الخبر وما وراء الخبر

الحرب الروسية الأوكرانية الأهداف والنتائج.

11

بقلم أ / فاضل الشرقي.

أمّا عن الحرب الروسية الأوكرانية فيترتب على نتائجها أشياء كثيرة جدًا، وما هي إلّا مقدمة لأحداث وحروب أوسع وأكبر سواءً على المدى القريب أو المتوسط أو البعيد، ويجب أن يعيَ ويعرف المؤمنون كيف ينظرون إليها ويتعاملون معها ويستفيدون منها لأنّ العالَم أصبح متداخلًا متشابكًا مترابطًا مع بعض لم يعد أحدٌ بمنأى عن التأثر بأحداثه، ومشاكله، وصراعه، وتأثيراته، وتداعياته، وإن شاء الله تتوفر لي الفرصة والوقت للكتابة عن ذلك بشكلٍ أدق على ضوء منهجيتنا القرآنية، ومن الضروري أن أنبه هنا – في نقاط- على ما يلي:

– روسيا لم تكن ترغب بخوض هذه الحرب ودخولها، وسعت لتفاديها قدر الأمكان، لكنها في الأخير فرضت عليها ودخلتها مضطرة، كما يقول المثل العربي: (مكرهٌ أخاك لا بطل) لأنّ قبولها توسع حلف الناتو يعني خنقها تمامًا، وتهديد وجودي لها، وهذا مالا يمكن أن تتقبله روسيا على الإطلاق.

– الحرب ليست عفوية ولا صدفة بل مدروسة مرتب ومخطط لها بعناية فائقة من أمريكا والغرب.

– أمريكا هي العقل المدبّر والمخطّط الأوّل للحرب، ومن دفع بالدول الغربية وورطها فيها، وهي من تسهم بفاعلية في تأجيجها، وإذكاء نارها، وتمويلها، وتديرها الآن مباشرة معتمدة على تحالفات قوية وواسعة، وهذه نقطة قوة لدى أمريكا تعتمد عليها دائمًا أي: (التحالفات) في كلّ خطواتها وأعمالها ومكائدها وحروبها.

– هدف أمريكا من هذه الحرب قمع روسيا وتأديبها، وتقليم أظافرها، والحدّ من نفوذها، وصعودها، وتمدّدها، وتوسعها، وحضورها القوي المتنامي سياسيًا، وإقتصاديًا، وعسكريًا.

– أمريكا تهدف من خلال هذه الحرب لإلحاق أكبر ضرر بالنظام الروسي وبطحه وتهشيمه وتدميره من خلال فرض عقوبات قاسية عليه – سياسيًا واقتصاديًا وماليًا وعسكريًا – تحقق أهداف واشنطن دون الدخول في حرب عسكرية مباشرة مع الروس.

– تركز أمريكا جدًا على الحضور والصعود القوي، والنمو المتسارع لروسيا والصين على الصعد الإقتصادية والسياسية والعسكرية والجغرافية، وتحالفاتهما الناشئة المنافسة للإمبريالية العالمية الأمريكية، وترى واشنطن فيهما منافسًا كبيرًا يشكل خطرًا وجوديًا في المستقبل القريب على قيادتها للعالم وهيمنتها عليه.

– قد يحدث الأمر نفسه مع الصين بالنسبة لتايوان مستقبلًا، إن لم يتوسع الصراع الروسي الأوكراني ليشمل الجميع والعالم بأسره.

– الله عزّ وجل هو من يدبر شؤون الكون بكلّه، وأمور عباده جميعًا، ومن له الأمر من قبل ومن بعد، وبكلّ تأكيد لن تبقى تركيبة ووضعية العالم سياسيًا واقتصاديًا وعسكريًا على ما هو عليه اليوم (مستكبرون ومستضعفون) على طول وإلى ما لا نهاية، فبتدبير الله ورحمته ولطفه قد تؤدي الأحداث وتفضي لنتيجة حتميّة تقتضيها سننه الإلهيّة تصبُّ في مصلحة أمرٍ ما (أمرٍ من عنده) يُرتّب ويُدبّر له العزيز الحكيم، من لا يعجزه شيء في السماوات ولا في الأرض، وهو على كلّ شيءٍ قدير.