الخريطة التفاعلية لجرائم العدوان على اليمن.. أضخم عملية توثيق من قناتي المسيرة والمنار
تقرير|| نوح جلاس
أطلقت قناتا المسيرة والمنار، خارطة تفاعلية تظهر جرائم العدوان الأمريكي السعوديّ في اليمن وكل تفاصيلها، والتي تؤكّـد في مجملها بشاعة عدوان وإجرام معتد وسذاجة منظمات أممية ودولية وتواطؤ مجتمع دولي صار يحمل همّ النفط والنقود أكثر من دماء وأرواح الأبرياء.
إطلاق الخريطة التفاعلية يأتي في سياق الحرص على إيصال الحقيقة لكل العالم، ونقل مظلومية الشعب اليمني وأبنائه الذين تعرضوا للاعتداء الإجرامي والغادر والجبان من قبل تحالف العدوان الأمريكي السعوديّ وأدواته، وتسهيلا للباحثين والحقوقيين في الحصول على المعلومة المؤكّـدة.
وتضمّ الخريطة كـلّ الجرائم والمجازر التي ارتكبها تحالف العدوان الأمريكي السعوديّ في كـلّ الأراضي اليمنية شمالا وجنوبا، وتحتوي في تفاصيلها الكاملة (أماكن وقوعها، وكل تفاصيلها وإحصائياتها، وتاريخ ارتكابها وعدد ضحاياها ومقاطع مصورة لها)، ووثائق أخرى تثبت هــويّة القاتل المجرم، وتكشف زيف شعارات حقوق الإنسان التي تتغنى بها الأمم المتحدة ومجلس أمنها والمجتمع الدولي المتفرج وكل من يدور في فلكهم.
واعتمدت الخريطة على مصادر يمنية ودولية وحقوقية ومراكز متخصصة ومعنية، فيما تتميز بأنها صارت وثيقة دامغة لا غبار عليها، ومرجعية لكل الحقوقيين ووسائل الإعلام المهتمة؛ نظرا لاحتوائها على التوثيق الكامل بالصورة والفيديوهات والمشاهد الحية لمسرح الجريمة وما يحويه من أشلاء ودماء وجثامين “مغدورة” وأجساد تحت الركام، وتوثيق بعض لحظات الاستهداف لبعض الجرائم، فضلا عن تضمين بعض روابط القنوات ووسائل الإعلام الدولية التي تناولت بعض تلك الجرائم، وأقرّت بها.
وفي السياق، يتحدث المهندس محمود العزي -المدير الهندسي بقناة المسيرة، وأحد أعضاء فريق العمل- عن الخارطة وتفاصيلها، مبينا أنها تحتوي “على بيانات وأرقام وتفاصيل ومشاهد كـلّ الجرائم التي ارتكبها تحالف العدوان الأمريكي السعوديّ في اليمن، سواء في المحافظات الحرة أو المحافظات المحتلّة”.
ويشير العزي في تصريحات خاصّة للمسيرة إلى أن كـلّ الجرائم التي ارتكبها العدوان وأدواته في الأراضي اليمنية جرائم ضد الإنسانية وتستدعي من كـلّ الحقوقيين إيصال مظلومية الضحايا، والانتصار لحقوقهم ومظلوميتهم.
وفي سياق حديثه، يلفت العزي إلى أن الخارطة تقتصر على ضحايا العدوان من البشر، أي الشهداء والجرحى، أما البنية التحتية والقصف الذي طال كـلّ مناحي الحياة المدنية سيتم إدخالها لاحقا ضمن الخريطة وسيتم توثيق كـلّ بياناتها ووثائقها، حــدّ قوله.
ويقول العزي: “الخريطة بكل محتوياتها يمكن الوصول إلى واجهاتها باللغتين العربية والإنجليزية، وذلك لتسهيل عملية البحث أمام الباحثين والحقوقيين والمعنيين”، وهو ما يجعل مهمة البحث سهلة وفي متناول كـلّ المتخصصين في حقوق الإنسان، أو من لهم ضمائر حية، سيما وأن هذه الخريطة وبكل محتوياتها صارت حجّـة على كـلّ إنسان له قلب.
وفي سياق سهولة استخدام الخريطة والاستعانة بها، يؤكّـد المهندس محمود العزي أنه يمكن للباحثين والداخلين على الخريطة أن يبحثوا بالكلمة عن أية جريمة وذلك باستخدام الكلمات الدالة “المفتاحية” لأي معلم من معالم الجريمة، وسيصلون إلى نتيجة البحث المرادة، وهناك طرق عديدة سهلة للوصول إلى الجريمة محل البحث.
