الخبر وما وراء الخبر

صدور ديوانيّ البردوني “رحلة ابن شاب قرناها” و”العشق في مرافئ القمر”

537

بعد اختفاء دام لأكثر من عشرين سنة، صدر عن الهيئة العامة للكتاب صنعاء مؤخراً، ديوانا الشاعر اليمني الكبير الراحل عبدالله البردوني، ” رحلة ابن شاب قرناها” و”العشق في مرافئ القمر” .

وضم الديوانان، اللذان صدرا في كتاب واحد في 223 صفحة من القطع المتوسط، تسع عشرة قصيدة؛ فضم ديوان “رحلة ابن شاب قرناها” 12 قصيدة؛ فيما شمل ديوان “العشق في مرافئ القمر” سبع قصائد.

وتعثر طباعة الديوانين منذ وفاة الشاعر الكبير، عبدالله البردوني (1929-1999) لأسباب مختلفة أهمها خلافات ورثة البردوني، حتى تسنت الظروف واستطاعت الهيئة العامة للكتاب إخراج الديوانين إلى النور.

وأوضح رئيس الهيئة، عبدالرحمن مُراد، في استهلال الديوانين أسباب تأخر طباعة الديوانين لأكثر من عقدين.

وقال:” إن كاتب البردوني محمد الشاطبي احتفظ بالديوانين بحوزته بعد أن شاب خلاف بين ورثة البردوني وظلا حبيسي الخلاف لعقدين ونيف من الزمن رغم المحاولات الكثيرة والمتواترة لإخراجهما للنور”.

وأضاف:” عندما تقلدتُ مهام رئاسة الهيئة وضعتُ ذلك في جدول أعمالي، وقد تكللت تلك الجهود بالنجاح في فبراير 2022م”.

ونوه مراد بدعم عضو المجلس السياسي الأعلى، محمد علي الحوثي، “الذي دعم ورعى وساند الخطوات لإنجاز طباعة الديوانين”.. مشيرا إلى ما بذلته الهيئة من جهود في سبيل إخراج الديوانين إلى النور.

وقال:” حرصا من الهيئة على توثيق ما تم استلامه من ورثة محمد الشاطبي فقد تم تشكيل لجنة لاستلام العملين بحضور ورثة البردوني”.

وأشار إلى أعمال اللجنة في التحري والضبط والتدقيق للنصوص ومطابقة المخطوط مع المطبوع.

فيما استعرض الشاعر، محمد القعود، أهم ملامح التجربة الشعرية للبردوني وسمات خصوصيتها.

وقال، في مقدمة الديوانين، “إن هذين العملين يضيفان بواقعية مدهشة إلى منجز البردوني الشعري ومسيرته الإبداعية المتجددة والمختلفة إضافة نوعية ومائزة تسجل في رصيده العظيم وفي مسارات ومراحل تجربته الشعرية الثرية والخصبة والباذخة والمتفردة بملامحها ونسيجها ونبضها ورؤاها وحداثتها وتجددها وأصالتها”.

ونقتطف من أجواء ديوان “رحلة ابن شاب قرناها” وتحديداً من قصيدة “مسروقة القلبين”:

من أين أفضي فتقولُ الجروحْ

أسكتُ فعند الصمتِ ما لا تبوحْ

لا استأنس الصمتُ إلى صَمتهِ

لا أقدرَ التصويتُ عجزَ الطموحْ

قولي فأصغي، أو تصيخين لي

فيعبقُ الوردُ مكانَ القروحْ

تهارجُ القلبين يُشفي الضَّنى

ويمنحُ النجوى كياناً ورُوحْ

كما نقتطف من ديوان ” العشق في مرافئ القمر” وتحديداً من قصيدة ” الوطن النافر من ذاتيته”:

إليك آتي منكَ يا موطني

لا القُربُ أدناني..ولا أدَّني

مِنْ دَاخِلي أجترُني دَاعيا

يَا أمُّ أخبارِ العَنَا عَنْعِني

إليكَ صادقتُ الحصى والكلا

أضحت بُنيَّاتي وأغلَى بَنِي