لماذا الصين
بقلم د/ شعفل علي عمير
إثناء تسوقي في العاصمة الحبيبة صنعاء أردت شراء بعض السلع الغذائية فوجئت عندما سمعت من البائع بان هناك سلع أجنبية وأخرى محلية فقلت ربما تكون سلع لايمتلك البلد في إنتاجها ميزة نسبية والعجيب انها سلعة كانت اليمن رائدة في إنتاجها وقد اخترقت أسواقنا وهي مادة الزبيب وفوجئت أكثر عندما عرفت ان مصدر هذه السلعة هي الصين تمعنت في هذه السلعة وجدتها قد جففت بشكل جيد ولها لون جذاب وسالت عن سعرها وإذا به لا يتجاوز ثلث سعر المنتج المحلي وكأن الصينيون قد تميزوا في انتاج هذه السلعه تساءلت كيف اخترقت هذه السلعة أسواقنا بل كيف فكر الصينيون بهذه الطريقة حتى وجدوا لهم سوقا لسلعة في بلد تعد من أشهر البلدان في إنتاجها وهناك العديد من السلع الأجنبية التي دخلت أسواقنا المحلية كالسلع الغذائية فقلت هل سيأتي اليوم الذي تغزو فيه مادة الموز والبطاطا الصينية اسواقنا . ولماذا الصين .
كان المعتاد ان السلع التي تدخل اسواقنا من الخارج تكون في الغالب صناعية ولم نتوقع بان ياتي اليوم الذي يباع فية الزبيب الصيني او يجد له موطئ في أسواقنا بل لم نتصور ان يكون لدى الصينيين فائض من أي سلعة وبالذات غذائية بحكم العدد المهول من السكان . ولا زال التساؤل قائم لماذا الصين ؟!!
هل استهلاكنا من هذه السلع اكثر من إنتاجنا ام ان انتاج الصين من هذه المواد فائض الى الحد الذي اضطرهم لإجراء بحوث تسويقية لهذه السلع . كثير ما نسمع عن مشاكل الانفجار السكاني والتي غالبا ما تمثل صعوبة في تلبية احتياجاتهم من الغذاء بالذات، ناهيك عن الاحتياجات الأخرى . ولكن لماذا الصين ؟!!
قد يكون لنا العذر إن غزت السلع الصناعية أسواقنا ولكن كيف لنا بعذر في غزو السلع الغذائية وبذات من دولة مثل الصين؟ .
تسعفنا دراستنا عن تجربة الصين في هذا المجال ذلك ان الإنسان في هذا البلد كان من اهم أولوياتها فقد بنت الإنسان علميا ومهنيا وثقافيا الى الحد الذي أصبحت فية مشكلة العدد المهول من البشر ثروة وحل لكل المصاعب فتحول الإنسان الى طاقة جبارة طوعت عقولها كل مصاعب الحياة فتحولت تلك البلد الى بلدا صناعيا وزراعيا من الدرجة الاولى فاقت قدراتها بلدان كثيرة امتلكت ثروات طبيعية اكبر مما تملكة هذه البلد النموذج ان صح التعبير ويكمن السر وراء هذا النموذج هو اعتماد الصين على مبداء البحوث العلمية وتواصل مراكز البحوث مع صناع القرار ومن ثم تطبيق نتائج تلك البحوث على الار ض ابتداءا ببحوث التسويق المتخصصة في خلق أسواق جديدة ثم البحوث العلمية الاخرى التي تلبي نتائج بحوث التسويق في توفير السلع التي وجدت لها فرص تسويقية في أي بلد. وكان نجاحها مذهل ذلك لأنها سبق وان بنت الإنسان فكان من السهولة ان يلبي سياسات وخطط بلدة في التنمية الصناعية والزراعية فاستطاع هذا البلد توفير أي سلعة لاي سوق مستهدف على مستوى العالم وأكثر السلع انتشارا نجدها من اكبر دول العالم سكانا وهذه المعادلة الصعبة تدل دلالة واضحة بان المستحيل انصح ممكن في ظل تبني التنمية البشرية أولا ومن ثم البحوث العلمية التي يعود لها الفضل في الثورة الصناعية والزراعية في الدول المتقدمة في عصرنا الحاضر .
فاذا كان الأكاديمي في الجامعة يؤدي رسالة تنمية العقول بالمعارف فان الباحثين من يطبق تلك المعارف على ارض الواقع لكي يمكن جني ثمار المعرفة . فكيف ترجوا ثمار من شجرة لم تصلها سبل الحياة .
فالباحثين هم البنى الارتكازية للنهوض والتطور في أي بلد ولنا في تجربة الصين خير مثال .