الخبر وما وراء الخبر

3 أعاصير في عمق الإمارات.. الوجعُ لم يبدأ بعد

16

تقرير|| منصور البكالي

خلالَ أقلَّ من شهر، هبَّت الأعاصيرُ اليمانية في عُمق الإمارات، فالتفت العالَمُ لما حدث، وعرف البعضُ أن هناك حرباً منسيةً، أَو بالأصح عدواناً أمريكياً صهيونياً سعودياً إماراتياً على اليمن مُستمرّ منذ سبعة أعوام.

وإذا كانت دويلةُ الإمارات قد نجت بنفسها خلال هذه السنوات، فَـإنَّها القادم لن يكونَ في صالحها على الإطلاق، فلا عاصم لها اليوم من أعاصير اليمن، وقاعدة أنها ستكونُ “غير آمنة” قد ترسخ لدى القيادة الثورية والسياسية والعسكرية اليمنية، وستظل ثابتة، حتى يتوقفَ العدوان ويُرفع الحصار.

عملياتِ “إعصار اليمن الثلاث” سبقها تحذيراتٌ أطلقتها حكومة الإنقاذ الوطني بصنعاء، لكنها لم تلقَ أذاناً صاغية، فكانت العملية الأولى، وما حملته من رسائلَ تحذيرية مفاجئة للعدوان، إلَّا أنه لم يستقبل الرسالة كما يجب، فاستمرّ في الدفع بمرتزِقته على الأرض، وشنّ غارات جوية مكثّـفة على الأحياء السكنية في العاصمة صنعاء، واستهداف السجن الاحتياطي في مدينة صعدة، وكثّـف من غارته المصاحبة للعمليات العسكرية في جبهات شبوةَ ومأربَ بإشراف وتوجيه من الكيان الصهيوني، ما دفع القيادةَ العسكريةَ في صنعاء لتنفيذ العملية الثانية من إعصار اليمن على أبو ظبي ودبي بعدد من الصواريخ والطائرات المسيَّرة، نتج عنها ارتفاع منسوب القلق الأمريكي الصهيوني أكثر من السابق، وبدأت وفود كيان العدوّ الصهيوني تحط رحالها في مطار دبي، فكان لزاماً على اليمن الاستقبال الأنسب، فوجهت العملية الثالثة من الإعصار اليماني التي أجبرت الوفد الصهيوني على الاختباء في الملاجئ، وإنهاء رحلته في زمن قياسي، مما كان مخطّطاً لها؛ خشية من الصواريخ البالستية اليمنية والطيران المُسَـيَّر.

وللتذكير، فسنحاول هنا، سَرْدَ العمليات الثلاث في العمق الإماراتي:

عملية إعصار اليمن الأولى

نفّذت العملية في يوم 14 جمادى الآخرة من العام 1443هـ، الموافق 17/ 1 / 2022م، وَتم فيها استهدافُ مطارَي دبي وأبو ظبي ومصفاة النفط في المصفح في أبو ظبي، وعدداً من المواقع والمنشآت الإماراتية الهامة والحَسَّاسَة.

وقال المتحدث العسكري لقواتنا المسلحة، العميد يحيى سريع: إن الصواريخَ التي تم استخدامُها في عملية إعصار اليمن هي صواريخ مجنحة نوع “قدس2” وَاستهدفت مصفاة النفط في المصفح، ومطار أبو ظبي بأربعة صواريخ، فيما صاروخ “ذو الفقار” الباليستي استهدف مطار دبي، أما الطيرانُ المُسَـيَّرُ فقد استهدف عدداً من الأهداف الحَسَّاسَة والهامة، إضافة إلى الأهداف السابقة بطائرات “صمَّـاد3″ المسيَّرة”.

وكانت هذه العملية النوعية والناجحة رداً على التصعيد الأمريكي الإماراتي السعوديّ.

وجدّد بيان المتحدث العسكري سريع تحذيره لدول العدوان، متوعداً إياها بتلقي المزيد من الضربات الموجعة والمؤلمة، ومحذراً الشركات الأجنبية والمواطنين والمقيمين في دولة العدوّ الإماراتي من البقاء جوار المنشآت العسكرية والحيوية الإماراتية، مُشيراً إلى أن القوات المسلحة اليمنية ستتوسع في بنك الأهداف في الضربات القادمة لتشمل مواقع ومنشآت أكثر أهميّة خلال الفترة المقبلة.

