الخبر وما وراء الخبر

من أهدر التضحيات بعد 49 عاما .. ذكرى استقلال جنوب اليمن ال 54 تعود بثوب حزين

50

إبراهيم الوادعي: حزينة الذكرى تعود وجنوب اليمن تحت الاحتلال بعد اربع وخمسين عاما فقط على رحيل الاحتلال البريطاني الذي جثم نحو مائة ثلاثين عاما على صدر أبناء الشعب اليمني في الجنوب.

منذ عام 2015م والشعب اليمني في جنوب اليمن يعاني الامرين جراء الاحتلال الجديد ، ويدفع من حياته وامنه ومعيشته ثمنا باهظا.

بعد تسعة وأربعين عاما فقط من 30 نوفمبر عام 1967م يوم جلاء اخر جندي بريطاني محتل عن جنوب اليمن ، سقط الجنوب اليمني تحت الاحتلال مجددا وعاثت أدوات بريطانيا فيه من جديد قبل ان تنزل بقواتها مجددا بعد سبع سنوات من الاحتلال بايدي الأدوات الإقليمية والمحلية ، في اطار عدوان على الشعب اليمني صمدت بوجهه المناطق الشمالية من اليمن وسقط جنوبها.

فما لذي حدث حتى ضاع الاستقلال ووجد المحتل في جنوب اليمن موطئا من جديد ، ومن يتحمل ضياع الاستقلال من قاموا بثورة أكتوبر ام هي عوامل متعددة أوصلت الجنبو اليمني الى الوضع المأساوي الذي يعيشه اليوم تحت نير الاحتلال ، وغصة في لدى الشرفاء يرومون مجددا تحريره واستعادة استقلاله وكل التراب اليمني.

غالب مطلق – نائب رئيس الحراك الجنوبي السلمي.
باعتقادي ان اهم أسباب ضياع الاستقلال هو ان القائمين على الاستقلال مع خروج اخر جندي بريطاني من جنوب اليمن ، انحرفوا عن المبادئ التي انتهجتها وارستها ثورة أكتوبر ، وذهوبا الى صنع دورات عنف افقد ثورة أكتوبر والاستقلال بريقه لدى الشعب في جنوب اليمن ، الامر الاخر هو ذهاب المنتصر في تلك الجولات الى اقتفاء اثر التجارب الاشتراكية والبعيدة عن ثقافة ودين الشعب اليمني وبالتالي حصل هناك انفصام بين القيادة والشعب.

لقد جرى تحويل مسار ثورة أكتوبر عن المسار التذي قامت لأجلها، وناضل وضحى الشعب من اجلها وهذا نعده أولا.

ثانيا بعد الاستقلال الوطني لم يكن هناك توجه لثورة تنموية وتعليمية تنهض بالبلد، بل دخل الثوار في دورة صراعات ماإن تنتهي احداها حتى تندلع أخرى، واصبح كل طرف يخون الاخر ويسفه من مقام الاخر، وافتقدت الجبهة الداخلية وحدتها وفقا للأقطاب في العالم.

ثالثا حصل هناك ولاء للأقطاب الخارجية كالاتحاد السوفيتي وأضحت اليد الخارجية هي المتحكمة ومن تلعب بالساحة الداخلية وضاع القرار السيادي من ايدي الثوار أنفسهم.

وحول استعادة الاستقلال ومساعدة الدولة في صنعاء على تحرير جنوب اليمن قال مطلق: القوى السياسية تتطلع اليوم الى تحرير الاحتلال وهو العقبة الأساسية، المحتلون الجدد جاءوا الى البلد لقتل أبنائه وسرقة ثرواته واهانة شعبه، هذا الامر واضح وجلي بعد سبع سنوات من الاحتلال.

وحول الوضع القائم الحالي في المناطق المحتلة أشار مطلق الى مأساوية الوضع في المناطق المحتلة جنوب اليمن ، حيث تتنازعه مليشيات وعصابات مسلحة تدار بامر المحتلين ، وهذا الامر يتطلب تحرك من القوى السياسية الحرة والشريفة ، واولى هذه الخطوات هي البدء بمصالحة جنوبية جنوبية ومصالحة وطنية تحت اطار اليمن الموحد والقوي والمستقل ، مصالحة تغلق بشكل تام جراحات الماضي وتغلق على المحتلين بوابات اثارة الفتنة.

