أحكام صلاة العيد وزكاة الفطرة
بقلم// فاضل الشرقي
#صلاة العيد وحكمها:
اﻟﻌﻴﺪ في اللغة ﻣﺄﺧﻮﺫ ﻣﻦ ﻋﻮﺩ اﻟﻤﺴﺮّﺓ ﻟﻌﻮﺩﻩ وتجدّده ﻣﺮّﺓً ﺑﻌﺪ ﻣﺮّﺓ كلّ سنة في العمر، وقد جعل الله العيدين للمسلمين – الفطر والأضحى – نعمةً وفرحًا وسرورًا على تمام نعمتين وفرضين وركنين كبيرين في الإسلام هما فريضة الصوم وفريضة الحج.
وصلاة العيد – ﻋﻨﺪﻧﺎ – فرض عينٍ ﻋﻠﻰ اﻟﺮﺟﺎﻝ ﻭاﻟﻨﺴﺎء، ﻭﻭﻗﺘﻬﺎ ﻣﻦ اﻧﺒﺴﺎﻁ اﻟﺸﻤﺲﻋﻠﻰ اﻷﺭﺽ اﻟﻤﺴﺘﻮﻳﺔ ﻭاﻟﺠﺒﺎﻝ اﻟﻌﺎﻟﻴﺔ قدر رمحين ﺇﻟﻰ اﻟﺰﻭاﻝ – ﺃﻱ ﺇﻟﻰ ﺩﺧﻮﻝ اﻟﻮﻗﺖ اﻟﻤﻜﺮﻭﻩ – ﺳﻮاءً ﻛﺎﻥ ﻳﻮﻡ اﻹﻓﻄﺎﺭ ﺃﻭ ﻳﻮﻡ اﻷﺿﺤﻰ، ويصحّ قضاؤها لمن فاتته لظرفٍ قاهر صباح اليوم الثاني، ﻭﺻﻔﺘﻬﺎ ﻓﻴﻬﻢ ﻭاﺣﺪﺓ ﻻ ﺗﺨﺘﻠﻒ، ﻭﻫﻲ: ﺭﻛﻌﺘﺎﻥ ﺑﻐﻴﺮ ﺃﺫاﻥ ﻭﻻ ﺇﻗﺎﻣﺔ، ﺑﻞ ﺑﺄﺭﺑﻊ ﺳﺠﺪاﺕ ﻭﺗﺸﻬﺪ ﻭﺗﺴﻠﻴﻢ ﻛﻤﺎ ﻓﻲ ﻏﻴﺮﻫﻤﺎ، وﺗﻜﻮﻥ اﻟﻘﺮاءﺓ ﻓﻴﻬﻤﺎ ﺟﻬﺮًا ﻭﻟﻮ ﻓﺮاﺩﻯ، ﻭﻳﻜﺒﺮ اﻟﻤﺼﻠﻲ- ﻋﻨﺪﻧﺎ- ﺑﻌﺪ ﻗﺮاءﺓ اﻟﺮﻛﻌﺔ اﻷﻭﻟﻰ ﺳﺒﻊ ﺗﻜﺒﻴﺮاﺕ ويركع بالثامنة ﻓﺮﺿًﺎ ﻻﺯﻣًﺎ ﺗﻔﺴﺪ الصلاة ﺑﺘﺮكها ﺃﻭ ترﻙ ﺑﻌﻀﻬﺎ، ﻷﻧﻬﺎ ﺷﺮﻁ ﻓﻲ ﺻﺤﺔ اﻟﺼﻼة، ﻭﻻ ﻓﺮﻕ ﺑﻴﻦ ﺃﻥ ﻳﺘﺮﻛﻬﺎ ﻋﺎﻣﺪًا ﺃﻭ ﻧﺎﺳﻴًﺎ ﻓﺘﻔﺴﺪ ﺑﺎﻟﺨﺮﻭﺝ ﻣﻦ اﻟﺼﻼﺓ، ﻭﻳﻔﺼﻞ بين ﻛﻞ ﺗﻜﺒﻴﺮﺗﻴﻦ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ اﻟﺴﺒﻊ ﺑﺄﻥ ﻳﻘﻮﻝ ﻧﺪﺑًﺎ ﻻ ﻭﺟﻮﺑًﺎ: ( اﻟﻠﻪ ﺃﻛﺒﺮ ﻛﺒﻴﺮا، ﻭاﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﻛﺜﻴﺮا، ﻭﺳﺒﺤﺎﻥ اﻟﻠﻪ ﺑﻜﺮﺓ ﻭﺃﺻﻴﻼ).
