الأعاصير اليمنية تحاصر أبوظبي .. لا مزيد من الحيل
تقرير|| ابراهيم الوادعي
تضيق السبل أمام الامارات في الميدان اليمني وتواصل هبوب الاعاصير اليمنية تجاه عمقها العسكري والاقتصادي يضيق من خياراتها في المواجهة ، الحيل التي تحاول ابوظبي تسويقها لا يبدوا ان لها صدى لدى صنعاء التي تمتلك من الشجاعة لقصف ابوظبي وضيفها الصهيوني اسحاق هرتسوغ في اتون زيارة لها .
قبيل منتصف ليل الاحد الاثنين اعلن المتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية عن تنفيذ عملية واسعة في العمق الاماراتي ” عملية اعصار اليمن الثالثة ” باستخدام صواريخ بالستية وطائرات مسيرة ضد اهداف حساسة في ابوظبي والامارات .
حديث ابوظبي في كل مرة عن قصفها المنصة التي اطلقت الصاروخ مرة عقب انطلاق الصاروخ منها واخرى بعد دقائق من اطلاقها الصاروخ للظهور بمظهر سوبر مان امام مواطنيها والعالم لا تخلو من روح الفكاهة والهوليودية ، لكن واقع الميدان غير عالم الافلام الذي يصنعه الكاتب والمخرج وفق مايريد ورغبات شباك التذاكر ، كما ان العودة الى السياسة العقيمة والساقطة اخلاقيا باستهداف الاحياء المدنية في العاصمة اليمنية صنعاء لن يجبر الطرف اليمني على وقف اعاصيره المدمرة ، بل اثبتت التجربة ان يقلل الفواصل الزمنية بين كل اعصار واخر ، استهداف سجن صعدة الاحتياطي في ال21 من يناير وقتل 91 من النزلاء وجرح 236 اخرين عجل بوقوع الاعصار اليمني الثاني في ال 24 من يناير الماضي.
خلال الايام التي سبقت واتسمت بالهدوء على صعيد موجة التصعيد الاخيرة التي يشنها التحالف الاماراتي السعودي الامريكي ، روجت ابو ظبي لعملية اعادة تموضع للقوات التي تدعمها الوية العمالقة الجنوبية – المشكلة من خليط من السلفيين والقاعدة – بإعلان تلك القوات انسحابها الى عتق عاصمة شبوة ، مع اعلان تشكيل فصائل منها تتبع لقادة منشقين من مارب وهو ما أثار اكثر من علامة استفهام وتوجه بعضها لفتح جبهة في ابين مكيراس .
بحسب انباء متداولة فإن الامارات تسلمت جوابا يمنيا واضحا بان عليها الانسحاب فعليا من اليمن هذه المرة وتفكيك ميليشياتها وايقاف دعمها اذا كانت تريد تجنيب اراضيها الضربات اليمنية ، ووفقا لتلك المصادر فإن قطر هي من تلعب دور الوسيط بين صنعاء وأبو ظبي .
وبحسب مصادر سياسية في صنعاء فإن سياسة اكثر تشددا يتم اعتمادها تجاه الامارات بعد ان اظهرت الاخيرة انها لا تحترم تعهداتها السابقة ، وتقوم بأدوار تخريبية في اليمن خدمة للمصالح الامريكية والصهيونية تغاضت صنعاء عنها طويلا منذ اعلان ابوظبي انسحابها من اليمن.
أبقت الامارات على دعمها لقوات ماتسمى العمالقة التي غيرت مسماها الى قوات العمالقة الجنوبية ، ومليشيات طارق عفاش ، والمجلس الانتقالي الجنوبي ، قبل ان تسحب الوية العمالقة الى شبوة وتغير مسماها الى الوية العمالقة الجنوبية وتقود حملة تصعيد جديدة في الميدان اليمني وتدفع بصنعاء الى استهدافها بقوة هذه المرة بعد ان تجنبتها خلال الفترة الماضية واقتصرت الهجمات السابقة على رسائل نارية مصغرة ومحدودة في مطاري دبي وابو ظبي .