وفيما يتصل بعودة بريطانيا بعد رحيلها من جنوب اليمن ، اكد نائب رئيس الحراك السلمي ان بريطانيا تخطىء القراءة للشعب اليمني الذي يشهد اليوم حالة تحررية تحت قيادة قوية تتمثل بوجود انصار الله ، الذين يمثلون رافعة وطنية لكل الاحرار في كل مناطق اليمن.

ويضيف: على بريطانيا الا تستهين بالشعب اليمني، فمن اخرجها قبل خمسين عاما لن يستكين لها اليوم ، وخاصة وهو من صمد في وجه العدوان سبع سنوات ، وتعلم فنون جديدة في دفن الغزاة واهانتهم على الأرض اليمنية.

وقال: انصح البريطانيين بالمغادرة والقيادة البريطانية بسحب قواتها على ارجلهم قبل ان تضطر الى سحبهم على نقالات جثثا هامدة.

ويلفت مطلق الى ان المظاهرات اليوم في المناطق الجنوبية والجنوبية الشرقية هي شاهد حي على حياة الشعب اليمني، وحيويته في مواجهة المحتلين.

احمد العليي – منسق الجبهة الوطنية الجنوبية لمقاومة الاحتلال
للأسف تعود ذكرى الاستقلال وجنوب اليمن تحت الاحتلال مجددا وهذا أمر يوسف له ويحز في نفس كل يمني حر وشريف ، واستطيع القول انه من لحظة اعلان الاستقلال كان هناك افتخار بتحقيق هذا النصر على بريطانيا العظمى ، لكن اليوم نحن نفتقد لهذا الشعور في جنوب اليمن ونحن نرى الاحتلال يعود من جديد.

عزاؤنا نحن أبناء المناطق الجنوبية في صمود الابطال في جبهات القتال بوجه العدوان السعودي الأمريكي على اليمن ، حيث نستعيد المعاني السامية والعظيمة للحرية والاستقلال ونعول على هذا الصمود في ان يثمر حرية واستقلالا لكل اليمن ، لكن نحن مطالبون بان يكون لنا حضور في المعركة الوطنية ضد الاحتلال وخاصة في مناطقنا وان نكون رأس الحربة في استعادة الاستقلال وترسيخه.

حقيقة ان ولادة ثورة ال 21 من سبتمبر شكلت رافعة للاستقلال الوطني الحقيقي بعيدا عن الوصاية التي كانت قائمة على اليمن سوآءا في الشمال او في الجنوب ، وهي ثورة تبنت مفاهيم الحياة الكريمة لكل اليمنيين.

نحن كأبناء المناطق الجنوبية حقيقة في هذا الذكرى نعاني مرارة الاحتلال ، وضياع الاستقلال من بين أيدينا بعودة المحتل الخارجي الذي ينهب الثروة ويعيث فسادا ، ويمرر اهداف عالمية لا تمت لمصالح اليمنيين بصلة.

وحول عوامل ضياع الاستقلال وتحول الجنوب بيئة قابلة للاحتلال بعد ثورة طردت اعظم امبراطورية حينها أشار العليي الى ان القوى الجنوبية السياسية والحزبية تتحمل جزءا كبير من المسئولية في ضياع الاستقلال وتحول الجنوب الى بيئة تستوعب الاحتلال من جديد قبل ان تصرخ طالبة النجدة من جديدة لطرده.

وقال: صراع القوى السياسية عقب الاستقلال، وارتماء أخرى في حضن الاحتلال الجديد عكس وجود فجوة عميقة لدى هذه القوى تتصل بقيم الثورة والاستقلال والحرية والكرامة وكل المبادئ العظيمة التي تسقط بمجرد ان تقبل بالمحتل.

وأضاف : اليوم نحن معنيون بتذكر كل التضحيات للثوار ومن قادوا مرحلة الكفاح المسلح ضد الاحتلال واقتفاء أثارهم في مواجهة المحتل ،وصولا الى لحظة الاستقلال.

اليوم نحن معنيون كقوى سياسية

ان ندرك بان الاحتلال للجنوب هو يعبر عن إهانة لكل القيم والتضحيات التي قدمت من كل اليمنيين ابان مواجهة بريطانيا ، وتناسي لكل المبادئ اليمنية العظيمة التي دفنت تحت ظلالها كل القوى الغازية بدءا من الرومان وحتى البرتغال.

