الخبر وما وراء الخبر

ما بين شبوة ومارب وسقوط رهان الأعداء.

38

بقلم د// فاضل الشرقي.

يحشدوا العدو كلّ قواه العسكرية في معارك شبوة من كل المحافظات الجنوبية، من كلّ الأجناس، والأهواء، والإتجاهات، والطوائف، والتيارات، والبطون، والفخوذ، وفي مقدمتهم السلفيّين الوهابيّين، والقاعدة، وداعش، ويدفع بهم لميدان المعركة، فيما تكفلت السعودية والإمارات بكلّ أنواع الدعم والإسناد اللوجستي، والإمداد والتموين، والغطاء الجوي المكثف، والغارات الهستيرية، بكل أنواع الأسلحة المتطورة الحديثة بمشاركة مباشرة وفاعلة من الأمريكيين والبريطانيين والكيان الصهيوني.

المعركة حاسمة ومفصلية وجاءت – كما جاء العدوان – بدفع وتوجيه أمريكي مباشر باعتبار الجنوب اليمني (خطّ أحمر) لدى الأمريكيين والبريطانيين، والإقتراب منه غير ممكن، ولا مسموح، ولا مقبول، ولمنع سقوط مارب من جهة أخرى.

إذًا المعركة حاسمة فعلًا، والمطلوب تحرك شعبي جماهيري كبير منظم ومدرب لتعزيز المجاهدين، ورفد الجبهات، والتصدي للغزاة المحتلين، وتحرير مارب سريعًا، وطرد الغزاة والمحتلين وعملائهم، وفي المقدمة من قبل إخواننا وشبابنا الأبطال المسلحين المدربين المنظمين العائدين من الجبهات والراكدين لأسباب وظروف، وسرعة الإلتحاق بوحداتهم وسراياهم وكتايبهم العسكرية الجهادية، ومحاورهم القتالية، والشعب قادر على الحشد والتعبئة، وملء الثفنات، فلسنا الأقلّ عددا، وليس عدوّنا بأكثر منّا، ولا أقوى، ولا أشجع، ولا أبطل، ولا أمثل نخوةً وحميةً وبأسًا وشدّة.

أين هي خطة الدولة والمسؤولين الحكومين للتعبئة العامة المنظمة الهادفة الفاعلة البناءة في أوساط الشعب وملايين الشباب والرجال الأبطال المسلحين لاستيعابهم في المؤسسة العسكرية وتدريبهم وترقيمهم واعتمادهم وتجهيزهم للإلتحاق المنظم بجبهات القتال وصفوف إخوانهم المجاهدين؟

لا بدّ من توجيه الدعم الحكومي السخي للحشد والتعبئة لأقصى حدّ ممكن، فالمعركة كبيرة والمرحلة طويلة لا تتوقف على مارب وشبوة فقط، والإعداد والجهوزية، وحركة التعبئة العامّة المستمرّة أخيَر وأفضل وأجدى وأنفع من الهبّات والفزعات المؤقتة والطارئة.

المعركة تحتاج تظافر الجهود والعمل المشترك من قبل الجميع بتفاني وإخلاص لله وفي سبيل الله، وتوحيد وتوجيه الطاقات والقدرات الرسمية والحزبية والقبلية والإجتماعية والشعبية نحو ميدان المعارك، وساحات الوغى، وجبهات القتال لتحرير البلد، وطرد الغزاة والمحتلين والعملاء الفسقة، ويجب على المسؤولين الحكوميين أن يكونوا في مقدمة الصفوف، وأن يقتدوا بالرئيس الشهيد صالح على الصماد، فالذي يخاف على نفسه جبان يحبّ الحياة والسلطة أكثر من حبّه لله، ويكره الجهاد والتضحية، ولو كان الشهيد الصماد يحبّ نفسه ويعشق منصبه لكان اليوم في بحبوبة القصر، ورغد العيش، ولما سقط شهيدًا عزيزًا كريمًا في سبيل الله، ومثله الشهيد الكبير العظيم الخالد قاسم سليماني ورفيقه أبو مهدي المهندس، وغيرهم الكثير الكثير في بلدنا وغيره، ومنذ بزوغ فجر الإسلام إلى يومنا هذا.

لا قلق ولا خوف أبدًا من زخم العدو وحشوده الكبيرة، ومدده وسنده، وعدده وعدته وعتاده، وإن صنع نصرًا هنا أو هناك وتقدم بينَ بينَ، وبيتَ بيتَ، فهي لحظة اندفاع وحماس وغرور وتعبئة مؤقتة بكل تأكيد ستتبخر وتتلاشى قريبًا، وعاقبتها وخيمة بعزة الله ونصره وتأييده، ولا ينقصنا القيادة، ولا الخبرة، ولا التجربة، ولا الرجال، ولا السند، والعون، والمدد، والعدة، والعتاد، ولا نحتاج في هذه المعركة ولا غيرها لتكافؤ موازين القوى البشري والمادي والعسكري.. نحتاج تكاتف، ومسؤلية، وحسّ إيماني، واستشعار ديني، وتحرك ميداني عملي، ونفير واستنفار منظم، ودعم ورعاية قدر المستطاع، وعزيمة، وإرادة، وتعبئة، وحماس، ومعنوية، وثقة كبيرة عالية بالله ونصره وتأييده مع حسن الصبر والتوكل عليه، وكفى بالله وليًا، وكفى بالله نصيرا، والعاقبة للمتقين.