الخبر وما وراء الخبر

لا سلام إلا برفع الحصار … وإلا فالمزيد من الضربات النوعية

12

عبثا تحاول قوى العدوان الالتفاف على حقوق الشعب اليمني، وبأساليب كثيرة وطرق متنوعة، طمعا منها في تحقيق ما عجزت عنه عسكريا بأساليب سياسية، مستغلة انحياز الأمم المتحدة والمجتمع الدولي.

مؤخرا عمدت قوى العدوان إلى تشديد الحصار بشكل غير مسبوق، بداية باحتجاز السفن النفطية ومنعها من الوصول إلى ميناء الحديدة وكذلك منع القاطرات المحملة بالمشتقات النفطية والتي تأتي من عدن المحتلة من الوصول إلى المناطق الحرة لتوسيع الأزمة أكبر قدر ممكن، مع فرض اجراءات على مادة الغاز المنزلي، عبر احتجاز السفن وتقليص الكميات المحددة للمناطق الحرة وفرض جرعات سعرية ضاعفت من معاناة المواطن.. بالإضافة إلى اتخاذ العديد من الخطوات التي تستهدف قوت المواطن حتى وصل الوضع الاقتصادي إلى حد لا يطاق خاصة وأن شريحة واسعة من المواطنين يعيشون تحت خط الفقر.

خطوات سياسية عدة اتخذها المجلس السياسي الأعلى للوصول إلى حل للوضع الانساني كاستحقاق لا مجال فيه للمساومة عليه في الأروقة السياسية، ولكن دون الوصول إلى حلول مرضية، فقوى العدوان ترفض بشكل قاطع ادخال السفن النفطية وفتح مطار صنعاء الدولي، فكان لا بد من التوجه إلى الحلول العسكرية لفك الحصار والانتصار لملايين اليمنيين الذين يتضورون جوعا وتفتك بهم الأمراض والأوبئة كنتيجة طبيعية للحصار الذي يمنع دخول حتى المستلزمات الطبية.

القوات المسلحة تتسلم الملف الاقتصادي

بعد فشل الجهود السياسية في رفع الحصار ، فتم تسليم الملف وزارة الدفاع والتي بدورها نفذت ثلاث عمليات عسكرية نوعية ، وفي الـ11 من فبراير الماضي نفذت القوات المسلحة أولى عمليات الرد على الحصار ، معلنة عن عملية ” كسر الحصار الأولى” ونفذت بتسع طائرات مسيرة استهدفت مِصفاةِ أرامكو في عاصمةِ العدوِّ السعوديٍ الرياضِ بثلاثِ طائراتٍ مسيرةٍ نوع صماد٣ ، ومنشآتِ أرامكو في منطقتي جيزان وأبها ومواقعَ حساسةٍ أخرى بستِ طائراتٍ مسيرةٍ نوع صماد1.

إثر الضربة النوعية حذرت القوات المسلحة قوى العدوان بأنها لن تترددَ في الردِ المشروعِ على الحصارِ الظالمِ وأنها في حالةِ تأهبٍ قصوى لتنفيذِ عملياتٍ عسكريةٍ وأنها قادرةٌ بعونِ اللهِ تعالى على تحملِ مسؤولياتِها تجاه الشعبِ والبلدِ في هذه المرحلةِ المهمةِ حتى وقفِ العدوانِ ورفعِ الحصارِ .

لم تعي قوى العدوان الدرس جيدا، فكان لزاما من تنفيذ المزيد من الضربات، ولم تتواني القوات المسلحة في تأدية واجبها الوطني تجاه الشعب اليمني، فنفذت في الـ20 من مارس الجاري عملية ” كسر الحصار الثانية” وتم تنفيذها على ثلاث مراحل، المرحلةُ الأولى منها شملت قصفَ عددٍ من منشآتِ العدوِّ السعوديِّ الحيويةِ والحساسةِ التابعة لشركة أرامكو في عاصمةِ العدوِّ السعوديِّ الرياض ومنطقةِ ينبعَ ومناطقَ أخرى بدفعاتٍ من الصواريخِ المجنحةِ والبالستيةِ والطائراتِ المسيرة.

فورَ نجاحِ المرحلةِ الأولى نفذتِ القواتُ المسلحةُ المرحلةَ الثانيةَ من كسرِ الحصارِ وذلك بقصفِ عددٍ من الأهدافِ الحيويةِ والهامةِ في مناطقَ أبها وخميسِ مشيط وجيزانَ وسامطةَ وظهرانَ الجنوبِ بدفعةٍ من الصواريخِ البالستيةِ والمجنحةِ والطائراتِ المسيرة.

