الخبر وما وراء الخبر

مقياس حربنا ليس السلاح.

3

بقلم// ألطاف المناري

تظهرُ الحقائق في هذا الزمان جلية، وواضحة كوضوح الشمس، ولطالما خُدع الكثير بحياةِ الغربِ وعناوينِهم الرنانة المتعلقة بالعدالةِ الإنسانيةِ والحرية، قرون سعى فيها الأوروبيين، وخاصة الأمريكيين إلى جعل أنفسهم أفضل الناس تحضراً، وأكثرهم تطبيقاً لقوانين الإنسان التي تكفل له العيش الكريم، والسعي في الأرض بكل حرية وكرامة، إلا أنّ الواقع عكس ذلك تماماً، فهم يَدّعُون إلى نبذ العنصرية وهم المُجَذِرون لها في أوطانهم، ينادون بالحرية والديمقراطية وهم أول القامعين لها وأكثر البشر استبدادية، يطالبون العدالة وشعوبهم لم تعرفها قط، ولم يطبقوها في أي بقعةٍ جغرافية .

أسنّ الغرب على رأسهم أمريكا قوانين تكفل حقوق الإنسان، من دفاع عن النفس، وحياة كريمة مستقلة ؛ لكنهم أول من طعن في هذه القوانين، بل جعلوها غطاء لقبح سرائرهم وسوء تدبيرهم وعفن فكرهم، لقد جمعوا في مجلس أمنهم المعتوهين من كل الدول اللاقانونية، وأكثرهم عَفَناً، وتجرداً من كل ما يتغنون به، وإلا ما معنى أن يقفون مع الجلاد ضد الضحية ؟ ومع المستبد ضد من يطلب الحرية ؟ومع المجرم ردعاً للمظلوم ؛ لأنه تعدى قوانين إجرامية ! ما معنى أن يتغنوا بالإنسانية في أوكرانيا ويدفنوها في اليمن التي تذبح مرتين مرة بطائرات حلفائهم ومرة بقوانينهم الإجحافية ؟!

يتباكى العالم لضحايا حرب أوكرانيا، وتُستعطف القلوب، الجميع يندد ويتسابق لدعم أوكرانيا حتى أندية رياضية، في حين أن اليمن منذ سبع سنوات تُدار فيها حرب شرسة، لا تحتكم بالقوانين الدولية ولا الإنسانية، مئات الجرائم البشعة اُرتكبت في حق نسائه وأطفاله، ولم نرَ ذلك التباكي الذي رأيناه على الضحايا في أوكرانيا، والأحداث الدائرة بين روسيا وأوكرانيا أظهرت للعالم كم الغرب والأوروبيين منافقين وعنصريين، وكشفت لمن كان يرى في أمريكا قوة عظمى مدى ضعفها وهشاشتها، ومدى كذبها وكيف هو حال من احتمى بها، وبرز للعالم زيف إنسانيتهم التي لم نراها إلا في أوكرانيا ! عنصرية مقيتة، وإنسانية زائفة
وفي تلك الأحداث والمتغيرات خير لأولي الألباب، فالله سبحانه يجعل كل مايدور حول المؤمنين لصالحهم، فمن سننِ الله أن تَضّرِب القوى العظمى بعضها ببعض، وتهزم بعضها بعضا، كروم والفرس في زمن الرسول ؛ ليكفي الله المؤمنين شر قتالهم، وتكون النتيجة لصالح أولياء الله وللمستضعفين، فالحرب الروسية الأوكرانية الأمريكية : هي من أنعم الله للمؤمنين، حيث ينشغل بعضهم ببعض، ويُرد كيدهم في نحورهم، وكل الدول العربية المتصارعة هي عدوة لشعوب العربية، وما قرار مجلس الأمن في حظر بيع الأسلحة عن اليمن إلا دليل واضح أنهم لن يكونوا يوماً في صف العرب، وقد جاء تأييد روسيا لهذا القرار نعمة آخرى؛ليرُد الكثير عن ميلهم لها، فقد رأى فيها الكثير الأمل في ردع السياسيات الأمريكية في اليمن، كونها تقف اليوم ضدها، ولكن سرعان ما أبان الله حقيقتها لمن لا يعرف خفايا اليهود والنصارى (روسيا وأمريكا وكل دول الغرب) .

