كيف هي نظرة الشهيد القائد للمرأة
بقلم// ام وهيب المتوكل
الأعداء يتظاهرون بأن لديهم اهتمام كبير بالمرأة ويتحركون تحت عنوان حقوق المرأة بأنشطة متنوعة وبرامج متنوعة ومشاريع عمل متعددة
ولكن إذا جئنا إلى هؤلاء الأعداء كيف هم أولاً في ثقافتهم
وكيف هم ثانياً في ممارساتهم وسلوكياتهم وكيف هي طبيعة برامجهم هذه واهتماماتهم هذه ؟
ثم نأتي أيضاً إلى تصرفاتهم تجاه واقع المرأة في عالمنا الإسلامي وفي شعوبنا المظلومة والمستضعفة
ثم نأتي بالتالي إلى الإسلام ومايقدمة الإسلام نجد الفوارق الكبيرة
يتضح لنا الصحيح من السقيم يتضح لنا أين هي العناية الصحيحة
العناية التي هي عناية بحق بالمرأة وتهدف بحق إلى الاهتاما بالمرأة وإلى حماية المرأة إلى العناية بها في دورها المهم في هذه الحياة
لقد انهارت سعادة المرأة في بلاد الغرب وضاعت أمومتها
الحانية وتهدم بيتها وتشتت أسرتها وفقدت إرادتها وشخصيتها فغدت مبتذلة وأجيرة مذلًلة وحامل طفل لقيط تبحث عن سكنها وطمأنينتها ومقصدها في هذه الحياة فلا تجد شيئا من ذلك .
الأعداء الذين يتحركون تحت عنوان حقوق المرأة هم في ثقافتهم وهم في ممارساتهم وهم في سياساتهم أكبر خطر على المرأة هم يشكلون خطورة كبيرة على المرأة كما يشكلون خطورة كبيرة على الرجل ويشكلون خطورة كبيرة على الأمة بكلها ثقافتهم في الأساس هي ثقافة تنظر إلى المرأة نظرة سلبية .
الصهاينة وهم من يقودون المجتمع الغربي وهم من يتحكمون بسياساته وتوجهاته لديهم ثقافة سلبية جدا عن المرأة إلى أنها رمز للشر وعنصر بيد الشيطان وأنها بدءا من حواء عليها السلام – أم البشر وزوجة آدم كانت هي السبب الأساسي في إغواء آدم ومن جرته إلى الأكل من الشجرة وأنها التي ورطته في المعصية.
وهكذا كثير من تعبيراتهم في ثقافتهم تعبر عن هذه النظرة السلبية في المرأة إلى أنها عنصر شر وعنصر فساد وعنصر خطر وأنها هي التي ورطت الرجل إلى المعصية والتي دفعته إلى طاعة الشيطان وأن الشيطان اعتمد عليها في ذلك .
ثم تجد في سياساتهم وبرامجهم العامة ما يتجه نحو الاستغلال السلبي للمرأة وكأنها سلعة رخيصة حولوها إلى وسيلة للفساد هدموا كرامتها استهدفوها في عفتها في طهارتها أخرجوها من حيز الصيانة ومن كل التشريعات الإلهية التي تحميها وتصونها وتحفظ لها عفتها وطهارتها ودورها الإيجابي في الحياة وخرجوا بها عن تلك الاتجاهات والمسارات وبرامج تبعدها عن كل ذلك فأسهموا إلى حد كبير في توجيه ضربات موجعة للمجتمع البشري .
هنا يشير السيد حسين رضوان الله عليه
وينظر للمرأة من منطلق توجهات الله عز وجل في كتابه الكريم
فيقول:
لا يوجد هناك سورة اسمها: سورة الرجال ! في هذه السورة كثير من التوجيهات والأوامر المؤكدة المرفقة بالتهديد من الله سبحانه وتعالى لمن يخالف هذه الحدود التي رسمها ومعظمها تتعلق بالنساء في مجالات متعددة سواء في موضوع النكاح وموضوع الطلاق والميراث والمعاشرة بين الرجل وزوجته مرفقة بإعطاء صورة عن واقع الإنسان بشكل عام وتذكيراً للرجل بأن الرجل والمرأة هم أصلاً جنس واحد ومن نفس واحدة من نفس واحدة هذه القضية ملموسة في كثير من آيات القرآن الكريم في موضوع الرجل والمرأة : أنهم عبارة عن نوع واحد من مخلوقات الله جنس واحد اسمه الإنسان بنو آدم قضية مؤكدة .
