما عندك يا يحيى منصور ، شغلتني ما تشتي ، قلنا له الموضوع واحد اثنين ثلاثة أربعة ، انت في خطر صالح الهديان يعني السعودية وجهت ان يسرعوا في قتلك لأنه جاء كمال أدهم – مسئول الاستخبارات السعودية ـ وحملوا الخطة بان ينفذوا الموضوع في أقرب وقت ، قال لي أيوه ، أدي ما عندك فكلمته قلت له لازم تتحرك أحمد حسين الغشمي فعل تغييرات في الجيش على كذا ، فعل كذا ، علي عبدالله صالح فلت عمله في تعز وجالس هنا ، جالس في صنعاء ، أنت في وضع خطير”-
– السعوديون يتنصتون على الحمدي
هنا يلفت أبو أصبع في معرض شهادته الى أن السعودية زرعت أجهزة تنصت في منزل الحمدي والأخير كان على علم بذلك .
وسيتطرد :” أنا كملت شرحت له أشياء كثيرة فصرخ في وجهي بقوة ، ما تشتي يا يحيى منصور أنت واصحابك الحزب الديمقراطي ، تشتوا تسيئوا العلاقات وتسيئوا بيني وبين أفضل الناس ما بين المستشارين حقي وما بين أصحابي تشتوا تدمروا العلاقات بيني أنا واياهم ، ما هو قصدكم ، بكل صوته ، فقلت له أنا مالك لا تزعل ولا شيء ، اعجبك كلامي أعجبك ما أعجبك ارمي به عند أرجلك ، شفت كيف ، سمع دقة في الباب الله شاهد وهيذاك عادها موجودة أخته ، صفية الحمدي ، المهم درب – رمى – القات حقه لي وقال لي خلاص وخرج ، ومحمد سري خاف جداً من ردة الفعل حق إبراهيم ، رجع إبراهيم قلت له ذلحين نخرج ولا تبزنا الحبس ، ضحك ، لأنه خرج عند أخته ، وأخته عادها موجوده ، قالت له ماهوا لناس جاءوا ينصحوك خائفين حريصين عليك ، وانت تقوم تصيح هكذا ، فدخل وقدوه يبتسم ، قال ليش كنت شديد معك يا شيخ يحيى ، قلنا له عادي عادي ، ذلحين نخرج ولا تبزنا الحبس ، قلنا مع السلامة ، وبعدين سألت ما هو السبب لماذا يعني رفض يتكلم معي بهذيك القوة ، عرفنا يا سيدي العزيز من اثنين ، من صفية الحمدي ومن محمد الحمدي ، أخوه ، قدوه عاقل كبير العمر ، وهذا محمد الحمدي كان صديق أخي جدا ، قلك أن قد كان داري إبراهيم أنهم يعني يراقبوه بس مش تلك الخطة , وعاملين له أدوات تسجيل داخل بيته , وأنهم يسجلوا كل حركة ، ولهذا هو يعرف أن الكلام بيني أنا وهو بيوصل لهم ، فيشتي يؤكد لهم أنه يثق فيهم وأنه لا يصدق أحد عليهم حتى يتمكن مع الأيام من التخلص منهم ، ولهذا كانت تلك ردة الفعل علي ، أنه هؤلاء المستشارين حقي هؤلاء أخواني ، هؤلاء انا اثق فيهم ، هؤلاء كذا”.
وعن شهادته فيما يتصل بالجريمة يقول أبو أصبع أن صالح الهديان سكن قبيل تنفيذ عملية الاغتيال في بيت مجاور لبيت أحمد حسين الغشمي في صنعاء في الدائري ، الذي قدام السفارة السعودية ، كانوا يخططوا أولاً وقبل كل شيء ، الخطة الأولى كانت تقتضي أولا عبدالله ، قائد لواء العمالقة وشقيق إبراهيم الحمدي
وينقل عن الشيخ محمد الغشمي شقيق الرئيس أحمد الغشمي بعضا من تفاصيل يوم الاغتيال : ” أحمد حسين الغشمي اليوم الأول اختلف مع عبدالله واليوم الثاني اتصل بعبدالله الحمدي به قال له أنا أشتيك ضروري جدا على شأن نتصالح وكل المطالب حقك أنا بانفذها ، فجاء عبدالله الحمدي الساعة 11 ظهرا ومعه الأوراق ، فأدخلوه إلى غرفة ، على أساس أنه يخلص الأوراق وكذا ، في بيت الغشمي ، وقتلوه.