وفيما يتصل بقراءة الجبهة الجنوبية لعودة بريطانيا بعد طردها من الجنوب قال منسق الجبهة الوطنية الجنوبي : بكل وضوح لم تغب بريطانيا عن الجنوب اليمني منذ لحظة الاستقلال ، وبذرت الفتن عبر استبعاد مكون وطني لحظة الاستقلال ، وماجري بعد استلام السلطة من دورات عنف دموية كان لبريطانيا حضورا واضحا فيها ، ومن هذا المخل ظلت عين بريطانيا على اهم المناطق الاستراتيجية في جنوب اليمن كعدن وجزيرة سقطرى.

وأضاف: نحن اليوم لازلنا نعاني من التدخل البريطاني منذ ماقبل العدوان وعبر ادواتها خلال العدوان الامارات والسعودية وغيرهما، لكن المؤلم ان تجد من أبناء جلدتك من يقبل بالتعاون معهم مع أمريكا على حساب شعبه.

وحول موجبات استعادة الاستقلال لجنوب اليمن اكد العليي انه من الضروري بداية اصلاح مسار العم السياسي الذي شاب عملية الوحدة حيث وقع الوحدة طرف لم يكن يمثل الشمال كاملا ومن الجنوب كان هناك طرف لا يمثل الجنوب كلية ، وبالتالي إعادة صوغ الوحدة اليمنية من كل الأطراف السياسية كفيل بمعالجة الاختلالات وترسيخ الاستقلال.

وقال : ثورة21 سبتمبر توفر اليوم الأرضية الصلبة والصحيحة لإعادة بناء الوحدة اليمنية بضمانة يوفرها السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي كقائد وطني اثبت خلال سني العدوان والحصار ورغم الجراح من قبل بعض أبناء الوطن ، الا انه حقن الدماء ما استطاع الى ذلك سبيلا وارسى مداميك الصمود والمواجهة ووحد الشعب في اتجاه بناء العدوان واستقلال اليمن ، كل ما جرى خلال السنوات في ظل العدوان والحصار وما نشهده في المناطق الحرة من اتساع واستيعاب لكل أبناء اليمن يثبت ان السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي بالإضافة الى كونه قائدا وطنيا فهو ضمانة وطنية لكل الاطياف السياسية والاجتماعية ، بما يؤسس لبناء وحدة يمنية حقيقية تقوم على توافق كل أبناء اليمن.

وفيما يخص المصالحة الجنوبية كعنصر ضامن للاستقلال أشار الى ان الأرضية اليوم متهيئة من خلال ثورة 21 سبتمبر وما تحمله من مضامين دينية ووطنية وإنسانية ، تمثل الأرضية الملائمة لرعاية مصالحة جنوبية تقفل من خلالها كل الملفات الخلافية وتطوى الجراحات بمصداقية ، وأيضا بوجود قيادة حكيمة تتمثل في السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي بما يحمله من حب للوطن شماله وجنوبه وكل ذرة رمل فيه ، وبالتالي فالأجواء مهيأة أيضا لقيام مصالحة يمنية شاملة يرعاها وتحتضنها صنعاء عاصمة اليمن الموحد.

وباعتقادي فان هذه الخطوات كفيلة بصون الاستقلال وتحصينه ، واليوم أبناء المناطق المحتلة تواقون الى الانعتاق من الاحتلال ، اكتشفوا زيف الشعارات المخادعة ، والقوى السياسية الجنوبية مطالبة اليوم بملاقاة الشارع الذي يغلي اليوم ضد المحتل ، لنستعيد الاستقلال وامجاد اليمنيين في التحرر من الاحتلال أيا كان.

العقيد عوض الزامكي عضو جبهة التحرير

الاحتلال البريطاني لم يغادر الجنوب الا وقد بذر بذور عودته من جديد فتنة بين الثوار تحولت الى صراعات دموية قبيل الاستقلال وتواصلت بعد ذلك دورات عنف بعد رحيله.

حقيقة ان عملية تشويه للاستقلال قد جرت لنكن دقيقين في اذهان وعقول الأجيال نتيجة لتلك الصراعات، ما جعل الجنوب بيئة سهلة وغير عصية على السقوط في براثن المحتل من جديد كما شهدنا ذلك مع بداية العدوان على اليمن.

