الخبر وما وراء الخبر

التجسس السعودي الإسرائيلي.. سعودي يسرد لـ (المسيرة نت) أسبابه

30

يسدل الستار عن الشراكة السعودية الإسرائيلية بالإفصاح في الآونة الأخيرة عن تكنولوجيا تجسسية تستهدف المعارضين لسياسات النظامين. ويتكشف ذلك عبر وسائل إعلام عالمية، من بينها إسرائيلية لأغراض تخدم استراتيجيتهما الإعلامية ولا تتعارض معها.

حيث احتضن أحد فنادق العاصمة النمساوية فيينا، اجتماعاً حضره عن الجانب السعودي عبدالله المليحي المقرب من رئيس المخابرات العامة الأسبق، والأمير تركي الفيصل، وعن الجانب الإسرائيلي رجلا أعمال إسرائيليان، ومسؤولون من شركة “NSO” المتخصصة في تطوير أدوات التجسس على الهواتف الخليوية”.

وتمخضت مخرجات الاجتماع الذي عقد بشهر يونيو/حزيران 2017م، بتمكين النظام السعودي من تكنولوجيا تجسسية تستهدف ناشطين ومعارضين سياسيين بالخارج. وفقا لـ “تايمز أوف إسرائيل”.

من جانبها أكدت صحيفة “هآرتس” العبرية، أن شركة السايبر الإسرائيلية المتخصصة في تطوير برمجيات التجسس “NSO” قد أجرت مفاوضات مع المخابرات السعودية لبيع منظومات مراقبة متطورة واختراق للهواتف الذكية. مشيرة إلى أن الشركة عرضت على السعوديين “تكنولوجيا خيالية”.

وكانت شركة “NSO” قد روجت في العام 2017 لتكنولوجيتها الجديدة “بيغاسوس3” وهو عبارة عن برنامج تجسس فائق التطور، يتمكن من اختراق الهواتف الخليوية.

بالمقابل يحمل الكشف عن هذه التكنلوجيا المتطورة التي من المفترض أن تبقى ضمن أسرار مخابرات النظامين، أبعاداً مدروسة تستهدف النفوس قبل الهواتف، ضمن دواعي الحرب النفسية لإثبات أن السعودية تملك ذراعاً طويلاً للسيطرة على أعدائها ومعارضيها.

ويقول لـ “المسيرة نت” الصحفي السعودي المقيم في أمريكا هاني العبندي، إن الشراكة السعودية الإسرائيلية ليست بالأمر الجديد على كل المستويات بما فيها الأمنية، إلا أنها بقيت بعيدة عن الأضواء لحاجة الحاكم أن يحافظ على الشرعية الدينية التي شكلت له غطاء لتمرير سياساته الداخلية والخارجية.

على المستوى العام، يذكر العبندي الأسباب التي تدفع بالسعودية وإسرائيل لانتهاك الخصوصيات بقوله: “الكيانات المصطنعة في طبيعتها تشعر بأن أمنها مستلب، وهذا ما يفسر سعيها المستمر لتطوير قدراتها في مجال الأمن”.

ولا تختلف العائلة السعودية الحاكمة عن إسرائيل، لا سيما في عهد الملك سلمان وابنه ولي العهد محمد، اللذين تتملكهما مشاعر القلق المتزايد حول مستقبلهما السياسي المفقود بعد عدد من القضايا التي شوهت صورتيهما على المستوى الداخلي بالإعدامات الجماعية، وقتل الصحفيين، أو على المستوى الخارجي فيما يتعلق بالحرب على اليمن” حد تعبير العبندي.

مؤكداً بأن “ولي العهد محمد بن سلمان، منذ أبرز نفسه كمصلح سياسي وديني، اعتمد وبشكل واضح على البرامج التجسسية”.

وكان مُختبر “سيتيزن لاب” التابع لجامعة تورنتو الكندية، قد كشف في تقرير له صدر في 1 أكتوبر/تشرين الأول 2018م، تفاصيل واحدة من عمليات التجسس السعودية ضد معارضيها”.

وهو ما أكده العبندي بأن المختبر كشف عن استحداث النظام السعودي موقعاً باسم (القطيف اليوم) كنسخة مشابهة عن الموقع الأصلي الذي يبنى مظلومية المناطق الشرقية في السعودية، ما مكن النظام من اختراق العديد من الهواتف الخلوية لناشطي الشرقية.

ويشير العبندي إلى أنه: لا تزال أجهزة الأمن السعودية حتى هذه اللحظة، مستمرة في التجسس على المواطنين، والحكومات العربية والشخصيات السياسية والناشطين المخالفين لها في الرأي.

ويختتم العبندي تصريحه، بالقول: يتكشف لنا من خلال الأعمال التجسسية أننا أمام عائلة منهزمة تلجأ للتجسس لتوريث الحكم إلى شاب غارق بالقلق والخوف على مستقبله السياسي معتمداً كلياً على الغرباء من أجل إخراس المواطن عن حقه في التعبير عن رأيه في كل المجالات لا سيما السياسي منها”.