وبعد ساعات فقط، نفذت القوات المسلحة المرحلة الثالثة من عملية كسر الحصار الثانية والتي استهدفت شركة أرامكو في جدة وأهدافا حيوية في جيزان بدفعة من الصواريخ البالستية والمجنحة طراز قدس2 .

القواتِ المسلحةَ اليمنيةَ أكدت أنها قادمةٌ على تنفيذِ عملياتٍ عسكريةٍ نوعيةٍ لكسرِ الحصارِ الظالمِ ستشملُ أهدافاً حساسةً لم تكن في حسبانِ العدوِّ المجرم.. كما أكدت امتلاكَها إحداثياتٍ متكاملةٍ ضمنَ بنكِ أهدافٍ خاصٍ يضمُّ عدداً كبيراً من الأهدافِ الحيويةِ قد تُستهدف في أي لحظة.. محذرة العدوَّ المجرمَ من تبعاتِ استمرارِ الحصارِ الغاشمِ على منشآتهِ ومشاريعهِ الاقتصاديةِ.

تحذيرات القيادة الثورية والسياسية

ترافق مع الضربات النوعية، تحذيرات من قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي ورئيس المجلس السياسي الأعلى، لقوى العدوان من مغبة الاستمرار في حصار الشعب اليمني، فقائد الثورة حذر خلال لقائه بمشائخ من مديرية الزاهر بالبيضاء، تحالف العدوان بأننا لن نقف مكتوفي الأيدي إزاء استمرار الحصار” .. لافتا إلى أنه و منذ بداية العدوان وإلى اليوم يتعمد العدو ارتكاب الجرائم ومضايقة الشعب اليمني بالحصار..

رئيس المجلس السياسي الأعلى ، أيضا وجه رسالة قوية خلال ترؤسه اجتماعا لحكومة الإنقاذ الوطني حيث قال الرئيس” أعد شعبنا اليمني العزيز أننا لن نقف مكتوفي الأيدي تجاه هذا الحصار، وأن الرد آت لا محالة، بالاستعانة بالله، والثقة بنصره، على كل من يمارس الحصار والقتل الجماعي على أبناء شعبنا سواءً من الداخل أو من الخارج”.. وأكد أن على العالم الأصم الأبكم أن يسمع صوت الشعب اليمني قبل أن يسمع زئيره.. وقال” سنُسمعكم زئير هذا الشعب إن صميتم آذانكم عن سماع صوته وصرخاته”.

وأضاف” كل من يحاصرون شعبنا، يعرفون أنفسهم في الداخل من الخونة المنافقين والخارج من المتآمرين، وسننتزع حق هذا الشعب من بين مخالبكم وأنتم كارهون”.

كسر الحصار الثالثة

أمام تعنت قوى العدوان واستمرارها في حصار الشعب اليمني، نفذت القوات المسلحة ما وعدت به الشعب اليمني بأن لديها العديد من الخيارات الكفيلة برفع الحصار وتأديب العدوان في أهم مصادر اقتصاده التي يعتمد عليها في استمرار عدوانه على الشعب اليمني.

القوات المسلحة وفي عشية الذكرى السابعة للعدوان، نفذت أحد أهم عملياتها العسكرية منذ بدء العدوان، أسميت العملية ” كسر الحصار الثالثة” ونفذت بدفعات من الصواريخ الباليستية والمجنحة وسلاح الجو المسير.

واستهدفت العملية منشآت أرامكو في جدة ومنشآت حيوية في عاصمة العدو السعودي الرياض بدفعة من الصواريخ المجنحة، كما استهدفت مصفاة رأس التنورة ومصفاة رابغ النفطية بأعدادٍ كبيرةٍ من الطائرات المسيرة ، بالإضافة لاستهداف أرامكو جيزان ونجران بأعدادٍ كبيرةٍ من الطائرات المسيرة واستهداف أهدافٍ حيويةٍ وهامةٍ في مناطق جيزان وظهران الجنوب وأبها وخميس مشيط بإعدادٍ كبيرةٍ من الصواريخ الباليستية.