ودعا سريع المواطنين والمقيمين بالابتعاد عن المواقع والمنشآت الحيوية حفاظاُ على سلامتهم، واعتبار الإمارات دويلة غير آمنة طالما استمرت في تصعيدها العدواني ضد اليمن.

عملية إعصار اليمن الثانية

كانت هذه العملية أكبر وأوسع وأشمل من عملية “إعصار اليمن الأولى”، حَيثُ نفّذتِ القوةُ الصاروخيةُ وسلاحُ الجو المُسَـيَّر عمليةً عسكريةً واسعةً في الحادي والعشرين من جُمادى الثانية 1443 للهجرة، الموافق للرابع والعشرين من يناير 2022م، استهدفتِ العمقين السعوديّ والإماراتي تضمنت “استهداف قاعدة الظفرةِ الجويةِ وأهداف حَسَّاسَة أُخرى في عاصمةِ العدوّ الإماراتي (أبوظبي) بعددٍ كبيرٍ من الصواريخِ البالستيةِ نوع (ذو الفقار)، إضافة إلى استهداف مواقعَ حيويةٍ وهامةٍ في دبي بعددٍ كبيرٍ من الطائراتِ المسيَّرةِ (نوع صمَّـاد 3).

وفي عمق العدوّ السعوديّ دك سلاح الجو المُسَـيَّر والصواريخ البالستية عدداً من القواعدِ العسكريةِ في منطقةِ شرورة ومناطقَ سعوديّةٍ أُخرى بعددٍ كبيرٍ من الطائراتِ المسيَّرةِ نوع (صمَّـاد 1 وقاصف 2 كي)، واستهداف مواقعَ حيويةٍ وحَسَّاسَة في جيزانَ وعسيرَ بعددٍ كبيرٍ من الصواريخِ البالستية، وحقّقتِ العمليةُ أهدافها بدقةٍ عاليةٍ بفضل الله، حسب بيان المتحدث سريع الذي قال “إن القواتِ المسلحة اليمنيةِ وهي تعلنُ عن هذه العمليةِ تؤكّـد جهوزيتها الكاملة في توسيعِ عملياتها خلالَ المرحلةِ القادمةِ ومواجهةَ التصعيدَ بالتصعيد”.

وجدد سريع نصحَه للشركاتِ الأجنبيةِ والمستثمرينَ في دويلةِ الإمارات بمغادرتها؛ كونها أصبحت دولةً غيرَ آمنة، وأنها معرضةٌ للاستهداف بشكلٍ مُستمرّ طالما استمرت في عدوانها وحصارها للشعبِ اليمني.

عملية إعصار اليمن الثالثة

واستهدفت العمليةُ يوم 31 يناير 2022م عُمق دويلة العدوّ الإماراتي بضرب أهداف نوعية وهامة في إمارة أبوظبي بعدد من صواريخ (ذوالفقار البالستية)، إضافة إلى ضرب أهداف حَسَّاسَة في إمارة دبي بعدد من الطائرات المسيَّرة نوع (صمَّـاد 3).

وأكّـد بيان المتحدث العسكري سريع أن العملية حقّقت أهدافها بنجاح، مجدّدًا تأكيده المُستمرّ بأن دويلة العدوّ الإماراتي ستظل غير آمنة طالما استمرت أدواتُ كيان العدوّ الصهيوني في أبوظبي ودبي في شن العدوان على شعبنا وبلدنا العزيز.

كما جدد سريع دعوته للمواطنين والمقيمين والشركات بالابتعاد عن المقرات والمنشآت الحيوية؛ كونها عرضةً للاستهداف خلال الفترة المقبلة.

وقال سريع: إن القوات المسلحة اليمنية لن تقفَ مكتوفةَ الأيدي وهي ترى شعبَ اليمني العظيم يعاني من ويلات الحصار الخانق وتُرتَكَبُ بحقه المزيدُ من الجرائم العدوانية، مُشيراً إلى أن القوات المسلحة اليمنية مُستمرّة في الدفاع المشروع عن اليمن العزيز حتى يتوقف العدوان ويرفع الحصار.

وأمام هذه العمليات المُستمرّة يتساءل المتابع عن أهداف العمليات القادمة فيما لو لم يتوقف العدوان والحصار، ولم تستجِب أدوات كيان العدوّ الصهيوني في أبوظبي ودبي والرياض لتحذيرات القيادة السياسية والعسكرية في صنعاء، لتكون الإجَابَة باختصار كارثيةً على قوى العدوان.