على قارعة السنين سأنتظرك..2
📩 الرِّسالة الثَّانية…2
إلى أبي الباقر 《جمال تاج الدين عباد سفيان》
بلسان والدته الراجية عودته في القريب
تكتبها/ رويدا البعداني.
الشوقُ موجع يا جمال، والسنون التي خلت منك لم أعشها؛ لطالما منَّيتُ النفس باللقاء وذلك مع اقتراب موسم العائدين الذين نفتهم الحرب إلى المجهول؛ عادَ الكثير منهم؛ وأنت لم تَعُد؛ لكنك بعيني وقلبي وروحي تعود كل يوم؛ لم تبرح مكانك ياولدي، تجتاحني نوبات من القلق عليك، يتماهى اشتياقي لك وخوفي عليك وشعورٌ خفي يسري بأعماقي يهمس لروحي ويطمئنها بأن اللقاء قريب، وأنني سأكحل عيني بمرآك.
نفحات رمضان تعبق في أرجاء الريف عدا أركان روحي، وفي ختام رمضان يُطلُّ العيد؛ تُرى متى يكون عيدي؟! طفلكَ امتدادٌ لك ياصغيري وكأنه نسخة منك صورةً قلبًا وقالبًا؛ يسألني عنكَ بتلهفٍ وكأنما شوقي لك تسرَّبَ لهذا الصغير، نظراته حين يسأل عنك أعجز عن ترجمتها لك، فمن خلال صورك المعلقة في الجدران؛ والموسومة في قلوبنا أبدًا تعلّق بك كذلك. وفاطمتك التي فُطمت من رؤيتك لسنينٍ تتأملك من وراء حجاب مكبل بالصمت؛ موسوم بالفقد والحرمان.
حينما أتحدث إليك عبر المدى أشعر بتحسن يطرأ على صحتي ويخفف البؤس عن جسدي الذي هدَّهُ مرض السكري، أطمئنُ وأسلو سرًا دون علم أحد وأتمتم بيني وبين نفسي بعبارات لايفهمها أحد عدا من أصيب بجوى الحب، واصطلى بلظى البعد والهجران.
هو اليوم الأول من شهر رمضان المبارك”أتى بسعادة عرجاء” اليوم الذي يوشح مائدة الإفطار بالأمل برجاء عودتك؛ اليوم الذي سينوء بثقل التساؤلات المبرحة التي لا جواب لها إلا في أنس وجودك؛ اليوم الذي تعبق فيه رائحة المكان والزمان والأشياء من حولنا.
غاية أملي أنك بخير رُبما هذا أجمل ماقد يحدث في بلاد الموت كل يوم؛ والتي كانت توسم ببلاد السعادة ذات يوم.