فاطمة البتول الزهراء (عليها السلام)
بقلم// عدنان الكبسي (أبو محمد)
فاطمة بنت رسول الله محمد (صلوات الله عليه وعلى آله)، تلك الزكية المرضية التي بلغت ذروة الكمال الإنساني والإيماني للمرأة، حظيت بأرقى تربية، حيث تربت في أحضان أبيها الرسول صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وأمها خديجة، تربت على الإيمان والتقوى ومكارم الأخلاق، وشربت معارف الإسلام، فكانت تلميذة أبيها وخريجة مدرستهِ الأولى، وبذلك كانت سيدة نساء العالمين، سيدة نساء المؤمنين، سيدة نساء أهل الجنة، كما وصفها بذلك رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله).
عاشت فاطمة (عليها السلام) منذ طفولتها في أحضان الرسالة ، تتربى أحسن تربية وأعظم تربية ، كيف لا !؟ ومن تولى تربيتها وتعليمها وتنشئتها هو خاتم الأنبياء والمرسلين محمد صلوات الله عليه وعلى آله، فازدادت ارتقاء على مستوى المعرفة وعلى مستوى الأخلاق وعلى مستوى الارتقاء في سلم الكمال الأخلاقي، حتى وصلت إلى درجة عالية جداً.
السيدة فاطمة التي سميت بالبتول منقطعة إلى الله سبحانه وتعالى ، متبتلة منقطعة إلى الله عابدة متوجهة بصدق إلى الله سبحانه وتعالى ، لكنها لم تكن بذلك منعزلة عن الحياة في واقع الحياة في طبيعة الحياة في ظروف الحياة ، لا ! امرأة تعيش مع زوجها مع أسرتها الواقع الحياتي المعتاد، كانت إمرأة خدومة محسنة، كانت مصدر عطاء، وينبوع خير ومصدر إحسان، يقول السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي حفظه الله عن السيدة فاطمة (عليها السلام): (ثم هي على ما هي عليه من علم ومعرفة وزكاء وطهارة وتقوى ، تلك المرأة الخدومة المحسنة التي تحسن إلى الأخرين وتهتم بالآخرين ، مصدر عطاء ، مصدر عطاء ، وينبوع خير وينبوع إحسان هكذا يريد الله للمرأة المؤمنة أن تكون مصدرا للعطاء والخير والإحسان وهكذا كانت فاطمة القدوة ، هكذا كانت فاطمة القدوة ، والمرأة المؤمنة بحاجة إلى القدوة وأن ترسخ في واقعها القدوة ، وطبعاً القدوة العليا للمؤمنين والمؤمنات هو الرسول محمد صلوات الله عليه وعلى آله هو أسوة وقدوة للرجال وللنساء معاً، ولكن فاطمة الزهراء والنماذج النسائية الراقية العظيمة الكاملة في واقعها الإيماني والإنساني هي نماذج وقدوة حتى في الخصوصيات التي تختص بها المرأة بفطرتها وخلقها وكينونتها ، فهناك جانب معين من الخصوصية، ففاطمة الزهراء هي نعم القدوة ونعم الأسوة).
فمن الرقي أن تستلهم المرأة المسلمة حياتها من السيرة العطرة لفاطمة الزهراء، من العلو للمرأة أن تتأسى بفاطمة، من الرفعة للمرأة أن تقتدي بالسيدة فاطمة (عليها السلام)، ومن لم تقتدي بالسيدة فاطمة في كل الجوانب فهي إمرأة قاصرة وبعيدة عن كينونيتها.