الخبر وما وراء الخبر

قائد الثورة: مسار المشروع القرآني تصاعدي.. وقوى العدوان تريد اليمن مطبعا وخاضعا لأمريكا وإسرائيل

16

أكد قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، أن المشروع القرآني استمر وعبر كل المراحل الصعبة رغم إمكانياتنا البسيطة والمتواضعة، وأن مسار المشروع القرآني تصاعدي، لافتاً أن قوى العدوان تريد اليمن مطبعا وخاضعا لأمريكا وإسرائيل وخادما لأعداء الأمة الإسلامية.

وفي كلمة له اليوم الأحد بمناسبة الذكرى السنوية للشهيد القائد السيد حسين بدرالدين الحوثي، قال السيد عبدالملك: “في ذكرى الشهيد القائد نستذكره كعنوان للمشروع القرآني العظيم وقضيته العادلة المحقة”، موضحا أن مشروع الشهيد القائد انطلق من انتمائنا الإيماني للحفاظ على شعبنا وهويته وانتمائه وصموده في مواجهة المؤامرات.

وأضاف: “الشهيد القائد تحرك في ظل هجمة أمريكية إسرائيلية غربية شرسة على الأمة”، مؤكدا أن ما عاناه الشهيد القائد نرى صورة تقريبية له فيما تعانيه شعوبنا والمقاومة وأحرار الأمة وهم يتبنون الموقف الصحيح.

وتابع: “المشروع الذي تحرك فيه الشهيد القائد يقدم الشواهد العملية من الواقع ويعمل على تحصين الأمة من الداخل”، لافتاً بقوله: “لو لم يكن خيارنا ناجحاً لكانت المسيرة القرآنية تلاشت بعد الحرب الأولى والثانية والتي استهدف فيها الأعداء بإشراف أمريكي مؤسسها الشهيد القائد”.

تطبيع الأنظمة العميلة مع كيان العدو

وحول التطبيع، أشار السيد عبدالملك إلى أن البعض يحاول تزييف صورة كيان العدو كمحتل غاصب إلى صديق يجب التحالف والتعايش معه.

وأوضح أن في هذه المرحلة تتجلى مواقف متنكرة للحق الواضح البين في فلسطين، وتتجه للتطبيع والتحالف مع العدو الإسرائيلي، مؤكدا أن من يتحالفون مع العدو الصهيوني أصبحت نظرتهم سلبية تجاه المقاومة الفلسطينية.

ونوه السيد عبدالملك إلى أن الإعلام المعادي يحاول تشويه صورة الشعب الفلسطيني وأن مجاهديه يعملون لصالح إيران وليسوا أصحاب قضية.

وبين أن الأنظمة العميلة تعمل على توهين كل مظاهر القوة التي يملكها الشعب الفلسطيني وتشيد بالموقف الإسرائيلي وتتبنى التوجه السلبي المتنكر للبديهيات والثوابت التي كانت محل إقرار عربي وإسلامي.

كما أكد السيد عبدالملك أن الأنظمة العميلة تعادي حزب الله وتحاربه إعلاميا وسياسيا واقتصاديا وتضخ الأموال بهدف حصاره، لافتا إلى أن حزب الله مقاومة حققت انتصارات عظيمة للأمة بكلها وحفظت ماء وجه الأمة في صراعها مع العدو الإسرائيلي.

وأفاد بأن الأنظمة العميلة تعادي أيضا سوريا والعراق وإيران وشعب البحرين المظلوم وشعبنا اليمني وأصبح لها ارتباط وتحالف صريح مع أعداء الأمة.

واعتبر السيد عبدالملك أن تماهي الأنظمة العميلة مع الهجمة الغربية كاد يحقق لأمريكا وإسرائيل السيطرة التامة على الأمة الإسلامية وعلى شعبنا.

وأضاف أن التحرك الأمريكي تحت عنوان “مكافحة الإرهاب” تحرك عدائي حتى لو تحالف معها البعض، وأن الاستسلام في مواجهة المشروع الأمريكي كان سيمنح أمريكا السيطرة المباشرة لأمد طويل وتصبح عملية التحرر مكلفة وبطيئة.

وكشف أن الأعداء يريدون ألا يكون هناك أي تحرك جاد وصوت حر يعيق شيئا من مخططات أمريكا وإسرائيل ومن معهم، لافتا إلى أن عداء أمريكا وإسرائيل لنا ولأمتنا الإسلامية هو معتقد ديني يؤمنون به وثقافة معتمدة لديهم ورؤية فكرية واستراتيجية.

وأكد أن أمريكا وإسرائيل تنظر باحتقار للنظامين السعودي والإماراتي وآل خليفة في البحرين وكل المطبعين، موضحا أن أمريكا وإسرائيل لا ترى في الأنظمة العميلة إلا أدوات لا قيمة ولا احترام لهم وهذا عبر عنه الكثير من المسؤولين لديهم.

فكرة “الإبراهيمية” ومؤامرات الأعداء

السيد عبدالملك لفت إلى أن اللوبي اليهودي الصهيوني يعقد مؤتمرات مخرجاتها عدائية لأمتنا ومنها تقسيم الأمة وإثارة النزاعات الطائفية والسياسية والمناطقية.

وبين أن الأمريكيين يرون أن ضمان أمن كيان العدو هو دفع المسلمين نحو الانهيار التام والاستسلام وأن يصبحوا خداما له، كما ينظرون إلى المطبعين كأدوات رخيصة وفي حال الاستغناء عنهم يسحقونهم.

وقال السيد عبدالملك إن الأعداء يريدون من أمتنا الإسلامية أن نوالي الأعداء، وأن نجعل من هذا الولاء معتقدا دينيا، والعملاء في الأمة عملوا على جعل حالة الولاء لليهود والنصارى معتقدا دينيا.