فإﺫا ﻓﺮﻍ المصلي في الركعة الأولى ﻣﻦ اﻟﺘﻜﺒﻴﺮاﺕ اﻟﺴﺒﻊ ﻗﺎﻝ: اﻟﻠﻪ ﺃﻛﺒﺮ ﻛﺒﻴﺮا ﺇﻟﻰ ﺁﺧﺮﻩ كما سبق، ﺛﻢ ﻳﺮﻛﻊ بالتكبيرة الثامنة، ﻭﻫﻲ ﺗﻜﺒﻴﺮﺓ اﻟﻨﻘﻞ، ﻭﻓﻲ اﻟﺮﻛﻌﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ يكبر المصلي ﺧﻤﺲ ﺗﻜﺒﻴﺮاﺕ ويركع بالسادسة يفصل بين كلّ تكبيرتين بما سبق ذكره من التكبير في الركعة الأولى، ﻭﻳﺮﻛﻊ بالتكبيرة السادسة، ﻭﻫﻲ ﺗﻜﺒﻴﺮﺓ اﻟﻨﻘﻞ كما تقدم، وبعد الصلاة خطبتين قصيرتين هي خطبتي العيد يتخللهما التكبير، ويكبر الخطيب في أول الخطبة الأولى تسع تكبيرات متتابعات (الله أكبر الله أكبر الله أكبر….الخ، وفي آخرها سبعًا متتابعات، وفي آخر الخطبة الثانية سبع تكبيرات متتابعات، ويُذكّر الخطيبُ المسلمين فيهما بما يجب عليهم في يومهم هذا، وبزكاة الفطرة ووجوبها ومقدارها ووقتها وأحكامها ولمن وكيف، ويُذكّرهم بأهمية هذا اليوم وما ينبغي على المسلمين فيه من الذكر والشكر والتحميد والتكبير لله عزّ وجل، والجهاد والإنفاق في سبيل الله والدعاء والمدد والزيارات لإخوانهم المجاهدين المرابطين، وما يجب أن يتحلى به المسلمون من الآداب ومكارم الأخلاق والإحسان والتزاور وصلة الأرحام وزيارات الأموات والشهداء، وجدير وحري بالمسلم البقاء لسماع الخطبتين والإنصات لهما.
#زكاة الفطر وحكمها:
زكاة الفطر المبارك المعروفة بإسم «الفطرة»، فرضها وشرعها الله طُهْرة للصائم من اللغو والرفث، وطُعْمة للمساكين والفقراء، وشكرًا لله على توفيقه، ونعمته، وهدايته لتمام صيام شهر رمضان المبارك، وهي زكاة عن البدن، يجب إخراجها عن الكبير والصغير والذكر والأنثى والحرّ والعبد، ويجب إخراجها على كل مسلم غربت عليه شمس ليلة العيد وهو يملك قوت عشرة أيام، ويجب عليه إخراجها عن نفسه وعمّن تلزمه نفقته من زوجته ووالديه وأولاده، وهي عينًا صاعٌ من ثمر البلد من برّ، أو شعير، أو حنطة، أو رز …..الخ، أو ما يقابل ثمنها نقدًا حسب المصلحة، ويخرج زكاة الفطر في البلد الذي وافاه تمام الشهر وهو فيه، وتدفع زكاة الفطر إلى من يجوز دفع زكاة المال إليه، وهم الفقراء والمساكين، فيدفعها إلى المستحق ويتحرّى في ذلك، أو لهيئة الزكاة.
وأفضل وقت إخراجها يبدأ بغروب الشمس ليلة العيد آخر يوم شهر رمضان، والأفضل ما بين صلاة الفجر وصلاة العيد، ويجوز إخراجها قبل العيد، وإن أخّرها عن صلاة العيد أثم وأجزأته صدقة، للأثر المروي عن رسول الله صلوات الله عليه وآله القائل: ((من أدّاها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة، ومن أخرجها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات)) وتدفع للفقراء والمساكين لإغنائهم وإدخال الفرحة والسرور على قلوبهم، ولقضاء حوائجهم وأولادهم وأسرهم للأثر المروي عن رسول الله صلوات الله عليه وآله القائل: ((أغنوهم في يومهم هذا)) وإن فاته يوم العيد أو قبله إخراجها فإنه يجب عليه أن يقضيها ولا تسقط عنه، ويجوز للفقير إذا قبض صدقة الفطر أن يخرجها عن نفسه، ويصرفها في نفسه وأهله وولده.