الخبر وما وراء الخبر

ضرباتنا تزيدنا قوةً وضرباتهم تزيدهم ضعفا

5

عمليات إعصار اليمن الأولى والثانية التي نفذت بأعداد كبيرة من الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة خلال أسبوع واحد وكان للإمارات نصيب الأسد منها شكلت منعطفا هاما ونحن على مشارف العام الثامن للصمود اليمني.

فكلى العمليتين أظهرت اليمن قوة واقتدار من عدة نواحي أهمها في الشجاعة والجرئة في اتخاذ قرار شن ضربات كبيرة بهذا الحجم موجعه ومذله في نفس الوقت على أهداف استراتيجية وحيوية وحساسة من بينها قاعدة الظفرة التي يتواجد بها أمريكيون وفرنسيون وبريطانيون لما تحمله تلك القاعدة من رمزية في شن العدوان على اليمن من كيانات أنجبتها بريطانيا وتحظى بالحماية الأمريكية.

ووفق خبراء عسكريون فإن القدرة على تنفيذ الضربات وإصابة الأهداف بدقة متناهية على بعد أكثر من 1400 كيلومتر عن الحدود اليمنية، يكشف امتلاك اليمن خبرات عسكرية متراكمة عالية القدرات بالإضافة إلى امتلاك صنعاء تكنولوجيا حربية متقدمة لا تمتلكها إلا أقوى جيوش العالم.

وفي المقابل كشفت العمليات اليمنية عجز الأسلحة الأمريكية ومنظوماتها الصاروخية التي أنفقت عليها دويلات الخليج مئات المليارات من الدولارات وحين احتاجت إليها اتضح لها أن مضارها أكثر إذ تتساقط على رؤوس المدنيين وهي تحاول اعتراض صواريخ ومسيرات اليمن، كما أن مشغلوها الأمريكيون دخلوا الملاجئ خلال عمليتي إعصار اليمن لحماية أنفسهم.

كما أن الرعب الإسرائيلي كان جليا من خلال مراقبته وحضوره وعرض تقديم خدماته للإمارات وبيع أسلحته ليس حبا فيها وإنما خوفا على نفسه فهو يسعى لتجريب منظوماته الصاروخية ودراسة وتحليل قدرات اليمن قبل أن تطاله الهجمات اليمنية في عقر داره عله يجد طريقة لتفاديها.

هناك نقطة يجب الإشارة إليها وهي أن لليمن قيادة عقلانية متزنة، فقبل نحو خمس سنوات عام 2017م أخبر قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي أن الإمارات أصبحت غير آمنة، ومع ذلك لم يتم استهدافها وتم مجاراتها في ادعائها بالخروج من المستنقع اليمني ولكن التجربة معها أثبتت أنها تكذب ولم تفهم الدرس وعادت بقوة لتتصدر العدوان وتقود العمليات العسكرية داخل التراب من اليمن فما كان من القوات المسلحة أن تضع النقاط على الحروف وتثبت للعالم أن الإمارات غير آمنة بالفعل وليس بالقول.

وفي مقابل عمليات إعصار اليمن التي تضع اليمن كقوة إقليمية متزنة قادرة على ضرب أهداف للدول التي تعتديه في المكان والزمان الذي تريده، نجد على النقيض من ذلك تماما تكشف العمليات الانتقامية للإمارات والسعودية مدى تخبط وفشل وضعف هذه الدويلات، لأن ضرباتها ليست إلا مزيدا من الجرائم بحق المدنيين، فأي نصر تحقق للتحالف من شن مئات الغارات على أهداف مدنية وقتل وإصابة أكثر من 500 مدني خلال شهر يناير الحالي.

قصف العدوان على مدى سبع سنوات لكل ما في اليمن من منشئات سكنية والمدنيين والمستشفيات وكل البنى التحية لم يحقق له نتيجة، والآن التصعيد وارتكاب المزيد من المجازر وقصف المقصوف وتدمير المدمر دليل عجز وضعف ولن يحقق للمعتدين أيضا أي إنجاز بل إن الدماء تزيد الإماراتي والسعودي والأمريكي خزيا وعارا وهزيمة.

ختاما هل ستستوعب الإمارات الدرس بعد عمليات إعصار اليمن الأولى والثانية وتصغي لصنعاء لا إلى عواصم العالم وتفهم الرسالة بأن أمنها المفقود لن يعود إلا إن أوقفت عدوانها على اليمن ومنحته أمنه وأن “تخرج من المستنقع اليمني فعليا”، أم أنها ستسير في الطريق الآخر وتواصل “تسول الدعم الأمريكي” والغربي، وهذا الطريق “لن يجديها ولن يتحقق لها أي أمن” بل إن استمر عدوانها على اليمن سيجعلها عرضة لمزيد من العمليات التي لم ترى منها إلا “رأس جبل الجليد”.