الخبر وما وراء الخبر

منشورات الهزيمة

109

بقلم / عبدالمجيد التركي


 

آل سعود يلقون منشورات في شوارع صنعاء.. تحوي هذه المنشورات تضامناً سعودياً مع اليمن ضد الفرس، وتفيد أنهم أتوا لأجل حمايتنا، وأننا إخوة، وسنتكاتف معاً لدحر المجوس والرافضة والفرس!!
عن أيِّ فرس يتحدثون، وعن أيِّ رافضة.. ولا أدري لماذا يسمون الشيعة مجوساً، رغم أن المجوسية ديانة لا علاقة لها بالإسلام.. والمشكلة أنهم مقتنعون بهذه التفاهات التي يكتبونها في منشوراتهم التي تدل على ضحالة تفكيرهم، وتدل أكثر على هزيمتهم، فصاحب المشروع الحقيقي ليس بحاجة إلى إلقاء منشورات تافهة، لكن القاتل والمهزوم والمعتدي هو من يفعل ذلك فقط. أما أن يقولوا في هذه المنشورات إننا إخوة فهذا ما لا يقبله أي يمني حر..
نحن إخوة مع الشعب السعودي الحر الرافض لحكم أسرة آل سعود، والرافض للعدوان على اليمن.. لكننا لسنا إخوة مع آل سعود، ولن نكون، ولن ننسى ما فعلوه باليمن.
احترمناهم كثيراً، من قبل، رغم معرفتنا بتآمرهم ضدنا منذ عشرات السنين، والتزمنا بحق الجوار، ولم يصدر منا أيُّ انتهاك أو فعل يجعلهم يصبُّون كل أحقادهم المتراكمة، منذ ثمانين عاماً، على اليمن، أرضا وإنساناً وحضارة.
نفس القبح السعودي يتكرر في لبنان، فبعد أن نكثت السعودية بالتزاماتها تجاه لبنان قامت، أمس الأول، بحملة لجمع مليون توقيع تضامناً مع السعودية وإظهاراً للولاء لها، وهي بهذه الحملة القبيحة تحاول شق الصف اللبناني أكثر، وتهيئ لحرب أهلية في لبنان، لكنها لن تنجح، لأن ثقافة اللبنانيين تفوق عقول آل سعود بملايين السنين الضوئية، ولأن لبنان واحدة من نوافذ الثقافة العربية، في حين كان آل سعود حينها لا يعرفون أبجد هوز.
حملة المليون التوقيع ليست سوى هزيمة من هزائم آل سعود التي لا تنتهي.
Magid711761445@gmail.com