وأشار إلى أنهم جاؤوا بفكرة “الإبراهيمية” ليفرضوا زعامة دينية لليهود الصهاينة على الأمة الإسلامية والمجتمع الغربي النصراني كذلك، مجدداً التأكيد بأن الوارث الحقيقي للنبي إبراهيم وموسى وعيسى وكل الكتب السماوية هو رسول الله محمد صلى عليه وآله وسلم.

وأوضح أن الأعداء والعملاء ذهبوا لمصادرة الحق الفلسطيني باسم الدين وبتحريف معاني الآيات القرآنية لخدمة هذا الهدف، مضيفاً أنهم: “يُسمّون الاستسلام والقبول بمصادرة الحقوق بالسلام، ويأتون لاستعباد أمتنا وإفسادها تحت عنوان الحرية وحقوق الإنسان”.

وشدد السيد عبدالملك أن أخطر ما عمل عليه الأمريكيون والصهاينة هو توجيه بوصلة العداء في الأمة الإسلامية نحو أعدائهم هم، لافتا إلى أن الأمريكيين والصهاينة عملوا على تصوير إيران كأنها عدو العرب والمسلمين وأن كيان العدو هو الصديق، ويريدون أن يبقى وضع الأمة الإسلامية مأزوما ومضطربا بشكل يمنع حالة النهضة.

وأشار بالقول: “إن أي توجه حر وصادق ضد الأنشطة العدائية لأمريكا وكيان العدو والغرب سيقال عنه مجوسي وانقلابي ومستبد وكل العناوين السلبية”.

وذكر أن إثارة الفتن وارتكاب الجرائم والحصار هو ضمن السياسات التي ينفذها عملاء أمريكا وإسرائيل داخل الأمة لإضعافها وإفسادها، مشيراً أن تحركنا ليس مصدر المشاكل، فنحن نتمسك بحقوقنا وانتمائنا الإسلامي وحريتنا واستقلالنا.

وبين أن أعداء الأمة يعملون لإضعافها واستغلالها وتدميرها كي تبقى مفككة ومعذبة في كل شؤون حياتها، وأن العدو يسعى ليحكم سيطرته على أمتنا لدرجة ألا يرتفع صوت يعارض هيمنته أو تحرك ناجح يعيق مخططاته، منبهاً أن نجاح مؤامرات الأعداء يعتمد على اختراق أمتنا من الداخل، وبدون هذا الاختراق هم فاشلون.

العدوان الغاشم ودور المشروع القرآني في ردعه

وتحدث السيد عبدالملك أن الموقف الصحيح إنسانيا وإسلاميا وإيمانيا هو مواجهة الأعداء ودفع شرّهم ومخططاتهم، مؤكدا أن موقفنا في التصدي للأعداء موقف صحيح وسليم نتكامل فيه مع أحرار أمتنا وعلى رأسهم المقاومة الفلسطينية التي صنفوها بالإرهاب، وأن الخيار الأسلم والأصح هو أن يكون الإنسان حرا شجاعا مستقيما منسجما مع انتمائه الإيماني لا أداة رخيصة بيد أعدائه.

ولفت إلى أن المؤامرات ضد شعبنا سحقت حتى النظام بنفسه، واخترقت المكونات الحزبية، فكان للمشروع القرآني الأهمية الكبيرة في إفشال مساعي الأعداء، مضيفاً بقوله: “العملاء يعتمدون على المستشارين الأمريكيين والصهاينة والبريطانيين، ونحن نعتمد في خيارنا على هدى الله وقرآنه الكريم”.

وأردف بالقول: ندرك قيمة موقفنا في الاعتماد على الله سبحانه وتعالى في مواجهة أعداء الأمة، ونحن مستمرون على هذا النهج، وإنه لو لم يكن خيارنا ناجحا لكانت المسيرة القرآنية تلاشت بعد الحرب الأولى والثانية والتي استهدف فيها الأعداء بإشراف أمريكي مؤسسها الشهيد القائد.

ولفت السيد عبدالملك إلى أنه ورغم إمكانياتنا البسيطة والمتواضعة إلا أن المشروع القرآني استمر وعبر كل المراحل الصعبة، مؤكداً أن مسار المشروع القرآني تصاعدي لأنه يعتمد على الله تعالى وعلى الحقائق والثوابت الواضحة.

وأوضح أن العدوان الذي نواجهه اليوم يريد تدمير كل شيء وأن يصل بشعبنا إلى الاستسلام ليسيطر عليه، وأن قوى العدوان تريد اليمن مطبعا وخاضعا لأمريكا وإسرائيل وخادما لأعداء الأمة الإسلامية.

وأشار السيد عبدالملك أنه: “عندما وصل القصف الصاروخي الدقيق إلى أبوظبي ولم تتمكن التقنيات الأمريكية من اعتراضه كان قلق العدو الإسرائيلي بالغا”، لافتاً إلى أن شعبنا صمد واعتمد على الله وبات العدو الإسرائيلي يعبر عن قلقه الكبير من مستوى القدرات التي وصل إليها شعبنا.

واختتم قائد الثورة كلمته، بتأكيده أن “التوجه الذي يمضي به شعبنا العزيز هو التوجه الصحيح وسنعبر به كل التحديات والصعوبات، وأنه مهما واجهنا من صعوبات وتحديات فإننا نواجهها بشرف وكرامة وعزة نجسد فيها الكرامة الحقيقية”، مخاطبا الشعب اليمني بقوله: “يا يمن الإيمان، الثبات الثبات، لتكون معاناتنا حافزا إضافيا وعزما جديدا لتحركنا القوي في التصدي للعدوان”.