معركتنا الإعلامية
بقلم// عباس السيد
في موازاة الحرب العسكرية والإقتصادية التي تفرضها دول تحالف العdwدوان على بلادنا ، تشن السعودية حربا إعلامية شعواء لإخفاء الحقائق والتضليل و جعل الحرب علينا حربا منسية ، و تنفق من أجل ذلك مئات الملايين من الدولارات.
حتى فريضة الحج يتم تسخيرها في الحرب الإعلامية على اليمن.
آلاف التاشيرات و” المنح المجانية ” لأداء فريضة الحج توزع سنويا على الإعلاميين في مختلف الدول العربية..
حصص خاصة بمؤسسات إعلامية وأخرى لنقابات الصحفيين والمنظمات المدنية ، حتى الأحزاب السياسية لها نصيب أيضا ، بما فيها حزب جعجع المسيحي.
ومع ذلك ، لا يزال هناك الكثير من الأحرار والشرفاء في منطقتنا العربية والعالم الذين يسيرون عكس تيار البترودولار الجارف ، ولعل الوزير اللبناني جورج قرداحي أحد هؤلاء الأحرار ، ولا تزال أصداء موقفه تتردد في الإعلام العربي والدولي.
في المعركة العسكرية ، أستطاع اليمنيون تحقيق صمود أسطوري وحققوا إنتصارات عسكرية مذهلة ، لكننا في المعركة الإعلامية نفتقد إلى الكثير ، رغم الجهود الإستثنائية التي تبذل في وسائل الإعلام الوطنية.
ولا نبالغ إن قلنا أن السبب الرئيسي في إطالة أمد العدوان هو السيطرة الإعلامية للبترودولار على الرأي العام العربي والدولي..
نحن دولة فقيرة ولا طاقة لنا بشراء الإعلاميين والمؤسسات الإعلامية في الخارج كما تفعل مملكة النفط ، سلاحنا المظلومية والحقيقة والقضية العادلة ، وحلفاؤنا الصادقون الشرفاء الأحرار.
وحين أعلن الإعلامي اللبناني قرداحي موقفه من الحرب الظالمة علينا ، رفعنا صورته في أحد شوارع صنعاء .. لوحة لم تكلفنا سوى بضعة آلاف ، ومع ذلك كان لها أصداء واسعة في الأعلام ومواقع التواصل الاجتماعي ، ونظر إليها الكثير من الإعلاميين العرب مثل وسام لا يقدر بثمن.
نحن مدينون بالوفاء لكل الأحرار الذين يقفون مع مظلوميتنا التي لا نظير لها في تأريخ الحروب والنزاعات بين الدول قديما وحديثا . وبإمكاننا أن نجعل من هذا الوفاء برنامجا في المواجهة الإعلامية المستمرة..
إن رفع صورة أي حر عربي أو أجنبي في شارع صنعاني مليئ بالحفر وأنقاض الدمار الذي خلفته الحرب أو إلى جانب مبنى دمرته غارات العdwدوان لهو أعظم وسام و أفضل من ملايين المال الحرام . وبمثل هذا الوفاء وهذه الأوسمة نستطيع تحقيق إنتصارات في المعركة الإعلامية . وفتح ثغرات في جدار العزل والتعيم.
وفي هذا السياق تجدر الإشارة إلى ما يلي:
علينا أن لا نتوقف في إعلان شكرنا عند ” جورج قرداحي ” لأننا بذلك نقدم رسالة للرأي العام في الداخل والخارج أن قرداحي فقط ، هو من يقف معنا ، وهذا غير صحيح.
أعلان شكرنا وامتنانا لشخصيات أخرى ، سيكون حافزا لإستمراهم في الوقوف معنا ورفع الصوت عاليا ، وكذلك لاستقطاب آخرين ، كما نجعل قضيتنا حية باستمرار في الإعلام العربي والدولي ، وليست منسية كما يعمل تحالف العdwدوان.
الولايات المتحدة ، شريك أساسي في الحرب على اليمن ، ونحن لا نملك المال أو النفوذ لخلق لوبيات والتأثير على المشرعين الأميركيين ، وخلال فترة الرئيس ترامب كان هناك العديد من الأصوات داخل مجلسي النواب والشيوخ الأمريكيين ممن يقفون ضد صفقات السلاح للسعودية والإمارات ، وقدموا الكثير من مشروعات القوانين لولا استخدام ترامب حق النقض لإعاقتها.
ومن المؤسف أن معظم تلك الأصوات غابت في عهد الرئيس بايدن . وحدها النائبة الصومالية الأصل ” إلهان عمر ” هي من تقف حاليا إلى جانب اليمن وتعترض على إستمرار تسليح السعودية ، وهي تتعرض لحملة شعواء من الذباب السعودي الذي يغطي صفحتها على تويتر.
لقد حاولت الولايات المتحدة ـ كعادتها في خلق الذرائع ـ إستغلال قصة ما وصفته ” إقتحام سفارتها في صنعاء وأحتجاز موظفين تابعين للسفارة “.
وبإمكاننا أن نرد على ذلك برفع صورة النائبة ” إلهان عمر ” على جدار السفارة ، لنرسل من خلالها رسائل متعددة للمشرعين وصناع القرار والمجتمع الأميركي وللعالم أجمع.
بإختصار : علينا أن نكون أوفياء مع من يقفون معنا ، وأن نجعل من هذا الوفاء إحدى الآليات لكسر جدار التعتيم والصمت الذي يفرضه البترودولار حولنا.
وكي لا تكون مواقفنا إرتجالية أو عشوائية، أدعو معالي الأستاذ أحمد حامد مدير مكتب رئاسة الجمهورية، ومعالي الأستاذ ضيف الله الشامي، وزير الإعلام، والزميل الأستاذ عبدالرحمن الأهنومي رئيس إتحاد الأعلاميين اليمنيين، إلى تشكيل لجنة بقرار رسمي يكون مهمتها وضع تصورات لهذه الآلية وتطويرها، و تقديم مقترحات بالشخصيات العربية والأجنبية التي تستحق التكريم والثناء، وفق معايير محددة.