والسعودية واصلت الدور البريطاني الفتنوي في اليمن ، واحدثت فتنة بين شمال اليمن وجنوبه استطاعت من خلالها تأخير الوحدة اليمنية لعقود ، كما لعبت داخل كل شطر دورا تخريبيا تمثل في زرع خلايا الوهابية والتي عملت على زعزعة الهوية اليمانية وارتباط اليمني بارضه لصالح المشروع الوهابي في مواجهة أعداء الغرب ، قبل ان يرتد ويبدا في زعزعة استقرار الداخل ، واليوم هذه العناصر كانت الوقود للعدوان واستمراره ، وجميع ذلك اورث للأسف ان وصل الحال بالبعض الى الحنين لأيام الاحتلال البريطاني للأسف نتيجة تلك السياسات التي ساهم في صنعها العملاء من موقع السلطة.

وحول الوضع في المناطق المحتلة بعد 7 سنوات من الاحتلال في الجنوب اليمني أشار العوض الزامكي الى افتقاد اليمنيين تحت الاحتلال للكرامة والحياة كقيمة إنسانية مهدورة ، في ظل سيطرة عصابات تعيث في المناطق المحتلة فساد ودمار ، ويجرى تغذية هذا الوضع والعمل على استمرار عبر احياء الفتن والنعرات المناطقية وتحويل الشباب الى وقود لهذه الفتن.

وحول المحددات اللازمة لاستعاد الاستقلال وتحصينه اكد العميد الزامكي على أهمية المصالحة الجنوبية ونبذ النعرات والفتن والمناطقية.

وقال : يتوجب البدء بمصالحة جنوبية جنوبية في اطار مصالحة وطنية شاملة تقوم على طي الخلافات وتوحيد الجهود مع الحكومة في صنعاء لطرد المحتل واستعادة الاستقلال ، ومنع الاحتلال من تحقيق هدفه في تمزيق النسيج المجتمعي ، المدخل الأساسي للاحتلال.

وأضاف : نحن اليوم في الشمال والجنوب معنيون بالتفرغ لتحرير الأرض ، ومن ثم بناء دولة قوية تحدث عنها الشهيد الرئيس صالح الصماد ، وبرأي ي فان المصالحة اليوم متوفرة في ظل توفر القرار اليمني المستقل ورافعته صنعاء ، نحن امام فرضة تاريخية لحل كل الخلافات ولملمة الجراح المفتوحة منذ عقود وتمنع الايادي الخارجية علاجها.

– اللواء خالد باراس – رئيس مكون الحراك الجنوبي

ثلاثين عاما هي كافية لنفهم ان ما يحدث في اليمن والمستجدات هي تمثل تحولات جذرية ، من المعيب ان نظل اسيري الماضي واسيري نزعات عفا عليها الزمن.

ومن الخطأ ان نظل في انتظار استعادة الاستقلال، ونحن نيام، فيما المحتل الجديد يقوم بنهب الثروات ، واستباحة الأرض من قبل محتلين هم أدوات في يد البريطاني والامريكي.

وأضاف : أقول انه يكفي ان نعترف لثورة أكتوبر والاستقلال الذي انتجته هي حافظت على كرامة اليمنيين وينبغي ان نحافظ على ذلك ، واخواننا في شمال الوطن رسموا لنا اليوم خط الصمود والمواجهة ولا ينبغي ان نكون في موقع ادنى ، اليوم الشعب اليمني بقيادة انصار الله يقدم النموذج الحقيقي لشعب دفن الغزاة على ارضه ، وسيدفن حتما الغزاة الجدد ، والهزيمة صارت واضحة بالنسبة للتحالف.

أقول للأخوة في المحافظات الجنوبية والشرقية انه بعد هذه التطورات في الساحة اليمنية خلال سبع سنوات ، وما يحققه انصار الله والشعب اليمني معهم في المواجهة والثبات الذي يسطر والملاحم البطولية التي ترسم ، توجب علينا ان نغير في المفاهيم وان نتحرك لاستعادة الاستقلال.

وأضاف: علينا الا نبقى في خانة المنتظر لقدوم انصار الله لتحرير المناطق الجنوبية مالم يتحرك أهلها وهم ملتزمون كمبدئ يمني وديني بتحرير كل الأرض لكن الواجب منوط بالجميع ونحن أبناء المناطق الجنوبية والشرقية علينا ان درك ما لذي يجب علينا عمله ، لنتحرك واخوتنا هم حاضرين لدعمنا والوقوف الى جانبنا ، واخوتنا في الشمال قاموا بالكثير في اضعاف هذا التحالف وما يجب علبنا فقط هو التحرك الجاد والكفاح لطرد المحتلين واستعادة الاستقلال للمحافظات الجنوبية ، لنرسم كيمنيين جميعا مستقبل اليمن المستقل بقراره والمحافظ على سيادته.