الخبر وما وراء الخبر

السعودية..العدوان بالوكالة في طريق الشرق الأوسط الجديد

135

بقلم / إبراهيم السراجي


 

  • وصل سلمان بن عبد العزيز إلى عرش المملكة قبل اندلاع العدوان على اليمن بشهرين وثلاثة أيام فقط، فترة قصيرة جداً لا تكفي سوى لاستقبال العزاء بوفاة سلفه عبدالله بن عبدالعزيز واستبدال صورة الملك الراحل من كل الدواوين الملكية والدوائر الحكومية بصور بخلفه الذي تجمع وسائل الإعلام الغريبة على إصابته بـ”الزهايمر” وأكثر وسيلة إعلامية غربية حاولت ان تحترم هذا الرجل قالت أنه يعاني من “مشاكل في قواه العقلية”.

وبالمناسبة شاهدنا في مشاهد الاعلام الحربي للحظة تفجير مقر حرس الحدود السعودي بالربوعة في منطقة عسير أن صور الملك سلمان لم تكن قد علقت بعد وما تزال صور سلفه في مكانها فهل استطاع سلمان بما يملكه من عاهات وامراض عقلية أن يصل لقرار الحرب قبل ان تصل صوره للدوائر الحكومية؟؟

علاوة على ذلك فقد وصل سلمان بما تبقى له من قوى عقلية الى العرش وقام بثورة في بنية النظام أزال فيها كل ما يتعلق بسلفه وأبعد كل المسؤولين المقربين منه، ثم في هذه الفترة القصيرة جداً هناك من يريد اقناعنا أن العدوان السعودي بقيادة السعودية فعلا وبقرارها فيما لا يمكن لأي رئيس امريكي جديد (رغم استقرار الإدارة الامريكية) أن يتخذ قراراً بشن حرب خارج الحدود ويكون لها تحالفاً من عشر دول في ظرف شهرين.

وقد علمتنا الاحداث الماضية أن وراء كل عداء سعودي لأي دولة او جماعة او منظمة عداء أمريكي يرتدي العباءة السعودية وما ان تتجه المصالح الأمريكية الى اتجاه معاكس تجد السعودية نفسها بلا قرار وبلا تأثير محملة بالأحقاد التي لا يمكن تفسيرها او تبريرها.

ولتوضيح ذلك حين قامت الثورة الإسلامية بإيران ضد نظام الشاه كانت الثورة ضد النظام الملكي فيها وضد الهيمنة الأمريكية وكان لنجاح الثورة ضرر بالغ على الولايات المتحدة التي كان الشاه يغدق بأموال ايران عليها حتى أنه قيل ان شاه ايران كان يمول حملات الانتخابات الرئاسية الأمريكية بمرشحيها الديموقراطي والجمهوري، وبعد سقوطه وجدت السعودية نفسها في موضع العداء لإيران وهو عداء صنعته أمريكا وحولت خسارتها لنظام الشاه إلى مكسب بتصوير إيران الثورة بعبعاً يهدد السعودية ويدفعها لتمويل أمريكا مقابل الحماية. وهو درب سلكته السعودية بشكل علني. في 2015 وصلت السعودية لذروة عدائها لإيران وكانت تظن انها قادرة على ضمان تثبيت العقوبات عليها ولكن أمريكا والدول الكبرى وقعت اتفاقاً مع إيران ورفعت العقوبات عنها وهنا وجدت السعودية أنها كانت تقود عداء بالوكالة عن أمريكا تجاه إيران وانتهت حقبة العقوبات لتجد الرياض نفسها محملة بالعداء والاحقاد فيما العالم يشق طريقه للاستثمار في إيران.

ويمكن قياس الحالة السعودية الإيرانية على سوريا ففي حين كانت الرياض تظن انها تقود العالم نحو اسقاط الأسد وجدت نفسها مرة ثانية خارج السرب تتفرج على قرار مجلس الأمن القاضي بالحل السياسي دون التطرق لرحيل الأسد ليجد النظام السعودي نفسه من جديد يخرج خالي الوفاض بعد ان صرف عشرات المليارات لتدمير سوريا وكان مجرد “صراف آلي” لإرادة أمريكية تهدف لتدمير سوريا.

في اليمن وعلاوة على المدة القصيرة التي قضاها الملك سلمان او ما يمكن ان نقول عنه النظام الجديد في السعودية التي لا تسمح له باتخاذ قرار حرب خارج الحدود وتكوين حلف دولي كبير لهذه الحرب فإن النظام السعودي عجز عن تحديد أهدافه من وراء العدوان وعجز أيضا عن تحديد مخاوفه التي حصرها بالأسلحة الباليستية اليمنية التي اعتبر انها تهدد المملكة ودول الخليج ليجد أن قرار الحرب لم يحم السعودية من تلك الصواريخ بل جعل التهديد وتلك المخاوف واقعا تعيشه المملكة وتعجز عن إيقافه.

أما أمريكا ومنذ ثورة 21 سبتمبر فقد استطاعت ان تحدد أهدافها ومخاوفها وتحدد ما خسرته في اليمن بعد ان كانت قد ثبتت وجود المارينز الأمريكي في قاعدة العند وغيرها وكانت تخطط لتثبيت سيطرتها على باب المندب ..الخ وكي لا تدخل الولايات المتحدة في حرب جديدة خارج الحدود بما يتنافى مع سياسة الرئيس أوباما فقد كان الحل الأنسب هو استغلال الوافد الجديد لعرش المملكة ودفعه لقيادة حرب بالوكالة في اليمن. ورغم إن المقام لا يتسع للتشعب في هذا الحديث إلا أنه يمكن الإشارة إلى أن مخططات أمريكا لتقسيم المنطقة هو مشروع قديم جدا وملامحه كانت واضحه في مذكرات المسؤولين الأمريكيين ومشروع الشرق الأوسط الجديد هو ما يمكن استنباطه من الحروب التي أشعلتها السعودية في اليمن سوريا وليبيا والعراق.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com