خيارات الإصلاح !
بقلم / عباس السيد
كان حزب الإصلاح بمثابة العمود الرئيسي في منظومة الحكم التي أستدعت العdwدوان على اليمن ومنحته الغطاء السياسي لشن عدوانه واستباحة اليمن أرضا وشعبا .
كما سخر الحزب كل أمكاناته ومقدراته لخدمة تحالف العdwدوان طيلة سبع سنوات ، ولم يبخل الحزب حتى بميليشياته وأعضائه ومناصريه الذين قدمهم حطبا في معركة العdwدوان على الجبهات الداخلية ، بل وفي حماية الحدود الجنوبية للسعودية .
إنقسمت كل الأحزاب السياسية اليمنية في موقفها من العdwدوان ، بما فيهم السلفيون ، باستثناء حزب الإصلاح الذي ارتمى بكامله في حضن التحالف ، ومن ضاق به الحضن السعودي فضًل الأحضان التركية القطرية بدلا عن حضن الوطن .
إلى ما قبل العdwدوان ، كان الإصلاح حزبا كبيرا ومؤثرا على الساحة اليمنية ، ولولاه لما أنهارت المفاوضات بين الأحزاب اليمنية برعاية المبعوث الأممي بنعمر وقد كانت على وشك التوصل لاتفاق سياسي مطلع 20115 .
ولولا دعم الإصلاح ودفعه ، لما استدعي العdwدوان ، ولما طال أمده كل هذه السنين .
خلال سبع سنوات ، استهلك تحالف العدوان كل طاقات وإمكانات حزب الإصلاح بما في ذلك سمعته ورصيده السياسي الذي راكمه طيلة أربعة عقود .
الآن ، يبدو واضحا أن حزب الإصلاح أصبح في نظر تحالف العdwدوان وعلى رأسه السعودية والإمارات ” إكسباير ، منتهي الصلاحية ، لا يتناسب مع العصر ، ولا يصلح للإستخدام في المراحل المقبلة ” .
لقد كان الهدف الأساسي للعدوان هو إضعاف اليمن وتفكيكه إلى دويلات شبيهة بإمارات ومشيخات الخليج ، فلا إطمئنان لدى السعودية طالما ظل اليمن في جنوبها دولة موحدة تمتلك كل مقومات القوة والنهوض .
ومن أجل ذلك الهدف ، تحتاج السعودية ـ التي تقود العدوان ـ إلى أحزاب ومكونات سياسية جديدة ، أحزاب خفيفة عصرية كالوجبات السريعة ، أحزاب بنطاق جغرافي يتلائم مع الخرائط التي يجري رسمها لليمن .
رغم كل المساوئ التي تسبب بها حزب الإصلاح ، وقد كان شريكا في السلطة طيلة عقود ، إلا أنه خلق لنفسه قواعد حزبية في كافة المحافظات اليمنية ، من صعدة إلى المهرة إلى سقطرى ، ونسج بذلك شبكة على إمتداد الجغرافيا اليمنية ـ بغض النظر عن النسبة أو العدد ـ .
وعلى الرغم أنه وجه تلك القواعد وسخرها لخدمة العdwدوان ، إلا أن تلك القواعد ظلت تؤمن بـ ” يمن موحد ” ولا مشكلة لديها أن كان اليمن الموحد تابعا مستباحا كما كان طيلة العقود الماضية .
لكن ، من الواضح أن أطماع تحالف العdwدوان قد تجاوزت الماضي ، ولم يعد يقبل بيمن موحد تابع ،أو بحديقة خلفية واسعة مساحتها 550 ألف كيلومتر مربع .
يريد ون تقسيم هذه الحديقة إلى مجموعة من البساتين الصغيرة ليتسنى لهم زراعتها بطريقة حديثة ، على طريقة المحميات ، وهم يراهنون ـ دول العدوان ـ على خبرات الحليف الإسرائيلي في مجال الزراعة الحديثة . ومثل هذه المحميات لا مكان فيها لأحزاب مثل الإصلاح الذي يؤمن بالخلافة ، أو الحزب الإشتراكي الذي ينادي بالأممية .
يبدو أن الحزب الإشتراكي اليمني ، قد أدرك اللعبة من وقت مبكر ، ولذلك إنكفأ على نفسه ، وتوزعت قياداته للعمل في سوق السياسة والنخاسة والمستثمرين الجدد ، بينما ظل الإصلاح يسير بقياداته وقواعده إلى مسلخ التحالف كالقطيع .
طوال أكثر من خمس سنوات ، والإصلاح يتعرض للضرب بشتى الوسائل ، من كاتم الصوت والعبوات الناسفة ، إلى غارات بـ ” الإف 16 ” . يتعرض لإجتثاث من المحافظات الجنوبية ، ومع ذلك لم يدرك المخطط ، و لا يمكن تبرأة قيادته من التواطؤ فيما يحدث والمصير الذي ينتظر الحزب .
جحافل الإصلاح التي تجمعت في مارب ، مستهدفة بدرجة أولى من تحالف العdwدوان وليس من الجيش واللجان الشعبية الذين قدموا لهم أكثر من عرض للتسوية والتصالح والشراكة .بينما يعمل تحالف العdwدوان لإجتثات الإصلاح من جذوره ، لأن بقاء الحزب لا ينسجم مع المخططات والأهداف والخرائط التي يعملون على تنفيذها .
الحزب الذي لم تشفع له كل مواقفه وتضحياته مع دول العdدوان طيلة سبع سنوات ، لن تشفع له جهوده وتضحياته في المعركة الأخيرة في مأرب . وقد بدت علامات الجحود والنكران باكرا من قبل التحالف بتلويحه باستدعاء طارق عفاش لتسلم لواء المعركة في مارب.
وفي تعز ، المعقل الثاني للحزب بعد مأرب ، تبدو ميليشيات الإصلاح محاصرة غربا من ميليشيات طارق ، وشرقا من ميليشيات الإنتقالي ، وليس أمام ” إصلاح تعز ” سوى أن ينطح برأسه جبل صبر في الجنوب ، أو أن يمد يديه لإخوانه وأهله في الحوبان .