حَظر مجلس الأمن بيع الأسلحة لليمن مَدعَاة لسُخريّة، الدواء والغذاء محظور، حتى الأفواه محظور عنها أن تنادي بالحرية، الجرم الأكبر أنّهم جَعَلوا من أنفسهِم كفلاء للحقِ التي تنتهكه قوانينُهم الدولية، أصبحوا يقروا أموراً منافيةً لكل الشرائع السماوية، من يدفع لهم سيُقِرون له ما يريد ويُصّبِغون القرار بصبغةٍ قوميةٍ أو إنسانية !
مجلس الغنم لا تعنينا قراراته التعسفية، فنحن نملك سلاح أقوى وأفتك من أسلحتهم النووية، سلاح الإيمان بالله، وسلاح الثقة به، والتوكل عليه، والوثوق القاطع بنصره، هو ما لايمكن أن يُباع أو يحظُرونه بإجماع سكان الكرة الأرضية، لقد عقدنا صفقة بيع أنفس مع الله، وهي أغلى من قنابلهم الذرية، صفقة رابحة معروف للمؤمنين ثمرة ربحها، ومصاديق تحقيقها، وللأعداء شدة تأثيرها، ولا نحتاج أن نبتَاع السلاح؛ فقد جعلهم الله يأتونا به طواعية، وكل خططهم قد جعلها الله بالشكل الذي تخدم المؤمنين وتقيهم شر أساليبهم العدوانية، وقرارات مجلس الأمن اللامسؤولة ووقوفه الدائم مع المجرمين على مرِّ التاريخ يجعل العالم في أمس الحاجة إلى قيادة قرآنية تحكم في الناس بالقسطاط المستقيم، ولا تحتكم إلى قوانين البشر، ولا تبيع إنسانيتها ومبادئها بثمن بخس .

ليعلم مجلس الغنم أنهُ وإن أطبقوا علينا السماء والأرض، ومنعوا عنّا كل مقومات الحياة، فإن الله وبوعوده الربانية، قادر على أن يهيأ لنا الأرض وما عليها، وثقتنا به المتجذرة في أعماق قلوبنا كفيلة بأن تجعل قراراتهم ترجع سهامٌ في نحورهم، وتأتيهم بشرٍّ لم يكُ قد خطر على بال شياطينهم، وليعلموا أن هذه الإزدواجية ماهي إلا مؤشر لزوال سلطانهم على البشرية،وسيكون ذلك بأيديهم وأيدي المؤمنين، وما كل قراراتهم التعسفية إلا نصرٌ لنا، وهزيمة لأعدائنا، فأن تطلب الإمارات قرار بحظر الأسلحة عن يمننا ماهو إلا إقرارٌ منها بقوة بأسنا، وهشاشة وعجز مجزراتها، من أن تحقق لها ولو خيال نصر،

أسلحتنا فريدة ونادرة، ومقياس حربنا ليس السلاح، وإنما صدق وعزم الرجال، ورجالنا هم من يضفون على السلاح قوة، وعظيم إيمانهم يجعله أكثر فتكاً وبأساً .

امنعوا عنّا ما بدا لكم فرمال الصحاري،سفوح الجبال،أشجار الوديان، وهضبات السهول، كلها أسلحة يجعلها الله أكثر نفعاً للمؤمنين من القنبلة الذرية، وكل ما على ثراء بلدنا سلاح، لا نملك ذرة قلق من هذا القرار؛ فجيوشكم ستكون طعاماً لكلابنا، وأفخر صناعاتكم غنائم لمغاويرنا، نحن واثقون بنصر الله، وواثقون أن إرادته ومشيئته وسنته في أرضه قد ساقتكم لحربنا وفيها حتماً ستلقون حتفكم ، قتالُ أعتى طواغيت الأرض هو فضل إختص الله به أهل اليمن، فالحمد لله الذي منّ علينا بجهادكم، وكفّ برجالنا طغيانكم وإجرامكم بحق المستضعفين في الأرض، وخسئتم وخسئت قرارتكم اللامسؤولة .