مصادر لبنانية: السودان يبيع معلومات عن حزب الله للسعوديين
كشفت مصادر لبنانية عن بيع النظام السوداني للرياض معلومات عن حزب الله، تتعلّق بطريقة عمل الحزب عندما كان يستخدم الأراضي السودانية لإيصال السلاح إلى فصائل المقاومة في غزة.
ووفقا لمانشرته صحيفة الأخبار اللبنانية، فإن هذه المعلومات يجري الاستناد إليها لأجل جمع أكبر قدر من المعطيات عن الحزب، واستثمارها في شتى الطرق، سواء لناحية فرض عقوبات على شخصيات لبنانية وشركات يعتقد النظام السعودي أنهم تابعون للحزب، أو لجهة استخدام هذه المعطيات للدلالة على “الطبيعة الإرهابية” لأعمال حزب الله في الدول العربية.
وقالت الصحيفة “انتقل النظام السوداني من ضفة محور المقاومة، إلى ضفة النظام السعودي. يتلقى الأموال من السعوديين، فيرسل أبناء السودان ليقاتلوا في اليمن، قبل أن يصل إلى حد إعلان عدم ممانعة التطبيع مع العدو الإسرائيلي. جديد نظام الخرطوم هو بيع معلومات عن حزب الله إلى النظام السعودي”.
وذكر تقرير نشرته الصحيفة اليوم أن النظام السعودي يستمر في إعداد ملفات بشان حزب الله، لتقديمها إلى جامعة الدول العربية ومجلس الأمن، في محاولة من النظام للحصول على قرار عربي بـ”الإجماع” يُصنّف حزب الله منظمة إرهابية، وكذلك على قرار من مجلس الأمن الدولي.
ولفتت المصادر إلى أن حكام السعودية سيطرحون ملف حزب الله على طاولة القمة العربية المرتقب انعقادها في نيسان المقبل، بهدف إدانته من جانب الرؤساء العرب.
وأشارت المصادر إلى أن هذا الملف يحوي تفاصيل عن عمل حزب الله في سوريا والعراق واليمن، إضافة إلى ما سبق أن أثاره نظام الرئيس المصري السابق حسني مبارك عن “خلية حزب الله” الشهيرة، التي كانت تتولى دعم المقاومة في قطاع غزة.
ورغم الشائعات التي شهدها لبنان خلال اليومين الماضين بشان توترات أمنية، أكّد وزير الداخلية نهاد المشنوق أمس أن مواجهة حزب الله ستكون مواجهة سياسية لا أمنية، لافتاً إلى تصريح الرئيس سعد الحريري أمس من الطريق الجديدة، بعد مشاركته في صلاة الجمعة في مسجد الإمام علي، وتأكيده حماية البلد والمؤسسات، وفيما ترددت معلومات عن نية الرئيس تمام سلام الاستقالة إذا استمر الضغط السعودي على لبنان من دون خطوات لبنانية تعالج الأزمة مع الدول الخليجية، نفت مصادر وزارية وجود توجه كهذا لدى رئيس الحكومة.
ورداً على الهجوم السعودي على لبنان، خرج حزب الله عن صمته أمس، فتحدّث نائب الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم عن قرار الرياض وقف العمل بالهبتين اللتين كانتا مقدمتين إلى الجيش والأجهزة الأمنية اللبنانية، فقال إن “ما حصل الأسبوع الماضي من السعودية يتطلب أن تعتذر السعودية من لبنان لأنها أساءت إلى اللبنانيين، أساءت إلى أولئك الذين عملوا طويلًا من أجل تحرير أرضهم واستقلالهم ومحاولة إدارة شؤونهم بتفاهم وتعاون الأطياف المختلفة”.
وذكر قاسم” السعودية هي التي اعتدت، أما نحن فلم نعتدِ عليها، ولم نتصرف خلاف المنطق وخلاف حرية الرأي، كلّ ما في الأمر أننا وصَّفنا أعمال السعودية”.
وأكّد استمرار حزب الله في التعبير عن موقفه من العدوان السعودي على اليمن، لافتاً إلى تقارير الأمم المتحدة تكشف أن “82 في المئة من الشعب اليمني اليوم تحت خط الفقر ويعيش الجوع الحقيقي، واليمن أصبح مدمراً إلى درجة أن كل المنظمات الإنسانية تدين السعودية لاعتداءاتها. وبالأمس انعقد البرلمان الأوروبي، وصوّت بأغلبية 85 في المائة من أعضائه ليدعو دول الاتحاد الأوروبي إلى إيقاف تسليح السعودية بسبب جرائمها في اليمن. يعني كل العالم يرى أن السعودية معتدية وأنها ترتكب إجراماً”.
وأضاف قاسم: “بالنسبة إلينا لبنان بلد الحريات وسيبقى كذلك، ولن يكون تابعاً لأي دولة على وجه الأرض. نحن كمواطنين لبنانيين نريد لبنان لكل اللبنانيين أحراراً ومرفوعي الرؤوس، لا أتباعاً لدولة من الدول. لن يكون لبنان إمارة سعودية أو إمارة غير سعودية، حتى لا يظن البعض أننا نرفض إمارة ونقبل أخرى”.
*متابعات