في ظل دفئ العلاقات بين الرياض وتل أبيب.. السعودية تطلب تدخلاً عسكرياً إسرائيلياً
كشفت مصادر مطلعة عن طلب السعودية من تل أبيب تدخلاً عسكرياً إسرائيلياً مباشراً في الجنوب السوري حال البدء بالغزو البري للضغط على القيادة السورية.
وجاء هذا الطلب ضمن تفاصيل الزيارة السرية التي قام بها وزير الخارجية السعودي عادل الجبير إلى “إسرائيل” برفقة رئيس جهاز الاستخبارات خالد الحميدان الأسبوع الماضي.
إلى ذلك، اعتبر معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى أنّ انتقال العلاقات السعوديّة-الإسرائيليّة إلى العلن كان المفاجأة الكُبرى في صيف العام 2015، بعد اللقاء الـ”تاريخي” في العاصمة الأمريكيّة، واشنطن، بين المدير العام لوزارة الخارجيّة الإسرائيليّة، د. دوري غولد، والجنرال السعوديّ المُتقاعد والمُقرّب جدًا من العائلة المالكة، أنور عشقي، ومن نوافل القول والفصل أيضًا أنّ اللقاء المذكور ما كان ليتّم بدون ضوءٍ أخضرٍ من أعلى المُستويات في الرياض.
واعتبر مراقبون، وفقا لتقرير نشرته صحيفة “راي اليوم” الكشف المُتعمّد للقناة العاشرة في التلفزيون الإسرائيليّ، الأحد، عن زيارة وفد رسميّ إسرائيليّ رفيع المُستوى للرياض قبل عدّة أسابيع، بمثابة تحصيل حاصل، بعد أنْ تماهت المصالح الإستراتيجيّة بين اسرائيل والمملكة السعوديّة في قضية اعتبار التوسّع الإيرانيّ في منطقة الشرق الأوسط، تهديدًا جديًّا لمصالحهما.
ويقول التقرير “علاوة على ذلك، يأتي هذا الإعلان على وقع التطورات الأخيرة على الساحتين السورية والإقليمية، حيث بات واضحًا أنّ مصالح الجانبين أصبحت مشتركة، كما بات أعداؤهما مشتركين. وعندما تتعمّد تل أبيب الإعلان عن مثل هذه الزيارات، فهي تهدف إلى تطويع الرأي العام لدى شركائها من الدول العربيّة السُنيّة المعتدلة، والتمهيد لنقل العلاقات القائمة سرًا إلى المرحلة العلنية المطلوبة إسرائيليًا، كما طالب أخيراً، رئيس الوزراء الإسرائيليّ بنيامين نتنياهو”.
ويضيف” كما أنّ الرقابة العسكريّة الإسرائيليّة، ومن يقف وراءها من قيادة سياسية في تل أبيب، أدركت أنّ الخروج بالعلاقات مع السعودية إلى العلن أصبح هدفًا مُلحًا يجب تحقيقه سريعًا في ظلّ التطورات الأخيرة في المنطقة، الأمر الذي يمكن تل أبيب من الانتقال إلى مرحلة متقدمة مع السعوديين تحديدًا، لجهة التنسيق والتحالف، لما تُسّميه المصادر في تل أبيب: مواجهة الأخطار المشتركة”.
ويُعتبر هذا الانتقال، بالتبعية، انتصارًا لمنطق اليمين الإسرائيليّ الذي يقوده نتنياهو، تجاه القضية الفلسطينية. إذْ يقوم الأخير بالترويج للنظرية القائلة إنّ رفع مستوى العلاقات مع السعودية، وغيرها من دول الاعتدال العربيّ، بحسب المُعجم الصهيونيّ، هو المدخل لحل القضية الفلسطينية وبلا أثمان، بدل أنْ يكون حل القضية الفلسطينية هو المدخل للتطبيع، الأمر الذي يمكّن إسرائيل من فرض تسوية على السلطة الفلسطينية من دون تنازلات إسرائيلية. بالإضافة إلى ما ذُكر أنفًا، لفت التلفزيون الإسرائيليّ، نقلاً عن مصادره السياسيّة الرفيعة، إلى أنّه لن تستطيع الحديث عن تفاصيل الزيارة وأهدافها، لأنّ الرقابة العسكرية الإسرائيلية لا تسمح بنشرها.
لكنّها في الوقت عينه، أكّدت في تقريرها الحصريّ، على أنّ الزيارة تمّت قبل أسابيع معدودة فقط، وما يمكن قوله هنا، إنّ المملكة السعودية بقيادة الملك سلمان والأمراء الجدد من حوله لا يخجلون من العلاقة مع إسرائيل، ولا يبدون اهتمامًا بالقضية الفلسطينية التي يضعونها أسفل سلّم اهتمامهم، كما قالت المصادر السياسيّة في تل أبيب، التي تابعت، وفق التلفزيون، أنّ السعوديين يؤكّدون للإسرائيليين، في لقاءاتهم، على أنّهم غير مهتمين بما يفعله الإسرائيليون مع الفلسطينيين، بل يريدون اسرائيل إلى جانبهم بكلّ ما يتعلّق بإيران بعدما تركت الولايات المتحدة المنطقة.
وأشار التلفزيون الإسرائيليّ أيضًا إلى أنّ اللقاء الأخير، قبل أسابيع، لم يكن استثنائيًا، بل هناك دفء كبير في العلاقات بين إسرائيل والسعودية، وهناك لقاءات كثيرة جرت بالفعل، لكن لا يمكن الحديث عنها، على حدّ تعبيره، مُوضحًا في الوقت عينه، نقلاً عن المصادر عينها، أنّ هذه اللقاءات تشير إلى مستوى الدفء في العلاقات الرائعة جدًا، القائمة مع السعودية، وأيضًا مع باقي دول الخليج.
في ذات السياق، كشفت صحيفة “فاينانشل تايمز” الأمريكية الأسبوع الماضي، أن السعودية بصدد تنفيذ خطة عسكرية تفضي إلى عملية برية انطلاقاً من الجنوب السوري بالتعاون مع تركيا.
وأُلحقت هذه الخطة بتقرير استخباراتي فرنسي كشف عنه الصحفي الفرنسي “توماس كانتالوب” في موقع “ميديا بارت”، مفاده أنه في حال ترجمت تركيا والسعودية تهديداتهما بالتدخّل العسكري في سوريا، فإن دمشق وحلفاءها جهزوا مفاجآت عسكرية “من العيار الثقيل”، ستُحدث زلزالاً في أنقرة والرياض، كما في تل أبيب.
وكانت السعودية والإمارات وقطر قد طلبت من رعاياها مغادرة الأراضي اللبنانية، في مؤشر لمخطط عسكري ينوي آل سعود تفجيره في المنطقة.
*متابعات