بعدين اتصل بإبراهيم الحمدي قال له أنا باتغدى أنا وانته اليوم ، انا باتغدى أنا وانت اليوم ، قال إبراهيم ماشي ، قال له حرام وطلاق ما اتغدى إلا أنا وانت وإلا باجي لك بنفسي ، إبراهيم ما كان يشتي يروح ، بس حلف وكذا ، فاخذ السيارة حق صفية سيارته كانت معطلة ، كان يسوق السيارة إبراهيم وحدة ، “بالفلكس” فولكسفاغن – حقه بشوارع صنعاء وزياراته الشخصية وكذا ..وكذا لوحده ، يعني كان فيه نوع من المثالية المفرطة ، وهذا كانوا معترضين عليه حتى اسرته ، كان فيه ثقة زايدة ، هذا إلى نفس اليوم اللي قتل وهو هكذا ، وراح بسيارة صفية لوحده ، صفية تقول له شل الحراسة ، قال لا ، انا أروح أكل اللقمة وارجع ، فوصل إلى هناك ، والجماعة قد هم جاهزين مجهزين”
فأدخلوه على أساس بايتفاهموا معه ، دخل شاف عبدالله ، أخوه عبدالله بينهم حب وإخاء نادر ، لانهم من أم ،فقال لهم يعني باتقتلوني ، ما رأيكم أنا أخرج من البلد ، وأعمل بيان على أساس أنه ما يحدث أي مشكلة ، خوفكم من عبدالله هوذا قد قتلتموه ، بدأ يتحاور مع الغشمي ، هذه المعلومات المتسربة من عندهم ، وبالذات أنا سمعته من أحمد منصور أخي الذي سمعها من الشيخ محمد الغشمي أخو أحمد حسين الغشمي والشيخ حقه ، شفت كيف أنه قال : أحمد أخي قد كان موافق أنه يفلت إبراهيم يشلوه للقيادة العامة ويهيئوا له طائرة ويرسلوه للخارج ، علي عبدالله صالح رفض ، قال له أنت مجنون إبراهيم الحمدي مجرد بيان من الداخل وإلا من الخارج يقلب علينا الدنيا ، دخل صالح الهديان وهم أثناء النقاش ودق علي عبدالله صالح من الخلف وهو باشره ، صالح الهديان دق علي عبدالله صالح ، يعني دقة ، وباشره هو ومحمد الحوري ”
وفيما يتصل بماتبقى من احداث ذلك اليوم الأليم وحكاية الفتاتين الفرنسيتين ، استطر أبو أصبع : الخطة هي قد وضعت من كمال أدهم ، بالتخلص من إبراهيم وتشويه سمعته بأي طريقه ، لأن إبراهيم كان له شعبية كاسحة للامانة ، عمل على بناء دولة ،عمل على مراكز القوى من المشائخ وكلهم روحهم بيوتهم ، عمل طرقات عمل خدمات ، عمل التعاون الأهلي للتطوير ، واتجهوا نحو مشاريع علمية ،ومشاريع الطرقات ، ومشاريع المدارس يعني كان الشعب اليمني يهتز من أقصاه إلى أقصاه في الحركة التعاونية ، وهذه أوجدت لإبراهيم الحمدي شخصية محبوبة من كل الشعب ، إبراهيم الحمدي كان يريد دولة ويشتي الوحدة أيضا مع الجنوب ، وهذه كانت من وجهة نظرة الدولة اليمنية القوية الواحدة ستتطور وستقف في وجه الأعداء”
ويورد أبو أصبع بان التدخل السعودي في اليمن وصل الى مرحلة الاختناق ، وكان السفير السعودي صالح الهديان لا يستطيع مغادرة مكتبه دون ان يكون تحت الرقابة من قبل جهاز الأمن الوطني حينذاك .