وتضيف المصادر في صنعاء بان الامارات تتلاعب في شان ما تسميه اعادة تموضع لقوات العمالقة حيث تعمد الى تحشيد تلك القوات في ابين مكيراس ، وقامت بإعداد الوية للقتال في مارب تضم فصائل وتشكيلات من الوية العمالقة ، بالإضافة الى فتح باب التجنيد لفتح معركة في البيضاء تحت مسمى أخر.
وتلفت الى ان هدف الامارات في الوقت الحالي هو اخذ فسحة من الوقت ريثما تتوصل الى حلول لمواجهة المسيرات والصواريخ اليمنية التي اثبتت منظومات باتريوت الامريكية عجزها عن صدها .
استمرار الضربات اليمنية بالشكل الحالي الذي هي عليه الان بمعدل ضربة كل اسبوع يشكل كارثة على الامارات ، عملية التكتيم الاعلامي الذي تمارسه الامارات عقب كل ضربة لايمكن ان يستمر طويلا ، عقب عملية اعصار اليمن الثالثة بدأت الصحف الاجنبية في تسريب مقاطع فيديو واخبار نقلا عن مراسليها في الامارات ، وهؤلاء لا يمكن لأبو ظبي استدعاءهم والتعامل معهم بغلظة كما تفعل مع مواطنيها او الاعلاميين العرب .
يضاف الى ان رؤوس الاموال والاستثمارات الدولية في حالة ترقب لمخرج تجده الامارات للخروج من الوضع الكارثي الذي اعادت الامارات نفسها اليه ، وفي حال استمرار الضربات اليمنية وتصاعدها وفق ما يتوعد الطرف اليمني فإنها ستكون اول الهاربين وتلك حقيقة يخشاها حكام دبي بشكل كبير لكونها تعتمد فقط على الاستثمار والسياحة ولا تملك ابار نفط كحال ابوظبي .
تشترط صنعاء على ابوظبي الانسحاب الكامل وتفكيك ميليشياتها وقطع الدعم عن الاطراف التي تمولها داخل الميدان اليمني واعادة الاعمار لكي تعود بلدا امنا كما ترغب وتروج له ، ودون ذلك فإن الاعاصير اليمنية ستعصف بها ، ولن يمكنها الصمود طويلا ، اذا ما توسعت العمليات اليمنية في العمق الاماراتي .
حتى اللحظة فإن البيانات اليمنية تتعمد عدم ذكر الاهداف التي تطالها المسيرات والصواريخ اليمنية ، ومن المؤكد ان لدى الجانب اليمني الصور الكافية لتك الاهداف المقصوفة، ومن شان اظهارها للإعلام وتقديم تفاصيل عن ما طاله الهجوم اليمني ان يشكل بلبلة كبيرة بداخل الامارات التي تهزها تغريده ويتأثر اقتصادها بخبر صاروخ او مسيرة.
كان لافتا تأكيد العميد يحي سريع المتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية في اعلان عملية اعصار اليمن الثالثة الحديث عن الحصار على اليمن والمعاناة نتيجة استمرار التحالف السعودي الاماراتي الامريكي في احتجاز سفن النفط والغاز المنزلي في اشارة الى ان المطالب على طاولة المفاوضات هي قيد التحقيق باليد العسكرية ، مع خسارة دول التحالف أمنها واقتصادها نتيجة العناد والمكابرة على مدى 7 سنوات.
الخيارات امام الرياض وابوظبي تضيق ، ومن المؤكد ان القاعدة الشعبية الاسلامية والعربية تقف اليوم الى جانب صنعاء وهي زادت بعد قصفها الامارات وإجبار الرئيس الصهيوني على المبيت بملجأ في دولة تملك اطول الابراج عالميا.