وينوّه إلى أنه تم توثيق جميع الجرائم التي ارتكبها العدوان الأمريكي السعوديّ منذ بدايته وحتى إطلاق الخريطة، توثيقا دقيقا وأصبحت قاعدة بيناتها داخل محتوى الخريطة، لافتا إلى احتمال وجود جرائم ارتكبها العدوان وأدواته لم تتضمنها الخريطة؛ نظرا لارتكابها في مناطق غير محرّرة لم يستطع فريق العمل على إثرها من الحصول على معلوماتها جراء سيطرة العدوان وأدواته على تلك المناطق وبسط سطوتهم عليها وعلى سكانها، وممارسة أقسى أنواع القمع.
ويؤكّـد العزي أن “المتابعة والتدقيق والمسح الدقيق جار على قدم وساق لتوثيق كـلّ الجرائم التي قد لا تكون بياناتها ضمن الخريطة، وسنواصل العمل حتى توثيق كـلّ الجرائم وتمكين الباحثين والحقوقيين منها بالصور والوثائق وكل الأدلة والإثباتات”.
ويلفت إلى أن كـلّ جريمة موجودة في الخريطة تحتوي على كـلّ تفاصيلها، وإدراج الصور والفيديوهات التي تظهرها وتؤكّـد ارتكابها من قبل العدوان، وتبين فداحتها ومدى إجرام العدوان وأدواته العميلة، كما توجد أيـضا روابط وسائل الإعلام المحلية أو الدولية التي غطت تلك الجرائم وتحدثت عنها، مؤكّـدا في هذا السياق على الحصر الكبير على المصداقية ووضع الأدلة والبراهين الدامغة التي لا يمكن لأحد أن يتجاوزها أو يشكّك في وحشية العدوان وإجرامه وبشاعته.
وبشأن ما بعد إطلاق الخريطة أوضح العزي بقوله: “سنسعى خلال المرحلة القادمة إلى إيصال الخريطة إلى أكبر قدر من المواقع العربية والإسلامية والدولية وسنوصلها إلى أكبر قد من مراكز البحث والمؤسّسات الحقوقية على المستوى الدولي”، مؤكّـدا الحرص على إيصال مظلومية اليمنيين وفضح جرائم المجرمين ولأن يستفيد أكبر قدر من الباحثين والمعنيين والحقوقيين والمهتمين من هذه الخريطة ومحتوياتها.
وينوّه إلى أن العاملين في إعداد وإطلاق الخريطة اعتمدوا “على مصادر متعددة من الميدان وعلى عدة مراكز حقوقية وبحثية متخصصة”، كما استقوا المعلومات “من كـلّ الجهات المعنية وذات الاختصاص وأخذوا التوثيقات اللازمة للجرائم وكل المعلومات”، والتي تثبت في مجملها وحشية العدوان وضلوعه وراء ارتكاب كـلّ المجازر والجرائم بحق الشعب اليمني، وهو ما يجعل هذه الخريطة وثيقة شاهدة على قبح أمريكا وأدواتها، فيما أن الجدير ذكره هو أن الخارطة ستظلّ خاضعة للتحديث والإضافة، طالما استمر العدوان والحصار، أو بالأصح ستظل مرآة تعكس إجرام واشنطن حتى ترفع أياديها وأذرعتها عن اليمن أرضا وإنسانا.
ومع كـلّ هذا، صارت الخريطة التي أطلقتها “المسيرة” و”المنار” مصدرا شاملا للمعلومات لكل من يتحدث عن حقوق الإنسان، وحجّـة على كـلّ من يتشدق بشعاراتها الرنانة. وباتت وثيقة تاريخية تؤكّـد أن أمريكا وأدواتها “الخليجية” أمّ الإجرام، ورعاة لأبشع الجرائم والمجازر بحق الإنسانية، وليسوا حماة لها، فيما صار العالم معنيّا بإثبات تجرده وانسلاخه عن كـلّ ما ارتكب ويرتكب بحق اليمنيين، ويبرهن على براءته من العار الذي خلفه جرم المجرمين، وفي مقدمتهم أمريكا.
يمكنكم الاطلاع على الخريطة التفاعلية عبر الرابط التالي:
https://www.almasirah.net.ye/map_ar.php
https://english.almasirah.net.ye/map_en.php
http://www.almanar.com.lb/yemen-map