هل سينهي الحوثيون العدوان بنقل المعركة إلى الداخل السعودي ؟
بقلم// عدنان علامه
لقد تركزت إستراتيجية أنصار الله العام الماضي على تحرير كامل تراب اليمن من براثن الإحتلال. وقد تكللت كل العمليات بالنجاح المميز والحصوال على غنائم عسكرية مميزة من العتاد الحديث والأسلحة المتطورة. وبدأ التدخل الأجنبي والضغوطات الخارجية تتزايد حتي وصلت إلى أقصاها مع وصول قوات الجيش وانصار الله واللجان الشعبية إلى أطراف مدينة مأرب.
وقد تدخلت الأمم المتحدة مباشرة بامر أمريكي وأوصلت ر سالة قوية مفادها “ممنوع سقوط مأرب”. لم تتوقع امريكا وصول جحافل انصار الله بهذه السرعة إلى مأرب؛ لأن سقوط مأرب سيتسبب في سقوط باقي محافظات جنوب اليمن التي تحتلها قوات تحالف العدوان كأحجار الدومينو. لم يكن في نية انصار الله إسقاط مأرب عسكريًا لأنهم أصحاب إيمان وحكمة. لذا حاصروا مدينة مأرب من كافة الجهات؛ وبدأوا المفاوضات مع رؤساء القبائل والعشائر لتسليم مأرب سلميًا وذلك للحفاظ على المدنيين والمنشآت الحكوميةوالمدنية. وفي نفس الوقت كثفت قيادة انصار الله الأقتحامات في الداخل السعودي أو على الحدود اليمنية السعودية فكان تحرير معسكر الخنجر أواخر العام الماضي وهو آخر معسكر مرتبط بالسعودية، كما تم تحرير جبل عامر مطلع هذا الإسبوع. ولم يفهم قادة تحالف العدوان العبرة من الهجوم الذي حصل في أواخر ايار العام الماضي على محور “الخوبة – وادي جارة” السعودي وتم تحرير أكثر من 150 كلم٢ في محور جيزان بعملية عسكرية واسعة. فلنستعرض سويًا موجز عن هذه العمليات لندرك النسق الذي أعتمدته قيادة أنصار الله وستعتمده يقينًا في المستقبل لتحرير باقي الأراضي التي تحتلها قوات تحالف العدوان :-
بتاريخ 29 مايو/ أيار 2021 نفّذ الجيش واللجان الشعبية عملية هجومية واسعة في محور “الخوبة – وادي جارة” السعودي في “جبل الإم بي سي – وتباب الفخيذة والتبة البيضاء – والقمبورة والعمود وتويلق وشرق قايم صياب” وتم خلال العملية التقدم والسيطرة عليها بالكامل وإلحاق خسائر فادحة بقوات العدو. وكشف مصدر عسكري يمني عن تحرير أكثر من 150 كيلو متراً مربعاً في محور جيزان بعملية عسكرية واسعة. وبدأت العملية عقب رصد دقيق لتحركات الجيش السعودي وتموضّع قواته وآلياته، إذ تواجدت في هذه المواقع قوات مشتركة من القوات السعودية ومرتزقة سودانيين ووحدات من مرتزقة ما يسمى بـ “لواء المغاوير”.
وأظهرت المشاهد تقدّم الجيش واللجان الشعبية نحو مواقع العدو في مدينة قبالة الخوبة في العمق السعودي، وتمكنهم من اجتياز الموانع والتحصينات المعادية قبل الإطباق والاشتباك مع قوات العدو من مسافات قريبة وإلحاق خسائر فادحة بالعدو أجبرته على الفرار.
وبتاريخ 29 ديسمبر/ كانون الأول 2021 أعلن المتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية، العميد يحيى سريع، أنّ عملية “فجر الصحراء” حرّرت مساحة إجمالية تقدر بـ1200 كم مربع، مشيراً إلى أنّ “هدف عملية فجر الصحراء كان تحرير ما تبقى من محافظة الجوف وتحديداً منطقة اليتمة”.
وقال سريع إنّ العملية كبّدت التحالف “35 قتيلاً و45 أسيراً، وأدّت إلى إعطاب 15 آلية ومدرعة”، مصرّحاً أنّ “وحدات الدفاع الجوي أسقطت خلال معركة اليتمة طائرة أميركية الصنع من نوع سكان إيجل”
وبتاريخ 11 يناير/ كانون الثاني 2022 نقلت وكالة يمني برس من جيزان التالي :- شن مجاهدو الجيش واللجان الشعبية عملية إغارة مباغتة على مواقع مرتزقة الجيش السعودي في جبل عامر شرقي جحفان بمحور المدافن في جيزان. واتخذت العملية عدد من المسارات المتزامنة بدأت بتمشيط مكثف استهدف تحصينات ودشم مرتزقة الجيش السعودي في جبل عامر.
وأظهرت المشاهد فرار مرتزقة الجيش السعودي وسط تقدم المجاهدين ودخولهم إلى تحصينات ومواقع العدو. وبينت المشاهد تمكن المجاهدين من إحراق دشم مرتزقة الجيش السعودي، واغتنام كميات من الأسلحة المتنوعة.
ولقي أعداد من مرتزقة الجيش السعودي مصرعهم خلال العملية وأصيب آخرين.
فاذا رسمنا خطًا بيانيًا لهذه العمليات؛ نستنتج بأن قيادة أنصار الله تنفذ إستراتيجية ” الهجوم هو أفضل وأنجع وسائل الدفاع”ونقل المعركة إلى داخل أراضي العدو لن يخفف من العدوان على اليمن ارضًا وشعبًا بل سينهيه حتمًا.
وإن غدًا لناظره قريب