لم تستطع المملكة السعودية التكتم على حجم الأضرار ، فقد خرجت نتائجُ وتداعياتُ عملية “كسر الحصار الثالثة” عن سيطرة النظام السعوديّ، على مرأى ومسمع العالم كله، مع استمرار وتوسع حرائق منشآت أرامكو المستهدفة، وبلوغ الخسائر مستوى غير مسبوق، في مشهد أعاد التذكير بالهجوم التاريخي على مصافي “بقيق” و”خريص” الذي هز المملكة والعالم، غير أن صدى الصفعة الأخيرة بدا أوسعَ؛ نظرًا إلى توقيت العملية الذي مثل دلالة على انقلاب موازين المواجهة التي بدأت قبل سبعة أعوام كاملة بشكل جذري، وفتح الباب على مصراعيه لمرحلة جديدة مرعبة كانت القيادة اليمنية تحدّد ملامحها في الوقت الذي يواجه فيه السعوديّون عجزهم عن إطفاء الحريق الذي تسببوا به بتعنتهم وإجرامهم.

مبادرة الرئيس المشاط

قبل الحديث عن المبادرة التي أعلنها الرئيس المشاط، نشير إلى أن المملكة السعودية حاولت استعطاف المجتمع الدولي بتقديم دعوة لمن أسمتهم ” أطراف النزاع في اليمن” لمشاورات في الرياض، إلى أن رد صنعاء على الدعوة كان قويا، حيث أكدت أنه من غير المنطقي أن تكون المملكة السعودية والتي هي على رأس العدوان، بلدا للحوار والتشاور فهي طرف في العدوان، فاشترطت صنعاء أن يكون الحوار في بلد محايد وغير مشارك في العدوان.

المجلس السياسي وفي إطار الرد على الدعوة السعودية أكد أن دعوات الرياض المزعومة لإحلال السلام غير صادقة، وهي كالمعتاد مقدمة لتصعيد عسكري واسع تجهّز له في الميدان في إطار مخططات خبيثة لتدمير اليمن، وإلحاق المزيد من الضرر بأبناء الشعب اليمني ومكتسباته، ومنجزاته الوطنية.

وأوضح المجلس السياسي الأعلى أنه عندما يكون هناك توجّه صادق لإحلال السلام فإن الجمهورية اليمنية ستكون هي المبادرة لإنجاح عملية السلام.. مؤكدا أن المدخل لكل ذلك هو الجانب الإنساني، وما تقدمت به صنعاء من خطوات تؤسس للسلام، وليس الاستسلام.

من جهتها، روجت المملكة السعودية لتلك المشاورات وألقت باللائمة على صنعاء بأنها من تعرقل السلام بغية إحراج صنعاء أمام المجتمع الدولي ، غير أن الرد كان صاعقا وفي وقت قاتل، فقد قدم رئيس المجلس السياسي الأعلى مبادرة منصفة وعادلة تلبي طموحات الشعب اليمني، تزامن إعلانها مع الذكرى السابعة للعدوان وبعد يوم من تنفيذ عملية ” كسر الحصار الثالثة” وتنص المبادرة على أن القوات المسلحة تعلق الضربات الصاروخية والطيران المسير وكافة الأعمال العسكرية باتجاه المملكة العربية السعودية براً وبحراً وجواً لمدة ثلاثة أيام بشكل أحادي.

كما أكد الرئيس المشاط الاستعداد لتحويل هذا الإعلان إلى التزام نهائي وثابت ودائم في حال أعلنت والتزمت المملكة السعودية بإنهاء الحصار ووقف غاراتها الجوية على أراضي الجمهورية اليمنية بشكل نهائي وثابت ودائم.

كما أعلن وقف المواجهات الهجومية في عموم الجبهات الميدانية لمدة ثلاثة أيام .. مؤكداً الاستعداد لتحويل هذا الوقف إلى التزام نهائي ومستمر ودائم في حال أعلنت المملكة السعودية سحب جميع القوات الخارجية للتحالف من الأراضي والمياه اليمنية، والتوقف التام عن دعم ميليشياتها المحلية في اليمن.

وقال “إن تعليق العمليات الهجومية يشمل جبهة مأرب، وبخصوص هذه الجبهة نعيد إلى الواجهة ما تضمنته مبادرة قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين وننتظر الرد عليها بالإيجاب، باعتبارها مبادرة واقعية ومنصفة للجميع وفي حال تم ذلك نؤكد استعدادنا للإعلان الفوري عن دخولها حيز التنفيذ”.

وأعلن الرئيس المشاط الاستعداد التام للإفراج عن كافة أسرى التحالف بما فيهم شقيق هادي وأسرى المليشيات المحلية، وكل الأسرى من الجنسيات المتوفرة في قبضة الجيش واللجان الشعبية مقابل الإفراج الكامل عن كافة أسرانا الموجودين لدى التحالف بمختلف مكوناتهم.

