الخبر وما وراء الخبر

يوم القدس العالمي لتحيا القضية الفلسطينية

15

بقلم// عدنان علي الكبسي

في واقع الأمة الإسلامية بدأت تموت القضية الفلسطينية، ولم يتبقى حتى أدنى شعور بالمسؤولية تجاه القضية الفلسطينية عند معظم أبناء الأمة الإسلامية.

قضية القدس وكأنها قضية فلسطينية داخلية لا علاقة للشعوب الإسلامية بها، وكأن المقدسات الإسلامية في فلسطين لا تعني المسلمين، وكأن أرض فلسطين لا تعني قومية العرب، وكأن الأمة ليس لها عدو يتآمر عليها ويستهدفها.

الشعوب الإسلامية بدأت تتروض على القبول بإسرائيل كصديق له حق الصداقة، ودولة لها وطن، وحكومة لديها شعب، وكيان تاريخي أصيل لا يجوز مواجهته وقتاله، التحريض ضد اليهود انحراف، ومواجهة الصهاينة انقلاب، وقتال جنود الإحتلال الإسرائيلي إرهاب.

تتكرر تدنيس المقدسات الإسلامية، واعتداءات قطعان الصهاينة على المسجد الأقصى متواصلة، ويستمر قتل الفلسطينيين المسلمين العرب ولا يحق لأحد أن يرفع صوته على المحتل الصهيونى، الشعوب تصمت والحكومات تطبع مع الصهاينة وعلماء السوء يجيزون التطبيع، ويحرمون الجهاد ضد العدو الصهيوني.

فخروج الشعوب في مسيرات جماهيرية كبيرة في يوم القدس العالمي، في آخر جمعة من شهر رمضان المبارك من أجل إحياء القضية الفلسطينية في أوساط الشعوب، يوم القدس العالمي لتحيا القضية الفلسطينية في مشاعر المسلمين وفي قلوب العرب.

يوم القدس العالمي لمواجهة التغييب المتعمد للقضية الفلسطينية، لمواجهة حالة الترويض على القبول بإسرائيل كصديق، لمواجهة التطبيع مع الكيان الصهيوني، لمواجهة تجويز علماء السوء للتطبيع مع اليهود.

يوم القدس العالمي لتبقى القضية المركزية للأمة القضية الفلسطينية، ولتبقى الشعوب متطلعة إلى تحرير فلسطين من احتلال اليهود، ولتستشعر الأمة مسؤوليتها في تحرير القدس.

يوم القدس العالمي لاتجاه بوصلة العداء نحو العدو الحقيقي وهم اليهود، لتتوحد الشعوب من منطلق الشعور بالمسؤولية، وتتبرأ المجتمعات الإسلامية من أعداءها وعملاء أعداءها.

الخروج في مسيرات يوم القدس العالمي في آخر جمعة من رمضان مسؤولية دينية على كل مسلم، ومسؤولية قومية على كل عربي، ومسؤولية إنسانية على كل إنسان، وعمل صالح يرضي الله ويغيظ أعداء الله ((ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ لَا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلَا نَصَبٌ وَلَا مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللهِ وَلَا يَطَئُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلَا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلًا إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ إِنَّ اللهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْـمُحْسِنِينَ))، ومن لم يخرج في هذه المسيرات فهو في عمل سيء يغضب الله ويرضي أعداء الله.