7 سنوات من عظمة القيادة وحقارة الارتزاق
بقلم / منير الشامي
لم يبالغ الشاعرُ المجاهدُ بسام شانع في قوله: “أعظم قيادة فوق سطح الكوكب”؛ لأَنَّ هذه هي حقيقةُ قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي -يحفظه الله ويرعاه- ومواقفُه تعكس حكمته وشجاعته، وَمستوى رقيه الإنساني والأخلاقي.
قيادة استثنائية استقت خصالها من مدرسة قرآنية فريدة، ويكفي أن نستشف عظمة هذه الشخصية بتأمل مواقف قائد الثورة تجاه كُـلّ طوائف مرتزِقة العدوان، فمنذ بداية العدوان وحتى اليوم لم يحمل لهم العداوة اللدودة كتلك التي يحملونها له ولكل أبناء الشعب اليمني، رغم خيانتهم العظمى وجرائمهم البشعة بمختلف اشكالها وتنوع ضحاياها وتآمرهم مع تحالف العدوان ضد الشعب اليمني بمختلف أطيافه، ومع ذلك لا زالت نظرته إليهم نظرة المشفق عليهم الراجي لهم الهداية، ينظر إليهم كمغرر بهم بغوا على وطنهم وشعبهم نتيجة مؤثرات خارجية أوقعتهم في الضلال والغواية، ولذلك فتح لهم أبواب واسعة وأولها قرار العفو العام الذي يضمن عودة مشرفة من مستنقع التبعية والخيانة، إلى رحاب العزة والكرامة، إلا أن أكثرهم نأوا عن اغتنامه كفرصة معروضة لهم، ما يعكس إصرارَهم على المضي في درب الخيانة الكبرى بوعي كامل بخيانتهم لله وللوطن وللشعب وللقيم والمبادئ، ما يجعل أيةَ قيادة حكيمة تيأسُ من توبتهم وتغلق دونَهم كُـلَّ سُبُلِ النجاة، إلا أن قائدَ الثورة قائد استثنائي ونموذجٌ راقٍ للقيادة التي يصنعها المشروع القرآني لذلك لم ييأس من إمْكَانية رجوعهم ولم يفقد أملَ عودتهم حتى اليوم.
لم يكتفِ بفتح بوابة العفو العام بل هيّأ لهم قنواتٍ متعددةً ميسرةً، ورغم إعراضهم عن كُـلّ ذلك لم يسمح لقواتنا بتطهير أية منطقة إلا بعد عرض مبادرات منصفة لحقن الدماء وتنازلات ظنها الحمقى منهم ضعفاً.
كل ذلك علَّهم يعودون إلى رشدهم، ولم يلجأ إلى الخيارِ العسكري إلا بعد استنفاد كُـلِّ الخيارات واستكمال الحجّـة الدامغة عليهم بكل المناطق التي تم تطهيرُها، وللتأكيد على ما أقول فموقفُه من فتنة عفّاش لا زال معروفاً للجميع وَنذكر مناشدته لعفاش ونصحه الذي لم يتوقف طوالَ الأيّام الدامية الثلاثة حتى اللحظات الأخيرة قبل مصرعِه.
وهَـا هو اليوم -يحفظه الله ويرعاه- لا زال طارحاً مبادَرةَ مأرب للمرتزِقة الذين فيها منذ إعلانها قبل عدة أشهر وحتى الآن، وما رسالة الناطق الرسمي لمرتزِقة مأرب ودعوته لهم لوقف القتال إلا أكبر دليل على ذلك ولإكمال الحجّـة عليهم.
وفي تقديري أن كُـلَّ انتصار عليهم تكمُنُ وراء مواقفُه العظيمة ونواياه الصادقة تجاههم وأخلاق أبطالنا المجاهدين والتزامهم بتنفيذ توجيهاته وتجسيد مواقفه في تحَرّكهم العملي في ميادين المواجهات، وأن إيمَانه القوي وثقته الكبيرة بالله وانعكاسها على أخلاق المجاهدين من أهم أسباب التأييد الإلهي للشعب اليمني، وتفوق قواتنا المسلحة على قوى تحالف العدوان رغم الفارق الكبير في القدرات والإمْكَانيات، وهذه حقائق يجب أن تعيها طوائف المرتزِقة وخُصُوصاً مرتزِقة مأرب التي لم يتبق منها سوى مديريتين (وادي عبيدة ومدينة مأرب) وعلى من فيهما أن يعوا أن الانتصارات التي أحرزها أبطالنا خلال الأسبوعين الماضيين كفيلة لفرض قناعة كاملة لدى عاقلِهم وسفيهِهم بالجنوح لحقن الدماء وقبول عرض قيادتنا بوقف القتال وتسليم المديريتين سلميًّا؛ لأَنَّ إعراضَهم لن يغيّر من الأمر شيئاً، فقواتنا ستدخلها سِلماً أَو حرباً والمرتزِقة هم من سيتحملون وِزْرَ الدماء التي ستراق وسيوصمون بعار الذل وفضيحة الهزيمة.