الرئيس المشاط وفي لقاء له مع قناة اليمن الفضائية أكد أن المبادرة التي اطلقها جاءت في سياق الحرص على حقوق الشعب اليمني المشروعة.. وهي تمثل براءة للذمة، وإقامة للحجة على دول العدوان، ولا علاقة لها بما تسمى “مشاورات الرياض” على الإطلاق.

قوى العدوان توقف العمليات العسكرية وتبقي على الحصار

حاولت قوى العدوان خلط الأوراق، معلنة الاستجابة لوقف اطلاق النار وذلك بناء على دعوة قدمها مجلس التعاون الخليجي، متجاهلة مبادرة الرئيس المشاط وهذه الخطوة محاولة لإبقاء الحصار، وخلاصة المبادرة السعودية بأن تتوقف العمليات العسكرية مع إبقاء الحصار مطبقا على الشعب اليمني ، وهذا ليس جديدا فهو مطلب لقوى العدوان خلال الفترة الماضية وهو ما يرفضه الوفد الوطني جملة وتفصيلا، حيث يشترط الوفد معالجة الوضع الانساني قبل الحديث عن أي وقف لإطلاق النار.

وبالتالي فإن المملكة السعودية طرحت في مبادرتها ما تريد ويتماشى مع أهدافها وتجاهلت ما يطالب به الشعب اليمني من وقف للعدوان وإنهاء ورفع للحصار في وقت متزامن ولهذا فإن المبادرة السعودية مرفوضة ولا يمكن القبول بها.

إما رفع الحصار أو المزيد من الضربات النوعية

فور انتهاء الفترة الزمنية التي حددتها مبادرة الرئيس المشاط أصدر المجلس السياسي الأعلى بيانا عبر فيه عن أسفه الشديد إزاء عدم الاستجابة الواضحة والصريحة لمبادرة الجمهورية اليمنية التي قدمها الأخ الرئيس مؤكدا على أن مضامين المبادرة قد جاءت بالشكل الذي يقدم فرصة ذهبية للجميع في تحقيق سلام جاد ودائم كما أثبتت المبادرة وبما لا يدع مجالا للشك حرص الجانب اليمني على استعادة السلام وحسن الجوار.

بيان المجلس الأعلى أكد أنه يدرك تماماً طبيعة الخصم وما دأب عليه من التسويف والمماطلة والتلكؤ والتعنت وغير ذلك من الاساليب الملتوية، وهذا أمر بات واضحاً ولم يعد مستغرباً.

المجلس السياسي قدم رسالة واضحة لقوى العدوان قائلا” في الوقت الذي لا يمانع فيه المجلس السياسي الأعلى من أي استجابة إيجابية تحت أي عنوان ومن أي زاوية إلا انه في نفس الوقت يؤكد بأنه لا سلام دون رفع الحصار عن كاهل الشعب اليمني واحترام سيادة واستقلال اليمن” وإذا لم يتحقق ذلك يؤكد المجلس بأن اليمن قيادة وشعبا يحتفظ بحقه الكامل في اتخاذ ما يراه مناسباً من الخطوات السياسية والعسكرية وبما يضمن انتزاع حقوقه المشروعة كاملة غير منقوصة.

ستندمون

الأيام القادة وحسب المعطيات وتعنت قوى العدوان فإننا سنشهد عمليات عسكرية كبرى في العمق السعودي، خاصة وأن قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي حذر دول تحالف العدوان، من تفويت فرصة المبادرة التي أعلنها الرئيس مهدي المشاط.. مؤكدا أن قوى العدوان ستندم إذا فوتت هذه الفرصة.

وأكد قائد الثورة أنه ليس أمام دول العدوان مجالا لتسلم من الضربات والخروج من الورطة التي وقعت فيها منذ بداية العدوان إلى اليوم، إلا بالتوقف عن العدوان ورفع الحصار وإنهاء الاحتلال.. مضيفا ” دشنا العام الثامن من العدوان بتوفيق من الله بضربة كبيرة جدا وصل صداها إلى كل العالم وهي عملية كسر الحصار الثالثة التي استهدفت المخزن النفطي الهائل في جدة والذي يجمعونه هناك في الوقت الذي يعذبون شعبنا”.

وأضاف” لن نألوا جهدا في عمل كل ما بوسعنا للتصدي للحصار والعدوان، ولن نقبل أبدا باستمرار الحصار، وسنتصدى لحصارهم بصبرنا وبالاستعانة بالله، وباستهدافهم بكل ما نستطيع حتى يرفعوا الحصار”.