إعلان رباعية التحالف إقرار ببلوغ نهاية الطريق المسدود في اليمن
تقرير|| ابراهيم الوادعي
إنهيار عسكري وافق سياسي مسدود شبه تام يعانيه التحالف السعودي الامريكي في اليمن بعد 7 سنوات من الحرب المتواصلة والحصار المطبق.
عسكريا تمكن الجيش واللجان الشعبية من اسقاط جبهة كاملة في اليتمة الجوف لتصل قوات الجيش واللجان مقر المحور السابع التابع للمرتزقة ، بالتزامن مع تضييق الخناق على ماتبقى من مرتزقة العدوان في مارب.
سياسيا التحالف بعد 7 سنوات من القتال تائه في كيفية الخروج بماء الوجه من مازقه في اليمن ، صنعاء متمسكة بشرطيها اعلان رسمي لوقف العدوان ورفع الحصار قبل الخوض في حلول سياسية لمرحلة مابعد الحرب.
تحاول السعودية ايهام الاطراف الاخرى بانها مستعدة لحرب طويله عبر نشر تقارير اعلامية عن انتاج هياكل قنابل للطائرات في السعودية وتوطين اسلحة اخرى، لكن الجميع بمن فيهم الداخل السعودي يدرك ان تلك التقارير ليست الا مزايدات اعلامية، وان الرياض ترغب في الخروج من المستنقع اليمني الذي اوقعت نفسها فيه دون تأخير، لكنها تريد ذلك باتفاق مع صنعاء لا يعطي الاخيرة صورة انتصار واضح.
بيان رباعية التحالف حول اليمن – السعودية والامارات وبريطانيا والولايات المتحدة – يمكن اعتباره بمثابة اعلان استسلام مبطن، وان حاولت الدول الاربع تغطية رغبتها الملحة في وقف اطلاق النار في اليمن بغلاف انساني هي من أوصلت هذا البلد المنكوب.
الانسحابات المفاجئة لقوى تابعة للتحالف من الساحل الغربي واعادة انتشار اجرتها في مناطق الجنوب يوحي الى ان الامال بتغيير جذري في موازين الحرب في اليمن قد اضمحلت إن لم يكن ماتت، بعد ان صنعت كارثة انسانية وازمة عميقة هي الاكبر في التاريخ الانساني نتيجة الحروب.
ينشد تحالف السعودي الامريكي الحل السياسي في اليمن بصورة عاجلة املا في استراحة تنقذ مأرب، وتمكنه من اعداد ووضع خطط جديدة للتعامل مع القوى الثورية في صنعاء وتحقيق اهدافه في اليمن.
في العام 2011م وضعت واشنطن وبريطانيا ومعهما السعودية والامارات تقسيم اليمن الى كانتونات كهدف رئيسي ووقائي يضع عراقيل كبيرة امام أي قوى ثورية صاعدة ، في ذلك الحين كان نجم انصار الله قد لمع برغم انهم ظلوا محصورين عدة سنوات في صعدة نتيجة الحروب ال 6 التي شنها نظام عفاش والاخوان لمحاولة واد الحركة بدعم وتحريض امريكي وسعودي وصل حد مشاركة الرياض بالقصف الجوي في الحرب السادسة 2009م
ومع انطلاق الثورة الشبابية وفي غفلة انشغال اجنحة النظام بالصراع عام 2011م استطاعت حركة انصار الله الوصول الى قطاع عريض من الشعب الذي تجاوب معها في اطروحات الوحدة والسيادة والكرامة والرفاه الاقتصادي، التي افتقدها اليمن نتيجة سيطرة عملاء السعودية على مقاليد السلطة عقب مقتل ابراهيم الحمدي.
في الفين اربعة عشر احتجز انصار الله احمد عوض بن مبارك عراب الاقاليم الذي اختارته القوى الغربية ومع اندلاع ثورة 21 سبتمبر، لم يكن امام السعودية والقوى الغربية سوى اطلاق عملية عسكرية كبيرة في مارس 2015م تحولت اليوم بعد سبع سنوات الى مأزق كبير للسعودية والقوى الغربية التي توهمت ان عملية كهذه يمكنها النيل من الشعب اليمني وخياراته الثورية.
بالإضافة الى فشل الاهداف الاستراتيجية للحرب على اليمن ، ملفات عدة لا يمكن للسعودية ومن معها التنصل فيها ، وفي مقدمها ملف التعويضات واثار الحرب والحصار ، وجميع تلك ملفات اوصلت صنعاء رسائل حاسمة الى اطرف التحالف بانه لا يمكن التنصل منها بإعلان الانسحاب او التراجع عن خيارات عسكرية في اليمن.
تشير مصادر اعلامية الى ان الانسحاب للإمارات وادواتها من الحديدة قوبل من جانب انصار الله وحكومة صنعاء بالتأكيد على كونها خطوة ايجابية اولية لا تلغي استحقاقات ملفات اخرى في مقدمها ملف تعويضات الحرب الكبير.
بحسب أحمد ابو حمراء رئيس مركز عين الانسانية للتنمية إن ملف تعويضات الحرب سيكون الملف الابرز والاثقل على الطاولة السياسية ، وهو ملف لا يمكن بأي حال من الاحوال تجاوزه خصوصا من قبل صنعاء التي تقف امام تركة ثقيلة خلفتها مئات الاف الغارات على البنية التحتية مركز عين الانسانية.
وييرصد مركز عين الانسانية خلال 2400 يوم من العدوان والحصار تدمير 592265منشئات خدمية بينها 579954 منزلا لمواطنين ، وتدمير
11186 منشاة خدمية كمشاريع المياه والكهرباء والمطارات وخلافه ، وتدمير 24622 منشأة اقتصادية ، وبالتالي نحن امام تريلونات الدولارات كلف تعويض يستوجب دفعها من قبل البادىء بالحرب غير المبررة.
وهذه الكلف السابقة تضاف الى مايتوجب دفعه من قبل البادىء بالحرب عن الاثار الانسانية والضحايا الذين تتجاوز اعدادهم المليون شخص بالنظر الى من قتل بالنار او قضى نتيجة الحصار واغلاق مطار صنعاء امام المرضى الذين يفقد ثلاثون منهم حياتهم يوميا وفق احصائية رسمية نتيجة عدم قدرتهم على السفر للعلاج.
لايزال العراق الى اللحظة يدفع تكاليف وتعويضات حربه على الكويت ، وغدا ستدفع السعودية ومن معها تعويضات حربها وحصارها على اليمن.
طريق السلام الكامل لايزال طويلا في ظل محاولات مستميتة من رباعية التحالف للهروب من استحقاقات السلام والتسليم بنتائج الميدان ، لكن صنعاء التي صنعت السلام بصمودها ، يدها على الزناد لتعيد الحقوق لشعبها يؤكد المسئولون في صنعاء ، فمن دخل الحرب لايمكنه الخروج منها هكذا دون دفع استحقاقاتها ، فكيف عندما تكون الحرب غير مبررة اصلا.