يشير أبو أصبع الى ان الجيش اليمني قبيل عهد الرئيس إبراهيم الحمدي كان مقسم الولاءات بين مشائخ القبائل وكانت حصة الأسد للشيبخ سنان أبو لحوم ، ويشير أيضا الى انتحول إبراهيم الحدي عن تلبية المطالب السعودية حدث في العام 76 م ، وهو مضى مسبقا في تنفيذ مطالبها بسحق جبهة المناطق الوسطى ، قبل ان يتدارك المر ويقتنع بان السعودية لن تسمح له ببناء دولة ، ولذا كان اول مافعله بعد توليه السلطة هو البدء بالتخلص من قوى النفوذ السعودي وتعطيل نفوذها في الدولة
ويقول عن افترة التي سبقت وارهاصات تولي إبراهيم الحمدي للسلطة : ما كان بالسهولة أن تحدث حركة 13 يونيو التي قادها إبراهيم الحمدي ، إبراهيم الحمدي كان نائب رئيس وزراء وكان نائب القائد العام ، كان عنده خلفية وفهم للواقع اليمني والتدخل الأجنبي وخاصة السعودي ، ولهذا كان تكتيكه للوصول إلى السلطة كان بالتعاون مع جهتين ، مع المشائخ بالذات الشيخ عبدالله على أساس أنه يمثلوا هذه الامتداد السعودي ، ومع حزب البعث ومع سنان أبو لحوم واخوانه كانوا مسيطرين على القوات المسلحة ، نسبة 60 من القوات المسلحة كانت بيد أبو لحوم ، ولهذا يعني هو أرضى الجميع بحيث أنه وافقوا كلهم على مجيئ إبراهيم الحمدي ، لكن إبراهيم الحمدي لم يمضي عليه خمسة أشهر إلا وبدأ يتخلص من مراكز القوى المرتبطة بالسعودي بالدرجة الأولى ، مراكز القوى التي خلقتها السعودية ، وبعدين هو من خلال تعليق الدستور وتجميد مجلس النواب عطل الشيخ عبدالله عن الحركة ، عطل القوى السعودية عن الحركة ، إبراهيم الحمدي حتى خمسة وستين وبداية 66م الى 76م شاف انه ما فيش فايدة، السعودية تطلب منه أن يسحق الجبهة الوطنية في المناطق الوسطى وان يعتقل القوى الوطنية داخل صنعاء ، حاول هو أن يعمل له بعض الشيء ولهذا نزل بحمله و وحملات الى المناطق الوسطى وإلى غيرها ، لكن السعودية لم تقتنع بهذا ، فأيقن إبراهيم الحمدي أنه لا فائدة من العلاقة ولانصات للسعودية ، في هذه الحالة لا يستطيع أن يقدم لليمن أي شيء وهو كان في عقله وفي ذهنه أن يبني دولة تقوم على القانون والنظام ، كان يسميها مركزية بحيث أنه تشمل كل المناطق التي تحت مسئولية القبائل والمشائخ التي تحكمها السعودية ، يعني كانت مناطق الجوف ومناطق صعدة ، ومناطق عمران ، والتي تجري فيها العملة السعودية قبل الريال اليمني ، الدولة اليمنية غائبة والسوق السعودية هي المتواجدة في مثل هذه المحافظات القريبة من الحدود وحتى قريب من صنعاء .
….
رئيس اللجنة المركزية للحرب الاشتراكي يحي منصور أبو أصبع يواصل سرد شهادته للتاريخ في حلقات تالية من برنامج ساعة للتاريخ والذي يقدمه الزميل عبد الرحمن الأهنومي على شاشة المسيرة التاسعة والنصف من مساء كل جمعة ، وفيها يستعرض نشأة الاخوان المسلمين والدور السعودي ، وخفايا تصفية الرئيس احمد الغشمي وكواليس محطات مفصلية شهدها اليمن .