الزامل وتحريره من الضيق الاجتماعي
بقلم / صلاح الدكاك
حررت حركة (أنصار الله) الزامل من أكبال الضيق الاجتماعي الدلالي وأطلقته كجواد أسطوري يركض بسرعة الضوء في الفضاء الدلالي الرحب لمفهوم الوطن والشعب والحرية والاستقلال والثورة ومجابهة الهيمنة والاستغلال والاستكبار محملاً بأحلام وآهات المسحوقين والكادحين والمحرومين، فبات جزءاً من حناجرهم وأهازيجهم وتمتماتهم اليومية، وباتت كلماته نيازك في أيديهم يقذفون بها زجاج الإقطاعيات وقصور الجبابرة فيصيبونها في مقتل.
وفي هذا السياق برز (القحوم) بوصفه ألمع وأبرع الفرسان الذين عبروا بجياد الزوامل فجوة المسافة السحيقة بين ضيق الفضاء الخاص ورحابة الفضاء العام، واجتازوا به موانع العصبيات والتقاليد القبلية ليغدو في غضون أعوام صوت الشعب جميعاً على تنوع مشاربه الاجتماعية.
في الطريق إلى موعدي معه أخذت أرسم عشرات الصور له، فلطالما ظل (القحوم) بالنسبة لي وللكثير من جمهور معجبيه كائناً صوتياً، بالنظر إلى ندرة ظهوره الإعلامي على الشاشة؛ ورصيده في هذا الجانب لقاءان فقط، أحدهما لقناة (المسيرة) والآخر لإذاعة (سام)، علاوةً على أنه ما من صورة شخصية ذائعة له أو مرفقة بأعماله المسجلة.
في المكان المحدد كمحطة مبدئية للقائي به رنَّ جرس هاتفي المحمول (سآتي إليك كالطلقة)، ثم تجلى الصوت رجلاً متوسط الطول، نحيلاً؛ حادّ النظر؛ ويشبه تقريباً ما رسمته له من صورة في مخيلتي..
خامة صوته قادرة على أن تجعل لجان تحكيم برامج مسابقات الغناء (يبرمون) حول أنفسهم مشدوهين عشرات المرات، وأن تؤهله للصدارة، إلا أنه نذر صوته (للثورة والجهاد والشعب والقضية) كما يؤكد فإليه رفيعاً كنجمٍ يطل من صفحة ماء..