الله سبحانه وتعالى الذي نزل القرآن يعلم ما سيأتي في المسقبيل على أيدي كثير من أعدائه وبالذات اليهود ماذا سيعملون وكيف سيقدمون القضايا هو ذكر عن اليهود في سورة البقرة توجههم للتفريق لديهم سياسة التفريق كان يهمهم من العلوم الهامة في عصر سليمان هو أن يتعلموا ما يفرقون به بين المرء وزوجه ذكر عنهم أيضاً أنهم يفرقون بين الله ورسله وأنهم يفرقون بين رسله عندهم سياسة التفريق هذه قائمة إلى الآن وبرزت بشكل كبير لديهم على التفريق فيما بين الرجل والمرأة باعتبار هذا جنس وعالم لوحده وهذا جنس وعالم لوحده ،. ليثيروا هذا العالم على هذا العالم الآخر وليحسسوا هذا العالم ، عالم المرأة – كما يحاولون أنه مستضعف ومضطهد وحقوقه يضيعها .
سياسة قائمة إلى الآن لخطورة القضية هذه : أن يترسخ لدى الرجل أنه عالم لوحده ولدى المرأة أنها عالم لوحدها وما سيترتب على هذا من سلبيات كبيرة ومن حالة صراع فيما بين الرجل والمرأة .
كانت الغلطة الكبيرة عندما اتجهوا إلى المرأة اليهود اتجهوا إلى المرأة ليحسسوها بأنها تفقد الكثير من حقوقها وأطلقوا على كل هذه المسئوليات اسم: حقوق الوظيفة العامة الأعمال الإدارية كلها سموها حقوقاً رئيس ،رئيس وزراء أو وزير معين أو وكيل وزارة أو مدير أو نائب أو أي شيء من هذه سموها حقوقاً وهذه غلطة كبيرة يجب أن نقاومها ، هذه لا تسمى : حقوقا هذه تسمى : مسئوليات والمسئولية عادة يجب على الرجل والمرأة جميعا أن يعملوا من أجل أن تكون المسئوليات في المؤهلين لها ليست المسئولية عبارة عن حق فيقال : الرجل له حق كذا أما المرأة فليس لها حق ثم يقال للمرأة يجب عليها أن تناضل من أجل أن تحصل على حقوقها فتكون شريكة مع الرجل في الإدارة في المنصب الفلاني .. إلى آخره! لا هذه غلطة من البداية نقول لا
هذه هي مسئوليات هذه هي مسئولية يجب أن نبحث داخل الرجال أنفسهم عن المؤهل في أي عمل كان.
إذاً فهذه السورة تقدم لنا كيف يكون منطقنا نحن وما الذي نرسخه نحن في المجتمع في مواجهة ما يقدم فعلاً لا تواجه إدعاءاتهم التي منها تسمية هذه الأشياء حقوقاً لا تواجه بعبارة أخرى بأن القضية ليست حقوق بل هي مسئوليات : يجب أن نأخذ درسا مهما من هذه السورة وغيرها لقول الله تعالى ( ياأيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة )
نحن نقول بأن كل مفردة في القرآن الكريم في نفس الوقت الذي تقدم تشريعاً معيناً هي ترسم منهجاً معيناً في نفس الوقت: يواصل الحديث رضوان الله عليه
من العجيب عندما تجد بعض الإخوان أنهم في التعريف بالمجتمع بأنه يتكون من أسرة قالوا لا أن يقال يتكون من الآباء والأمهات لأن كلمة أسرة ماتزال تعطي عنوان واحد الأسرة
قالوا لا لأنهم يريدون التجزءة بهذا الشكل تقول المجتمع يتكون من رجال ونساء والمرأة في الأخير يقولون هي نصف المجتمع بمعنى ماذا؟ هي عالم يمثل نصف السكان بينما الله عز وجل يقدم المسألة على هذا النحو
أنهم نفس واحدة بل تجد في المجالات القرب من الله سبحانه وتعالى لنيل الدرجات العظيمة عند الله فتح الباب بشكل واحد في قولة تعالى (فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى) من ذكر أو أنثى بعضكم من بعض .
وهكذا نظر الشهيد القائد للمرأة من منظار توجيهات الله في محكم كتابه ومن نظرة جدة المصطفى (صلوات الله عليه وعلى آله وسلم) قائلاً المرأة هي كل المجتمع بل هي المجتمع بأكمله.
فسلام الله على سيدي وقائدي ومولاي مؤسس المشروع القرآني
السيد الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي : يوم ولد ويوم استشهد ويوم يبعث حياً.